مجدداً ، شنت الدول الأوروبية هجوماً حاداً على تركيا ونظام الرئيس رجب طيب أردوغان لانتهاكاته المفضوحة فى سجل حقوق الإنسان والحريات، فضلاً عن ملاحقته الممتدة لقادة الجيش التركى والمعارضة المدنية لوأد أى تحرك ضد نظام حزب العدالة والتنمية.
وبإنتخاب أردوغان رئيسا لمدة 5 سنوات مقبلة فإنه قضى بذلك على أى أمال دخول أنقرة دول الاتحاد الأوربى ، حيث يرى دول الاتحاد "أردوغان" أنه دكتاتور ذبح جيشه بسكين بارد ،ورمى بأبناء شعبه فى السجن .
وجدد الاتحاد الأوروبى على لسان رئيس وزراء النمسا ، سبستيان كورتس، الذى تتولى بلاده رئاسة الدورة الحالية للاتحاد، مساء الأحد، إنه يتعين إنهاء مفاوضات انضمام تركيا لعضوية الاتحاد، وأن تتبع الدول الأوروبية نمطا مختلفا من التعاون معها.
وأضاف كورتس فى حوار خاص لصحيفة "كاثمريني" اليونانية نشرته على موقعها الإلكترونى "يجب أن تتوقف مفاوضات الاتحاد مع تركيا على الفور".
وتابع : "إن تركيا ظلت تتحرك بخطا ثابتة إلى اتجاه بعيد عن الاتحاد الأوروبى وقيمه خلال السنوات الأخيرة ومع ذلك فإن بلاده تفضل إقامة الاتحاد علاقة غير متحيزة مع أنقرة"، وذلك فى إشارة إلى السجل الحقوقى السلبى للنظام التركى.
وبدأت مفاوضات الانضمام مع الاتحاد الأوروبى عام 2005 إلا أن العديد من الدول الكبرى فى الاتحاد تعارض انضمامها
ويأتى ذلك بعدما ، اعتبر الاتحاد الأوروبي أن مفاوضات انضمام تركيا إلى صفوفه في حالة "جمود تام"، وأن أنقرة تبتعد أكثر فأكثر عن التكتل، وأن الاحتمالات ضئيلة للغاية بحدوث تغيير في هذا الوضع في المستقبل القريب.
مشاهد الكر والفر فى تركيا شبه يومية
وتدهورت علاقات الاتحاد الأوروبي مع تركيا في السنوات الأخيرة نتيجة سلسلة خلافات حول ملفات تتعلق بحقوق الإنسان وحكم القانون، لا سيما بعد حملة القمع الواسعة التي شنّها "أردوغان" عقب محاولة الانقلاب الفاشل ضده في يوليو 2016.
ومن جانبه أكد ، سفير الاتحاد الأوروبي السابق لدى تركيا والباحث بـ"معهد كارنيجي أوروبا" في بروكسل، مارك بيريني إن تركيا شهدت حملة انتخابية غير عادلة، وأصبحت دولة تدار بالأوتقراطية أي حكم الرجل الواحد حسب رأي القادة الأوروبيين ، بعدما فاز أردوغان بالانتخابات الرئاسية التي أجريت فى يونيو الماضى ، بعد حصوله على نسبة 52% من الأصوات، بينما فاز حزبه العدالة والتنمية بـ42% من الأصوات بالانتخابات البرلمانية.
ويرى مراقبون دوليون أن الشكوى التى تقدمت بها الحكومة الألمانية إلى الاتحاد الأوربى ضد أردوغان بعد كشف المخابرات الألمانية تجسس الأئمة الأتراك على الجمعيات الألمانية وصلتها بالداعية فتح الله جولن زعيم حركة الخدمة ، كان من ضمن الأسباب جمود دخول تركيا للاتحاد الأوربى .
ويضيف المراقبون أن هناك قلق دول الاتحاد من أن دخول أنقرة قد يؤدى إلى قيامها بالتجسس على دول أخرى غير ألمانيا، ولا سيما حرية الحركة بين الدول التى يسمح بها الاتحاد.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة