بأى ثمن، أموال رشاوى تعدت مليارات الدولارات وأرواح عمالة فقيرة تبحث عن قوت يومها تزهق فى جو قاسى فى سبيل استضافة مونديال 2022، هذا هو حال النظام القطرى الذى يصارع الزمن من أجل كأس العالم المقبل، والذى يستحق لقب "مونديال الدم والفساد القطرى"، بعد أن أُسندت لها حق تنظيمه في ظل ملابسات مثيرة للشبهات، واتهامات بشراء أصوات أعضاء الفيفا.
وفى أحدث تقارير اعلامية نشرتها وسائل الإعلام الغربية لإبراز الفساد المتفاقم والإجراءات المشبوهة التى قامها بها قطر من أجل استضافة بطولة كأس العالم لكرة القدم عام 2022، قالت صحيفة "ايرالدو" الأرجنتينية، إن تكاليف المونديال ستصل إلى 200 مليار دولار، ولربما يكون ذلك شاملًا الرشاوى وغسيل الأموال، وإلا فكيف يصل إلى هذا الرقم الخيالى، فتنظيم كأس العالم المقبل فى قطر فى الفترة بين 21 نوفمبر لـ18 ديسمبر 2022، سيكون الأكثر تكاليفا فى العالم.
وبهذا يكون قد بدد "تنظيم الحمدين" أموال القطريين فى الرشاوى وغسيل الأموال الذى دفعته إلى الفيفيا، الأمر الذى يثير استياء متصاعدا من قبل الشعب القطرى تجاه حكام آل ثانى، الذين كبدوا شعبهم العديد من الخسائر منذ المقاطعة العربية للإمارة فى يونيو 2017 بسبب دعمها الإرهاب وتخطت خسائره قطاعات كبرى كالسياحة والاقتصاد مليارات الدولارات.
#فيديوغرافيك .. قطر تواجه خطر سحب تنظيم مونديال 2022 منها .. والبديل أميركا أو أوروبا pic.twitter.com/Nlsourdc6X
— صحيفة الشرق الأوسط (@aawsat_News) February 26, 2018
التقارير الاعلامية قارنت بين المبالغ التى تكلفتها البلدان المنظمة للمونديالات السابقة، وقالت أن تكاليف مونديال روسيا بلغت 13.2 مليار دولار، وتعتبر هى الأعلى، وتكاليف مونديال البرازيل بلغت 11 مليارا، وجنوب أفريقيا 4.3 مليار دولار، وبذلك فإن الفارق بين المبلغ التى أعلنت عنه قطر يزيد بشكل مبالغ فيه عن عدد المونديال التى قامت من قبل، وهذا لا يعنى إلا أنه يشمل الرشاوى والفساد وغسيل الأموال التى تتبعه الدوحة.
ورغم الرشاوى والأموال المدفوعة لا تزال التقارير الأجنبية تواصل إبراز الصعوبات المتفاقمة التي تواجهها قطر، على صعيد استكمال استعداداتها لاستضافة بطولة كأس العالم 2022، وأضافت الصحيفة الأرجنتينية، "حتى الآن تواجه قطر العديد من العراقيل التى لن تمكنها من تنظيم المونديال ومن أهمها سياستها العدائية ودعمها للإرهاب، فضلا عن تغيير توقيت اقامة المباريات من الصيف إلى الشتاء بسبب ارتفاع درجات الحرارة، هذا بالإضافة إلى الشكوك حول عدد المنتخبات التى تستطيع قطر استقبالها والتهديدات الإرهابية واختلاف ثقافة المجتمع القطرى مع ثقافة المونديال".
وعن استيعاب عدد المنتخبات، قالت الصحيفة، أن الفيفا أعلنت زيادة عدد المنتخبات المشاركة فى مباريات كأس العالم لتصل إلى 38 فريقا إلا أن قطر لن تستطيع استقبال أكثر من 32 منتخبا فقط.
ليست الرشاوى ودعم الإرهاب فحسب، بل أن سوء أوضاع العمال الأجانب خاصة بعد تقديم عدة منظمات جقوقية بشكاوى تتهم فيها السلطات القطرية بالتعامل مع العمال بنظام السخرة والعبودية إحدى أهم العراقيل التى تقف أمام قطر فى تنظيم المونديال، لاسيما وأن عدد العمالة التى تعمل بمنشآت المونديال يبلغ عددهم 3 آلاف عامل، ويصل عددهم إلى أكثر من ذلك فبحسب تقارير قال الاتحاد النقابي الدولي أكد أن نحو 4000 عامل معرضون لخطر الهلاك في قطر بحلول المباراة الافتتاحية في عام 2022 علماً بأنه مات نحو 520 عاملاً من نيبال والهند وبنجلاديش بينهم 385 توفوا لأسباب غامضة.
وأدانت منظمات دولية استغلال النظام القطرى وممارساته القمعية للعمالة الأجنبية وإجبارهم على الوقوف فى درجات حرارة مرتفعة لتأييد نظامه، وحذرت من تواصل النظام ممارساته القاسية ضد العمالة الوافدة، التى تعتمد عليها البلاد بشكل متزايد فى تطوير ملاعب وبنية تحتية استعدادا لاستضافة كأس العالم عام 2022.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة