من البديهى أن يؤثر كل مسئول فى المكان الذى يتولى مسئوليته، ومن الطبيعى أن يظهر هذا التأثير على أرض الواقع ويلمسه المواطن البسيط على الطبيعة فى الشارع، وخير مثال على ذلك هو عمل رؤساء الأحياء على مدار اليوم خلال فترة عملهم بالحى، فقوة شخصية رئيس الحى تظهر على أرض الواقع فى الشارع من خلال تنفيذ القانون على الكبير قبل الصغير والضرب بيد من حديد لإزالة المخالفات بكل أشكالها وعدم استثناء أحد من تطبيق القانون، ووضع خدمة المواطن على رأس اولوياته، وعندما نرى عكس ذلك فى الشارع ككثرة الاشغالات والمخالفات، فإن ذلك سيطرح عدة تساؤلات كثيرة، خاصة إذا كان هذا الحى له طابع خاص يميزه وذاكرة تاريخية وحضارية تمثل ثروة قومية.
وعلى سبيل المثال وليس الحصر، "حى الأزبكية" أحد أقدم وأعرق أحياء العاصمة، وجزء هام بوسط "القاهرة الخديوية"، فإذا تجولت بين شوارعه التاريخية ذات العقارات التراثية، ستجدها تعج بالإشغالات والمخالفات، وبشكل فورى ستكتشف بنفسك شخصية رئيس الحى.. وتتسائل: من هو رئيس حى الأزبكية؟.. ما هى خبراته فى الإدارة المحلية لكى يترأس حى بهذه القيمة التاريخية؟.. وما المناصب السابقة التى تولاها وأثبت فيها نجاحه الساحق الذى قاده لرئاسة حى الأزبكية؟.. وغيرها الكثير من الأسئلة.
وبعد طرح هذه الأسئلة ستصدمك الإجابات.. فرئيس حى الأزبكية هو اللواء صبرى محمد عبده سليمان، رئيس حى دار السلام السابق، كل خبراته فى الإدارة المحلية هى رئاسة حى دار السلام، والتى لم يحقق خلالها أى نجاحات أو إنجازات على أرض الواقع، فإنجازه الوحيد خلال توليه رئاسة حى دار السلام هو التغاضى عن مخالفات شركة "إبسوس" للخدمات الاستثمارية، والتى كانت تعد بالجملة، وكانت تمثل خطرا على الأمن القومى واستغلت الاستطلاعات لمعرفة الحالة الاقتصادية بالبلاد، وتم إغلاقها بعد ذلك نهائيا بمصر وإحالتها للنيابة، بالإضافة إلى إنجازاته الأخرى بالحى التى تتمثل فى انتشار مخالفات البناء وإنشاء أبراج سكنية على أراضى الدولة وكثرة الإشغالات وغيرها الكثير.
وبعد هذه النجاحات الباهرة التى قادها اللواء صبرى محمد عبده فى حى دار السلام، تم نقله لحى الأزبكية فى آخر حركة تنقلات لرؤساء الأحياء منذ عدة أشهر، ليزيد البلة طين، لتكثر الإشغالات والمخالفات ويتصدر الباعة الجائلين المشهد ويتحول حى الأزبكية التاريخى إلى نسخة ثانية من حى دار السلام ينقصه فقط العربات الكارو والحمير والبغال التى تملئ حى دار السلام.
فما أقوله هنا عن حى الأزبكية ستلمسه على أرض الواقع إذا كنت من أحد المارة به، سيصدمك المظهر السيىء للعقارات التاريخية التى تحولت لمخازن للورش المخالفة، وتشوه جدرانها المتساقطة، بالإعلانات الملصقة عليها، والمقاهى المنتشرة بجميع مداخلها، ستكون أول من يطالبوا بتغيير المسئول عن هذا الكوارث، وسرعة إنقاذ ما يمكن إنقاذه.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة