قالت لى السيدة سيلڤى بيانتشيرى، مديرة معرض جريمالدى فى موناكو، إن قيادات الإمارة ورعاة معرض الذهب الفرعونى لم يفكروا أبدًا فى الربح المادى من
وراء المعرض، «بالورقة والقلم» تخسر موناكو ما يقرب من 2 مليون يورو تقريبا فى استضافة هذا المعرض، فقد سددت الإمارة ما يلى:
- مبلغا كبيرا للحكومة المصرية للموافقة على استضافة هذه الآثار.
- وتحملت نفقات الشحن للقطع الأثرية بالكامل من مصر إلى موناكو.
- وستتحمل نفقات الشحن فى العودة.
- وتتحمل نفقات سفر وإقامة أثرى مصرى، وخبيرة ترميم، وعنصر أمن مصرى طوال فترة انعقاد المعرض.
- تتحمل كل نفقات الدعاية والإعلانات والحفلات وسبل التسويق الأخرى للمعرض.
- شركة أمن خاصة عالية التدريب لحماية الآثار المصرية طوال فترة المعرض.
هذه النفقات الكبيرة لا يمكن استردادها عبر بيع تذاكر دخول المعرض الفرعونى، صحيح أن معرض جريمالدى يتوقع ما يقرب من 75 ألف زائر، لكن أسعار التذاكر المخفضة لا تضمن أبدا استعادة هذه النفقات.
هكذا شرحت السيدة سيلڤى اقتصاديات هذا المعرض، الخسارة محققة هناك، والربح مضمون هنا فى القاهرة، لكن لماذا تقرر إمارة موناكو وأميرها ألبير الثانى شخصيا تحمل هذه النفقات مقابل معرض لا يحقق ربحا على الإطلاق، ألا توجد أيدٍ مرتعشة فى موناكو تتردد فى توقيع أوراق مالية وتحويلات «خاسرة»، ألا توجد كتيبة بيروقراطية داخل الوزارات هنا تحذر من «الإهدار العمدى للمال العام»؟!
ترد السيدة سيلڤى بأن تسويق البلد أكبر كثيرا من كل ذلك، موناكو تربح بالقطع، لكن هذا الربح لا يقتصر على ميزانية المعرض، الربح الأكبر، كما تقول سيلڤى، هو أن يشعر كل مواطن فى هذا البلد الصغير بالجهد الثقافى الواسع الذى تقوم به الإمارة، وأن يشعر أيضا بالعلاقات الدولية المحترمة للإمارة، لأن ثقة المصريين بنا فى استضافة هذه الكنوز «ثقة لا تقدر بثمن».
ليس ذلك فحسب، تقول سيلڤى أيضا، إن موناكو تعيد رسم صورة مختلفة عن نفسها باحتضان هذا المعرض، نحن لسنا بلد الشواطئ والحفلات وكازينوهات القمار، لكننا بلد الثقافة والفنون واحترام الحضارة والتاريخ فى أعرق بلدان العالم وعلى رأسها مصر.
هذه بلاد تنفق الملايين لرسم صورة لنفسها على خريطة الدنيا، وتفكر خارج الصندوق لتصدير هذه الصورة إلى العالم، وما تفعله موناكو درس فى التسويق السياحى والسياسى معا، درس فى التخطيط المستقبلى، وفى الإدارة، وفى التعاون الدولى.
درس لنا جميعا..
درس فى الوزارات المعنية بتسويق مصر
ودرس فى التخطيط والابتكار
ودرس فى إدراك عناصر القوة والضعف لصورة البلد ومعالجة الضعف واستثمار عناصر القوة
ودرس فى الإنفاق من «المال العام» لصالح مهمة أكبر يتضاعف بها لاحقا «المال العام» أيضا.
وتبقى مصر من وراء القصد
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة