ترقبا لأطول خسوف كلى للقمر فى القرن الواحد والعشرين، يستعد هواة الفلك على مستوى العالم وبالأخص فى مصر والوطن العربى، لرصد الحدث الفلكى الأكبر بالمنطقة العربية فى 2018، والذى بات يفصلنا عنه أيام معدوده ويحل على الكرة الأرضية الجمعة المقبلة 27 يوليو الجارى.
والخسوف الكلى للقمر، سيتفق وسطه مع توقيت بدر شهر ذى القعدة لعام 1439 هجريا، ويغطى ظل الأرض 161% تقريبا من سطح القمر، ويعتبر الخسوف الكلى للقمر الأطول بمصر والوطن العربى فى القرن الواحد والعشرون .
وسوف يستغرق الخسوف الكلى للقمر فى جميع مراحله منذ بدايته وحتى نهايته "شبة ظلى – جزئى – كلى – شبه ظلى" مدة قدرها 6 ساعات وأربع عشرة دقيقة تقريبا، ويستغرق الخسوف من بداية الخسوف الجزئى الأول حتى نهاية الخسوف الجزئى الثانى "جزئى – كلى – جزئى" مدة قدرها ساعتين واثنتى عشرة دقيقة .
كما يستغرق الخسوف الكلى للقمر من بدايه وحتى نهايته ساعة واحدة وثلاث وأربعين دقيقة، لافتا إلى أن الخسوف الكلى سيرى فى مصر والوطن العربى.
وكشف الدكتور أسامة رحومة رئيس قسم معمل أبحاث الشمس بالمعهد القومى للبحوث الفلكية، أن معمل أبحاث يستعد بفريق علمى متخصص لرصد الخسوف الكلى للقمر المرتقب الجمعة المقبلة، والذى سيكون الخسوف الكلى للقمر الأطول بمصر والوطن العربى فى القرن الواحد والعشرين.
وأضاف رئيس قسم معمل أبحاث الشمس بالمعهد القومى للبحوث الفلكية، فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، أن الفريق سيكون مجهز بمناظير فلكية خاصة وأجهزة لتسجيل الأطياف وكاميرات حساسة لتسجيل هذا الحدث العلمى الهام بكامل مراحله.
جاء ذلك على هامش ورشة العمل التى يعقدها المعهد القومى للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية، بمقر المعهد، تحت عنوان "خسوف القمر الكلى الأطول فى القرن الحادى والعشرون 27 يوليو"، لاستعراض ترتيبات واستعدادات المعهد للخسوف الكلى الأطول المرتقب الجمعة المقبلة.
ومن جانبه كشف الدكتور ياسر عبد الهادى أستاذ الشمس بالمعهد القومى للبحوث الفلكية، أن العالم سيكون على موعد مع أطول خسوف قمرى يحدث منذ 100 عام يوم الجمعة المقبلة والذى سيتزامن مع اكتمال بدر شهر ذى القعدة من العام الهجرى 1439هـ.
وأشار أستاذ الشمس بالمعهد القومى للبحوث الفلكية، فى تصريحات خاصة لليوم السابع، أنه سوف يتمكن كل من فى المناطق التى يظهر فيها القمر فى السماء عند حدوث الخسوف من رؤيته، ومنها معظم قارتى آسيا وأوروبا وكل قارتى أفريقيا وأستراليا والجزء الشرقى من قارة أمريكا الجنوبية والقارة القطبية الجنوبية والمحيطات الهادى والأطلسى والهندى.
وأوضح أن مراحل الخسوف كلها سوف تستغرق منذ أن يقترن القمر بشبه ظل الأرض ثم دخوله منطقة ظل الأرض ثم منطقة شبه الظل مرة أخرى وأخيراً يبدأ بمغادرتها الى أن ينتهى الخسوف تماماً، مدة قدرها 6 ساعات وأربع عشرة دقيقة تقريبا.
وتابع: "أما الفترة منذ دخول القمر منطقة ظل الأرض ثم خروجه منها فسوف تستغرق مدة قدرها ساعتين واثنتى عشرة دقيقة تقريباً وهذه هى الفترة الزمنية المهمة بالنسبة للمشاهد والتى يستطيع خلالها مشاهدة مراحل الخسوف بالعين المجردة، حيث أنه لن يستطيع مشاهدة فترة دخول القمر منطقة شبه الظل بالعين المجردة".
وكشف أستاذ الشمس بمعهد البحوث الفلكية، أن هذا الخسوف يعتبر الخسوف الكلى الثانى الذى تشهده الأرض العام الحالى، حيث كان الخسوف الأول قد حدث فى 31 يناير الماضى، كما ينتظر أن يحدث الخسوف التالى يوم 21 يناير 2019م.
وأشار إلى أن ظاهرة الخسوف القمرى تفيد فى التأكد من بدايات الأشهر القمرية (الهجرية) وضبط التقويم الهجرى، حيث يحدث الخسوف القمرى فى وضع التقابلى، أى فى منتصف الشهر القمرى عندما يكون القمر بدراً، ويكون تواجده عند إحدى العقدتين الصاعدة أوالهابطة الناتجة عن تقاطع مستوى مدار القمر (المنازل) مع مستوى مدار الشمس (البروج) أو قريبا منها، حيث تقع الأرض فى هذه الحالة بين الشمس والقمر على خط الإقتران (وهو الخط الواصل بين مركزى الأرض والشمس) أوقريبا منه، مما يجعل القمر يدخل فى ظل الأرض الذى يمتد طويلاً فى السماء لمسافة تتجاوز بعد القمر عن الأرض مما يجعله يبدو مظلماً.
وكشف أن القمر فى هذا اليوم يشرق على مدينة القاهرة فى تمام الساعة السادسة واثنتين وأربعين دقيقة مساءً بتوقيت القاهرة المحلي، ويبدأ دخوله لمنطقة شبة ظل الأرض فى تمام الساعة السابعة وخمسة عشرة دقيقة مساءً بتوقيت القاهرة المحلي، ويعقب ذلك بداية الخسوف الجزئى بدخول الحافة الشرقية لقرص القمر منطقة ظل الأرض عند الساعة الثامنة وأربعة وعشرين دقيقة مساءً، حيث يلاحظ المشاهد اختلاف إضاءة القمر، ويبدأ ظهور سواد ظل الأرض على قرص القمر ويستمر الخسوف جزئياً.
وأشار إلى أن إعتام قرص القمر يكتمل تماما عند الساعة التاسعة والنصف مساءً لاحتجاب نور الشمس عنه، حيث يبدأ الخسوف الكلى للقمر الذى يكون واقعاً بكامله فى منطقة ظل الأرض، لكنه بدلاً من ذلك يغير لونه من الرمادى إلى الوردى إلى الأحمر النحاسي، ويصل الخسوف الكلى للقمر إلى ذروته التى يوافق توقيتها مع توقيت بدر شهر ذى القعدة لعام 1439هـ ( 14من ذو القعدة 1439هـ) عند الساعة العاشرة واثنتين وعشرين دقيقة، حيث يغطى ظل الأرض كامل قرص القمر بنسبة 161% تقريباً، مما يعنى أن القمر يكون فى عمق ومركز ظل الأرض، وعندها يكون القمر فى موضع الأوج، أى الموضع الأبعد له عن الأرض فى مداره حولها خلال الشهر القمرى
وكشف أن القمر يخرج من منطقة شبه ظل الأرض فى تمام الساعة الواحدة وتسع وعشرين دقيقة صباحاً يوم السبت الموافق 28 يوليو 2018م لينتهى الخسوف تماماً.
وفى نفس السياق كشف الدكتور محمد غريب أستاذ الشمس بالمعهد القومى للبحوث الفلكية، أن الخسوف الكلى للقمر المرتقب يوم الجمعة المقبلة سيرى فى كل البلدان التى عندها ليل، وبالطبع سيرى فى مصر والوطن العربى ويصنف كأطول خسوف كلى للقمر بالقرن الواحد والعشرون .
وأضاف أستاذ الشمس بالمعهد القومى للبحوث الفلكية، فى تصريحات خاصة لليوم السابع، أن الخسوف يبدأ فى القاهرة الساعة 7:15 كخسوف شبه ظلى لا يرى بالعين المجردة، إلى أن يبدأ الخسوف الجزئى الساعة 8:14 ويرى بالعين المجردة، والخسوف الكلى يكون عند الساعة 9:30 بتوقيت القاهرة وذروته عند الساعة 10:22 مساء .
وأشار إلى أن الخسوف الكلى للقمر يصل ذروته والذى يتوافق توقيتها مع توقيت بدر شهر ذو القعدة عند الساعة العاشرة واثنتين وعشرين دقيقة، حيث يغطى ظل الأرض كامل قرص القمر بنسبة 161% تقريبا.
وأوضح أستاذ الشمس بالمعهد القومى للبحوث الفلكية، فى تصريحات له، إلى أنه لا يترتب عن النظر إلى الخسوف أى خطر على العين بخلاف الكسوف الذى ينبغى النظر إليه بواسطة نظارات خاصة فقط .
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة