"اللى خلف ممتش".. مقولة يمكن أن نطلقها على أبناء الشهداء الأبطال الذين ضحوا بأرواحهم من أجل حماية تراب الوطن ومقدراته، وظهر اليوم بحفل تخرج دفعة جديدة من طلبة كلية الشرطة "أبطال من ظهر أبطال"، وتحدثوا بشجاعة أمام الرئيس عبد الفتاح السيسى، ليرسموا ملامح مستقبلهم الحافل بالخير لمصر والمصريين، وللشهداء الذين حصلوا على وعود أبنائهم أمام جموع المصريين بالقصاص لهم من القتلة.
ظهر "مصطفى" نجل الشهيد العميد مالك مهران إمام، مدير إدارة مرور بنى سويف، الذى اغتالته الجماعة الإرهابية فى 18 أغسطس عام 2013، عندما وقف مدافعا عن ديوان عام محافظة بنى سويف، ليسقط شهيدا تروى دمائه تراب الوطن الغالى، و"أحمد" نجل شهيد شهيد القوات المسلحة المصرية العميد محمد سعد عياد، قائد مركز تدريب مشترك الأسلحة والذخيرة، الذى اغتالته الجماعة الإرهابية فى 28 نوفمبر عام 2014، فى طابور العرض العسكرى بين زملائهم من خريجى كلية الشرطة، كى يلقيا كلماتهما ليطلب منهما الرئيس عبد الفتاح السيسى الصعود إلى المنصة ليقفا بجوار شقيقتهن اللاتى كانتا تشاهدهن ضمن المشاركين فى الاحتفال بتخرجهم وسط زملائهم.
صعد الضابطان الجديدان على المنصة وأطلقا عدة رسائل، وكانت البداية بالملازم مصطفى مالك مهران، الذى وجه رسالة قال فيها: "أنا ابن الشهيد ومشروع شهيد وفخور أن والدتى استشهد وأصريت على دخول كلية الشرطة علشان أكمل مسيرة والدى اللى أفتخر بيها".
وأضاف خريج كلية الشرطة الجديد: "دخلت كلية الشرطة علشان أجيب حق الشهداء وأنا والدى الشهيد علمنى أن الفداء والتضحية أهم شئ بعد الأيمان بالله سبحانه وتعالى".
ووعد نجل الشهيد العميد مالك مهران إمام، الرئيس عبد الفتاح السيسى قائلا: "بنعاهد سيادتك أمام كل المصريين على الفداء والتضحية من أجل أمن مصر وسلامة أراضيها وأمن شعبها العظيم".
ومن جانبه قال أحمد محمد سعد مصطفى عياد، نجل الشهيد العميد محمد سعد عياد فى كلمته: "إحنا بنقدم نفسنا من ميدان العزة والشرف والكرامة.. ميدان كلية الشرطة اللى منه هنجيب حق كل شهيد، وزى ما والدى ضرب أروع الأمثلة فى الفداء والتضحية من أجل الوطن.. بقدم نفسى أنا ودفعتى دفعة 2018 لأجل مصر وشعب مصر".
وتابع نجل الشهيد العميد محمد سعد عياد: "رسالتنا إما أن نعيش على الأرض أعزاء شرفاء أو نموت بشهادة فى سبيل الله".
ووجهت كريمتا الشهيدين من الشرطة والقوات المسلحة، رسالة خلال حفل تخرج دفعة جديدة من طلاب كلية الشرطة بجوار أشقائهن، أمام الرئيس عبد الفتاح السيسى، حيث أكدت أميرة محمد سعد مصطفى عياد، أنها لا تنسى يوم استشهاد والدها، فى جسر السويس، واستكملت: "من يوم ما اتولدت كانوا بيقولولى بابا كان مستنى يوم فرحى، زيه زى أى أب، والنهارده أنا فرحانه وفخوره لأنى بنت البطل، وعلشان تخرج أحمد أخويا اللى هيكون سند ليا بعد أبويا".
وتابعت أميرة محمد سعد مصطفى عياد: "بقول لكل الخريجين انتوا أمل مصر اللى جاى، ومتنسوش أن فيه أبطال ضحوا بحياتهم علشان كلنا نعيش فى أمن وآمان، وكلنا واثقين بإذن الله إنكم هتكلموا المشوار".
وقالت مى مالك مهران، ابنة عميد الشرطة الشهيد، مالك مهران، إن والدها استشهد فى تأمين بمحافظة بنى سويف، متابعة: "لما عرفنا خبر استشهاد بابا كان أخويا مصطفى وهو ابنه الوحيد بيقرب من تحقيق حلمه لكن علشان هو عارف أن الهدف الحقيقى من الحلم ده هو خدمة الوطن.. ساب كلية الصيدلة وأصر إنه يكمل مسيرة البطل الشهيد".
واستكملت ابنة الشهيد: "مصر قوية ومحروسة، ودم والدى وكل الشهداء مش هيروح هدر أبدا.. كلكم شايفين طابور الشهداء عندنا مبينتهيش.. واحد شرطة والتانى جيش ونموت كلنا ومصر تحيا وتعيش".
وطلب الرئيس عبد الفتاح السيسى مصافحة أبناء الشهداء، وقال لهم: "تسمحولى أسلم عليكم"، وذهب الرئيس ليصافحهم ويقبلهم وظل يتحدث معهم لبضع دقائق.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة