قرأت سريعا برنامج الحكومة الذى شرحه رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولى أمام مجلس النواب، والحقيقة أن البرنامج يتضمن العديد من القضايا التى تستحق التعليق والمناقشة، غير أننى توقفت أمام البنود الخاصة باستراتيجية بناء الإنسان المصرى التى تضمنها هذا البرنامج التى تترجم بكثير من التفصيل ما دعا إليه الرئيس عبدالفتاح السيسى، وشدد عليه كثيرا فى خطاباته ورؤيته ودعواته المتكررة للمصريين.
أتصور هنا أن تضمين هذه الاستراتيجية فى برنامج الحكومة لا يكفى بمفرده لتحقيق هذه الغاية النبيلة، فبناء الإنسان المصرى يحتاج إلى تعاون مجتمعى أشمل وأوسع وأكبر من جهد الحكومة والجهاز التنفيذى فقط، صحيح أن توافر الإرادة السياسية لذلك يمثل نقطة تحول مهمة فى تحقيق استراتيجية بهذا المعنى، وصحيح أيضا أن تضمين برنامج الحكومة لهذه الاستراتيجية يمثل قفزة كبيرة فى رؤية الإدارة المصرية للحاضر والمستقبل، لكن الصحيح أيضا أن الحكومة كجهاز إدارى لا يمكن أن تنفذ خطة بهذا المستوى، وبتلك التكتيكات والمشروعات التى تضمنها بيان الحكومة دون تعاون كثيف وخلاق من كل قطاعات ومؤسسات المجتمع، الأزهر الشريف والكنيسة المصرية، والصحف والإعلام، والجمعيات الأهلية، والكتاب والمثقفين والمفكرين، والأندية الرياضية، والاتحادات الرياضية، وصناع الدراما، وشركات الإنتاج السينمائى، والجامعات، وأعضاء هيئة التدريس، والمدارس والمدرسين وأئمة المساجد، وكهنة الكنائس، والنشطاء الوطنيين على شبكات التواصل الاجتماعى.
هذه هى المرة الأولى التى تجتمع فيها مصر على «خطة لبناء الإنسان»، وليست دعوات شكلية أو دعايات سياسية، أو خطابات انتخابية، نحن أمام حكومة لديها خطة واضحة، وآليات تنفيذية نحو هذه الغاية، وهى نقطة انطلاق مهمة، لكن هذه الانطلاقة، وهذه التكتيكات لا يمكن أن تؤتى ثمارها بدون توافر حالة وعى مجتمعى شاملة، وتعاون لا مثيل له بين مختلفة المؤسسات والهيئات فى المجتمع المدنى المصرى.
الحكومة تقول فى تقديم هذه الاستراتيجية، إن ثروة الأمم تقاس برأسمالها البشرى، وإن الاستثمار فى التعليم والتنمية البشرية هو أجدى أنواع الاستثمار، وتقول الحكومة أيضا، إن تعزيز القيم الإيجابية وترسيخ الهوية الثقافية والعلمية فى المجتمع المصرى يحتل أهمية كبيرة فى أولويات الدولة المصرية، والحكومة تقول أيضا، إننا يجب أن نحسن مخرجات التعليم، ونهتم بالمنشآت الرياضية، وبنظام التأمين الصحى، وبتحسين معيشة المواطنين، هذا كلام جميل، والخطط التنفيذية التى يتضمنها البرنامج مبشرة، لكن يبقى كل ذلك رهنا بقدرة الحكومة على إشراك هذا الفضاء الواسع من المجتمع المدنى ومن صناع الوعى ضمن هذه الاستراتيجية، ويبقى هذا الكلام مرتبطا على نحو عضوى بقدرة الحكومة على أن تجعل من بناء الإنسان المصرى حالة شعبية عامة، وليست عملا إداريا كسائر الخطط الإدارية الأخرى التى تنفذها الحكومة.
نحن نريد للإنسان المصرى أن يشارك الحكومة فى بناء الإنسان المصرى.
هل يستطيع رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولى أن يحول هذه الاستراتيجية من خطة حكومية إلى خطة شعبية مصرية شاملة؟
هذه هى الخطوة الأولى حتى يتحقق شعار الحكومة على هذا البرنامج «مصر تنطلق»
مصر من وراء القصد
عدد الردود 0
بواسطة:
ايمن أبو الدهب
الله ينور عليك ياصلاح بك
أول مره أقرأ كلام منطقى جدا وقابل للتطبيق ويصب في مصلحة كل انسان مصري ومصلحة بلدنا ويؤدى الى عودة مصر لمكانها اللائق بين الأمم.
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد مشعل
لبناء الإنسان المصري نحتاج لإعادة بناء للثقافة
الثقافة لدي الشعب علي مستوي العموم ضحلة جداً ويتمثل هذا في السلوكيات العامة مثل المرور مثل انتشار ثقافة الفهلوة والبلطجة ... الخ نحتاج لبرامج تعليمية موجهة نحتاج لسينما هادفة تمثل نقطة تحول للشعب نحتاج للتدريب البناء نحتاج لترسيخ القدوة الحقيقة في المجتمع فلا تكون تلك القدوة مركزة علي لاعب كرة قدم أو علي فنان ... بل يجب ترسيخ غيرهم في أذهان الشعب مثل العلماء والأدباء ورجال الأعمال المبادرون ... ولكنها خطوة محترمة علي الطريق الصحيح ... شكراً لكاتب المقال الأستاذ خالد صلاح
عدد الردود 0
بواسطة:
الفلاح الفصيح
كلام حضرتك ممتاز كالعاده يا استاذ خالد
ولكن التحدي الان لازال في مرحله توفير الحاجات الفسيولوجيه لحياه الانسان، وهي ضمان المأكل والمشرب والمسكن والعلاج والزواج... لو فعلها دوله رئيس الوزراء لكتبت له انجازا