اهتمت صحيفة "التايمز" البريطانية بتسليط الضوء على تطورات الوضع السياسى فى ليبيا، وقالت تحت عنوان "ابن القذافى الرجل الذى سيوحد ليبيا"، إنه بعد سبعة أعوام على الإطاحة بحكم العقيد معمر القذافى فى انتفاضة دعمها "الناتو" حلف شمال الأطلسى الناتو، برز نجم ابنه سيف الإسلام باعتباره الرجل الذى يستطيع إرساء السلام مرة أخرى فى البلاد.
ونقلت الصحيفة عن المفاوض الفرنسى المستقل جون- ايفيس أوليفييه المنخرط فى جهود المصالحة الليبية قوله إن ابن العقيد القذافى برز فى إطار الجهود المبذولة لإعادة توحيد ليبيا وسيترشح على الأرجح فى منصب الرئيس فى الانتخابات المقبلة، واصفا إياه بأنه "رمزا للمصالحة "
وأضاف أوليفييه، وفقا لأجزاء من التقرير نشرها موقع "بى بى سى عربى": "لا نناقش السياسة لكنه يمرر إلىّ رسائل. إنه يريد إجراء انتخابات، وهو مقتنع بأنه إذا خاض الانتخابات سيكون هناك مليونا من القذافيين وراءه، وبالتالى سيفوز".
وأشارت الصحيفة إلى أنه برغم من الصعاب ، فإن سيف الإسلام ، البالغ من العمر 46 عاما ، لا يزال حياً وحراً بعد سبع سنوات من حملة "الناتو" الجوية التى ساعدت فى إسقاط والده، موضحة أنه منذ إطلاق سراحه العام الماضى من قبل ميليشيا فى الزنتان كان فى وضع "لجوء" داخلى فى شمال غرب البلاد ويبقى له تأثيرًا قويًا على مستقبل ليبيا، بحسب تعبير الصحيف.
ويثير صعود نجم سيف الإسلام (46 عاما) تساؤلات بشأن قرار قوى غربية دعم معارضى القذافى عسكريا أثناء الانتفاضة ضد حكمه، بحسب تقرير الصحيفة.
وأشارت إلى أنه لا يزال مطلوبا للمثول أمام المحكمة الجنائية الدولية فى اتهامات بارتكاب فظائع، بينها جرائم ضد الإنسانية، أثناء الانتفاضة، كما أصدرت محكمة فى العاصمة طرابلس حكما بإعدامه فى عام 2015، لكن الحكم لم ينفذ مع انزلاق ليبيا إلى الفوضى.
لكن الجهود لإعادة تأهيل سيف الإسلام وإرجاع أسرة القذافى إلى المشهد السياسى فى ليبيا شملت مطالب للمحكمة الجنائية الدولية بإعادة النظر فى موقفها، بحسب تقرير صحيفة التايمز.
ووسط جهود الوساطة، تسود فكرة مفادها أنه لن يمكن إرساء سلام دائم دون إعادة دمج أنصار القذافى فى المشهد السياسي، حيث يوجد اعتقاد بأن بين سكان ليبيا البالغ عددهم 6.2 مليون شخص، هناك ما يصل إلى 500 ألف من أنصار القذافى يعيشون فى المنفى، بالإضافة 1.5 مليون آخرين نازحين داخل البلد.
وأضاف أوليفييه رئيس مؤسسة "برازافيل" المنخرطة فى جهود الوساطة في ليبيا، "أضف إلى هؤلاء.. من يقولون إن البلد كان آمنا حين كان القذافي فى الحكم".
ويضيف أوليفييه، الذى التقى القذافى لأول مرة في عام 1969 وله صلات دبلوماسية وتجارية قديمة مع ليبيا، قائلا "لا يمكنك أن تتجاهل هؤلاء الأشخاص. يجب الإنصات لأصوات كل الليبيين".
وكان أليخاندرو ألفاجونزالز مساعد الأمين العام للناتو قال فى تصريحات صحفية قبل أيام، أن الناتو أقر أن الخطأ الذى ارتكبه الحلف كان مغادرة البلاد بعد مقتل القذافى إذ كان عليه إنهاء المهمة من أجل الشعب الليبى.
وأكد أن الثورة الليبية لم تبدأ بدخول الناتو وإنما قبل ذلك بأشهر مقرا بالصورة السيئة للناتو بين شعوب المنطقة، وأوضح أن ما يتجه له الناتو فى المنطقة حاليا هو الاستثمار فى إرساء وبناء السلام وهو ما يحتاج إلى التنمية وكلاهما يحتاجا إلى الأمن والمؤسسات القوية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة