سادت حالة من الدهشة بين أهالى محافظة الشرقية، بعد تداول صور لتمثال الشهيد أحمد منسى، الذى تم وضعه بوسط مدينة منيا القمح، عبر مواقع التواصل الاجتماعى، يظهر وجه الاختلاف بين ملامح وجه الشهيد وملامح التمثال، ذلك قبل حفل افتتاح الميدان القائم به التمثال والمقرر خلال أيام، بحضور أسرة الشهيد واللواء خالد سعيد محافظ الشرقية ونواب وشخصيات عامة.
ونشر المتداولون صورا للتمثال خلال المرحلة الأخيرة من التصنيع التى تمت بأحد ورش مدينة الفخار.
من جانبه، قال رجب قنديل، رئيس مدينة منيا القمح لـ"اليوم السابع"، إن المهندس الذى استلم التمثال من الورشة بمدينة الفخار فى مصر القديمة، أكد أنه مطابق للشهيد، مضيفًا أن التمثال ما زال مغلفًا لم يتم إزالة الغطاء من عليه، لحين الانتهاء من أعمال التجميل وافتتاحه فى الحفل المقرر خلال أيام.
كانت أعدت محافظة الشرقية، ميدانا بوسط مدينة منيا القمح مسقط رأس الشهيد العقيد أحمد منسى، تخليدا لذكراه وكرمز لشهداء الجيش والشرطة.
"عرضت التمثال على أساتذة النحت فى مصر والمتخصصين، وأشادوا به كعمل فنى، وكذلك زوجة الشهيد كانت تتابعنى أولا بأول، وأفتخر بأننى نحت تمثالا للشهيد"، هكذا علقت المهندسة سلمى صادق الفنانة التى نحتت تمثال الشهيد أحمد منسي، لـ" اليوم السابع" على حملة الانتقادات الموجهة لها بعدم مطابقة ملامح الشهيد مع التمثال المعد له.
وأضافت، أن العامة ليس على دراية كافية بفنون النحت، فهو فن يختلف عن الرسم تماما، فنحن لا نخلق نفس الشخص تماما "إحنا مش ربنا" بحسب وصفها، موضحة أن ملامح الشهيد فى التمثال لابد أن تكون حادة وبارزة، لمراعاة الارتفاعات والإضاءة فى المكان، وسيكون ارتفاعه ما يقرب من 6 أمتار بعد وضعه على القاعدة، فلابد من بروز الملامح لكى يراها الشخص المار فى الشارع.
وأشارت إلى أن الصور المتداولة هى للعمل وهو فى المرحلة الطينية وليس المرحلة الأخيرة، مؤكدة أن السيدة منار زوجة الشهيد أحمد منسي، كانت متواصلة معها ومدتها بالعديد من الصور، فضلا عن معاينة أحد أصدقائه للتمثال.
وتابعت: "استخدمت مادة الفايبر جلاس فى تصنيعيه وأنقى الألوان، بالإضافة إلى الذهب عيار 14، حيث استغرق 45 يوميا مدة عمل متواصلة، حيث بلغ وزنه 150 كيلو والطول 285 سم".
وقالت السيدة منار محمد سليم زوجة الشهيد العقيد أحمد منسى، أن الصور المتداولة عن تمثال زوجها القائم بمدينة منيا القمح، ليست هى الصور للشكل النهائى له، وبل تم إجراء بعض التعديلات البسيطة على ملامح الوجه، بالتنسيق مع المهندسة ناحتة التمثال حتى خرج بالشكل النهائى وهى الاقرب له.
وأوضحت زوجة الشهيد لـ"اليوم السابع"، أن الصور المتداولة كانت عرضتها عليها المهندسة سلمى زردق ناحتة التمثال، كشكل مبدئى ومرحلة أولى للتمثال، فأخبرتها ببعض الملاحظات على الملامح مثل الشعر هو شعرة دائما على الدرجة الأولى وسحبة الوجه حيث جاءت فى التمثال بوجه عريض بينما الشهيد كان وجه نحيف من الأسفل، والحواجب عريضة، ومدتها بالعديد من صورة، مضيفا أن المهندسة استجابت للملاحظات وعلى الفور وعدلتها فى الشكل النهائى للتمثال.
وأشارت إلى أن الشكل النهائى للتمثال طبقا للصورة التى شاهدتها هى الأقرب للشهيد، موضحة أن ظروف عملها منعتها من الاطلاع على التمثال فى مرحلته النهائية بنفسها، ولكن صديق للشهيد كان يتابع مراحل أعداد التمثال بنفسه وأنها كانت تتابع من خلال الصور والأحاديث المتبادلة بينها وبين الفنانة التشكيلية.
وأكدت أنها وأسرتها سوف تحضر حفل الافتتاح حيال تحديد موعده، معربة عن شكرها للجهد المهندسة قائلة: " هى أدت عملها على الوجه الأكمل، وبذلت جهد كبير، كما تقدمت بالشكر شباب مدينة منيا القمح و الذين بادروا بفكرة أنشاء تمثال للشهيد، واللواء خالد سعيد محافظ الشرقية والمسئولين والذين تحمسوا للفكرة وقدموا كافة التسهيلات لتخصيص ميدان وتجميله لوضع التمثال تخاليدا لذكرى العقيد أحمد منسى ولكل شهداء الوطن.
كانت أثيرت حالة الجدل على مواقع التواصل الاجتماعى، بسبب تداول صور للتمثال الشهيد احمد منسى، القائم فى مدينة منيا القمح ومن المقرر افتتاحه خلال أيام بحضور اللواء خالد سعيد محافظ الشرقية و أسرة الشهيد و النواب، بعدم تطابق ملامح الشهيد مع التمثال.
ويشار إلى أن العقيد أحمد منسى قائد الكتيبة 103 صاعقة بالعريش، استشهد يوم 7 يوليو 2017، هو والرائد أحمد الشبراوى قائد عمليات الكتيبة، والنقيب خالد مغربى، وآخرين من الجنود والضباط أبطال القوات المسلحة، على اثر اشتباكات مع تكفيريين هاجموا تمركز للكتيبة بغرض السيطرة عليها، إلا أن الكتيبة قامت بمعركة باسلة أحبط هذا المخطط وقتلت معظم الإرهابيين و أجبرتهم على الانسحاب، والشهيد ينتمى لقرية بنى قريش التابعة للوحدة المحلية بمركز منيا القمح، وكان يقيم فى مدينة العاشر من رمضان هو أسرته.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة