يبدو أن الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، فتح جبهة أخرى للمشكلات عواقبها قد تكون وخيمة نظرا لإقتراب انتخابات التجديد النصفى للكونجرس فى نوفمبر المقبل، فإصرار ترامب على عقد قمة مع الغريم الأول لبلاده لم يمر بالسهولة التى توقعها ملياردير نيويورك، إذ جاءت تصريحاته العفوية خلال المؤتمر الصحفى الذى أعقب القمة، مثيرة للجدل كالعادة وهو ما دفع الكثيرون فى الداخل إلى إتهامه بالخيانة.
وأثارت تصريحات ترامب خلال لقاءه نظيره الروسى الغضب داخل الولايات المتحدة واتهامات له بالخيانة حيث ذهب للقول بأن روسيا لم يكن لها أى تأثير على نتائج الانتخابات الرئاسية الأمريكية، وهو ما يتناقض مع تقارير أجهزة الاستخبارات الأمريكية وعلى الرغم من تراجعه عن هذه التصريحات إلا أن هناك حالة غضب داخلى كبيرة.
وبحسب مجلة نيوزويك فإن الكثيرين رأوا أن تصرفات ترامب تمثل خيانه. وغرد جون برينان، المدير الأسبق لوكالة الأستخبارات المركزية الأمريكية CIA، قائلا "أداء دونالد ترامب خلال المؤتمر الصحفى فى هلسنكى يرتقى ويتجاوز إلى حد الجرائم العليا". مضيفا "لا يقل عن الخيانة لم تكن تعليقات ترامب شريرة فقط، بل هو فى جيب بوتين بالكامل الجمهوريون الوطنيون أين أنتم؟".
وتشير المجلة الأمريكية إلى أنه وفقا للمادة 18 من قانون 2381 الأمريكى فإن أى شخص أمريكى، يشن حرب ضد الولايات المتحدة أو يكن بالولاء لأعدائها ويمنحهم المساعدة والدعم داخلها، فإنه يكون مذنب بالخيانة ويقتل أو يسجن مدة لا تقل عن خمس سنوات ويتم تغريمة ما لا يقل عن 10 آلاف دولار، كما يحظر من تولى أى منصب داخل البلاد". وبحسب المادة الثالثة من الدستور الأمريكى فإنه لا يدان شخص بالخيانة إلا بعد شهادة شخصين بالفعل أو بناء على إعتراف أمام محكمة علنية.
غير أن لوريس تريبى، أستاذ القانون والدستور بجامعة هارفارد، قال إنه فى حال شمل تعريف الحرب، الحرب الإلكترونية من خلال القرصنة العمدية لأجهزة الكمبيوتر الخاصة بالبنية التحتية للانتخابات، فمن ثم فإن ما حدث من ترامب فى هلسنكى هو مساعدة علنية وتحريض لحرب الجيش الروسى المستمرة ضد أمريكا بدلا من حمايتها ضد هذا الغزو السيبرانى.
وأضاف "وهذا بدوره يمكن تعريفه بأنه خيانة بالمعنى الوارد فى المادة 18 من قانون 2381 والمادة الثالثة من دستور الولايات المتحدة." ومع ذلك يصر آخرون على تحديد تعريف الحرب للحالات التى تنتطوى على إعلان رسمى لحالة حرب.
وانطلاقا من هذا القلق الواسع، ذكرت مجلة فورين بوليسى أن مجلس الشيوخ الأمريكى طلب عقد جلسة استماع لبحث ما حدث خلال قمة هلسنكى وأوضحت المجلة الأمريكية، بحسب موقعها الإلكترونى، الأربعاء، أن السيناتور الجمهورى، بوب كوركر، رئيس لجنة العلاقات الخارجية فى مجلس الشيوخ، طلب عقد جلسة إستماع علنية مع وزير الخارجية مايك بومبيو، الأسبوع المقبل، حول سياسة الإدارة الأمريكية تجاه روسيا.
وأكد اثنان من مساعدى الكونجرس لفورين بوليسى أن بومبيو سيشهد علانية أمام اللجنة الأربعاء المقبل وقال مساعد جمهورى إن اللجنة طلبت فى البداية مقابلته فى أعقاب لقاء ترامب مع الزعيم الكورى الشمالى، كيم جونج أون، لكنها أضافت روسيا إلى جدول الأعمال فى أعقاب اجتماع الرئيس المثير مع بوتين.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة