إسرائيل تستفز سوريا وتخطط لتصعيد عسكرى.. جيش الاحتلال يرسل تعزيزات عسكرية إلى الجولان مع اقتراب الجيش السورى من تحرير الجنوب.. تل أبيب تحذر "الأسد" لعدم دخول المنطقة معزولة السلاح ومخالفة اتفاق العزل لعام 1974

الثلاثاء، 03 يوليو 2018 05:00 ص
إسرائيل تستفز سوريا وتخطط لتصعيد عسكرى.. جيش الاحتلال يرسل تعزيزات عسكرية إلى الجولان مع اقتراب الجيش السورى من تحرير الجنوب.. تل أبيب تحذر "الأسد" لعدم دخول المنطقة معزولة السلاح ومخالفة اتفاق العزل لعام 1974 قوات جيش الاحتلال على الحدود السورية
كتب – محمود محيى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

استمرارًا لأطماعها الاستيطانية فى المنطقة، والعمل على ضرب واستقرار دول الجوار من أجل بقائها آمنة مستقرة على حساب الدول العربية، تسعى دولة الاحتلال الإسرائيلى لجر سوريا إلى حرب جديدة بالرغم ما تعانيه من اضطرابات أمنية غير مسبوقة خلال السنوات القلية الماضية.

 

ونشر جيش الاحتلال الإسرائيلى، تعزيزات عسكرية كبيرة وغير مسبوقة فى مرتفعات هضبة الجولان المحتلة كرسالة تحذير للرئيس السورى بشار الأسد بعدم اقتراب قواته من الحدود الإسرائيلية، وفقا للتلفزيون الإسرائيلى.

 

وقالت قناة الإخبار الإسرائيلية الرئيسية "حداشوت"، إن إرسال التعزيزات الإسرائيلية للجولان بمثابة رسالة تحذيرية من جانب تل أبيب للرئيس بشار الأسد مفادها: "الآن مع قدوم جيشك إلى الجنوب، لا ترسلهم إلى المنطقة منزوعة السلاح التى أقيمت فى اتفاق وقف إطلاق النار عام 1974، إسرائيل سوف تعتبر ذلك مخالفة خطيرة".

 

دبابة اسرائيلية فى الجولان
دبابة اسرائيلية فى الجولان

 

وأرسل جيش الاحتلال الإسرائيلى عدد كبير من الدبابات ومدافع إضافية الى الحدود السورية صباح يوم الأحد، وسط هجمات جديدة من قبل قوات الأسد والجيش الروسى ضد آخر معاقل المعارضة المسلحة المدعومة من قطر وتركيا وغير من الأطراف الإقليمية فى جنوب غرب سوريا.

 

وأوضح تقرير التلفزيون الإسرائيلى، أن الخطوة لم تكن مفاجئة منذ تجديد حملة دمشق البرية فى الشهر الماضى ضد البلدات الخاضعة لسيطرة المعارضة المسلحة الإرهابية فى محافظة درعا، بدعم جوى روسى زاعما أن حوالى 160 ألف سورى فروا من منازلهم وتوجهوا نحو الحدود الإسرائيلية والأردنية بحثا عن ملجأ آمن.

 

وتدعى وسائل الإعلام العبرية أن المئات من النازحين السوريين تجمعوا فى عدة مخيمات محاذية للحدود الإسرائيلية، داخل المنطقة منزوعة السلاح التى اقيمت بعد حرب عام 1973، التى لقنت فيها كلا من مصر وسوريا لتل أبيب درسا عسكريا قاسيا، كما تأمل إسرائيل على عمل تطبيق اتفاق الفصل ومنع قوات الجيش السورى من دخول المنطقة.

جيش الاحتلال بالجولان المحتل
جيش الاحتلال بالجولان المحتل

 

وقال تقرير قناة "حداشوت"، أن إسرائيل لا تتوقف عند إيصال رسالتها بشكل غير مباشر بواسطة المناورات العسكرية، مضيفا أن وزير الدفاع الإسرائيلى أفيجاادور ليبرمان تواصل مع نظيره الروسى سيرجى شويجو، لطلب منه توصيل الرسالة الى الرئيس الأسد مباشرة.

 

ونشرت اسرائيل تعزيزاتها العسكرية وآليتها الحربية الكبيرة يوم الأحد، لتعزيز قدرات كتائب "باشان" فى الجيش الإسرائيلى، التى تعمل على تأمين مرتفعات الجولان، وفقا لبيان صادر من المتحدث العسكرى الإسرائيلى.

 

وأضاف بيان جيش الاحتلال: "تم القيام بذلك ضمن تجهيزات الجيش نظرا للتطورات فى مرتفعات الجولان السورية بالقرب من الحدود"، متعهدا برد حازم، على أى هجوم – معتمد أو عن طريق الخطأ – يصيب الأراضى الخاضعة تحت احتلال القوات الإسرائيلية من سوريا.

الحدود في مرتفعات الجولان
الحدود في مرتفعات الجولان

 

وقال بيان الجيش الإسرائيلى: "إن الجيش يرى أهمية كبيرة فى الحفاظ على اتفاق وقف اطلق النار بين اسرائيل وسوريا من عام 1974"، مضيفا: "إسرائيل سوف تتابع فى مبدأ عدم التدخل فيما يحدث فى سوريا، بالإضافة الى سياسة اطلاق رد حازم على انتهاك سيادة إسرائيل والتهديدات على مواطنيها"، على حد قولها.

 

وأدعت وسائل الإعلام العبرية أن كلا كم إسرائيل والأردن، أعلنت أنها لن تستقبل لاجئين سوريين، ولكن وفرت مساعدات انسانية للنازحين.

 

وفى الأسبوع الماضي، زعم جيش الاحتلال أنه وصل عدة اطنان من المساعدات الإنسانية من غذاء، وملابس وأدوية إلى جنوب غرب سوريا، نظرا للأوضاع المتدهورة فى مخيمات النازحين الجديدة بالقرب من الحدود.

وزعم رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتانياهو،  على توفير إسرائيل للمساعدات، ولكن عدم استقبالها أى لاجئ، قائلا: "سنواصل الدفاع عن حدودنا. سنقدم المعونات الإنسانية بقدر ما نستطيع. لن نسمح بالدخول إلى أراضينا وسنطالب بتطبيق اتفاقية فك الاشتباك من عام 1974 مع الجيش السورى بحذافيرها".

 

وأضاف نتانياهو خلال جلسة مجلسة الوزراء الإسرائيليى الأسبوعية، الأحد، أنه يجري، مع وزير الدفاع ورئيس هيئة أركان جيش الاحتلال، تواصل دائم مع الولايات المتحدة وروسيا حول العمليات العسكرية الدائرة فى جنوب غرب سوريا.

 

وشنت قوات الجيش السورى منذ 19 يونيو الماضى بدعم روسى، عملية عسكرية واسعة النطاق فى محافظة درعا بهدف استعادت المنطقة الاستراتيجية المجاورة للأردن ومرتفعات الجولان الإسرائيلية.

دخان يتصاعد فوق مناطق خاضعة لسيطرة المعارضة السورية في مدينة درعا،
دخان يتصاعد فوق مناطق خاضعة لسيطرة المعارضة السورية في مدينة درعا،

 

ومنذ بدء حملتها العسكرية قبل نحو أسبوعين، باتت قوات الجيش السورى بدعم روسى تسيطر على أكثر من نصف مساحة محافظة درعا، وفقا للمرصد السورى لحقوق الإنسان يوم السبت الماضى.

 

وانضمت 8 بلدات على الأقل فى محافظة درعا الى مناطق المصالحة مع دمشق، بموجب مفاوضات تولتها روسيا.

 

وقال مدير المرصد السورى، رامى عبد الرحمن، فى تصريحات صحفية: "وافقت ثمانى بلدات على الأقل فى ريفى درعا الشمالى والشرقى على اتفاقات مصالحة اثر مفاوضات تولاها ضباط روس مع وجهاء محليين ومن تبقى من مقاتلين معارضين داخل كل بلدة".

الدخان يتصاعد فوق مناطق خاضعة لسيطرة المعارضة فى مدينة درعا
الدخان يتصاعد فوق مناطق خاضعة لسيطرة المعارضة فى مدينة درعا

 

وتطلق دمشق وحليفتها موسكو على اتفاقات يتم ابرامها مع الفصائل المعارضة بعد مهاجمة معاقلها جوا وبرا تسمية اتفاقات "مصالحة"، وغالبا ما تكون مرادفة لإستسلام مقاتلى الفصائل وتخليهم عن سلاحهم الثقيل، وإجلاء من يرفض ذلك من المقاتلين والمدنيين الى شمال البلاد على غرار ما حصل فى الغوطة الشرقية قرب دمشق، مقابل دخول قوات النظام.

 

واستعادة السيطرة على محافظة درعا بمثابة انتصار للنظام السورى، لأنها تعتبر معقل الثورة ضد الأسد التى انطلقت قبل 7 سنوات وتدهورت الى حرب اهلية.

 

ويأتى التصعيد بالرغم من كون درعا والأجزاء التى تسيطر عليها المعارضة فى محافظة القنيطرة المجاورة ما يسمى بـ"منطقة خفض التصعيد"، التى اتفقت عليها روسيا، الولايات المتحدة والاردن فى العام الماضي، ونادت مجموعة المعارضة السورية الرئيسية، هيئة التفاوض السورية، المجتمع المدنى لإدانة العنف.

نازحون سوريةن فى الطريقى الى  منطقة الحدود بين سوريا واسرائيل في مرتفعات الجولان
نازحون سوريةن فى الطريقى الى منطقة الحدود بين سوريا واسرائيل في مرتفعات الجولان

 

وأدى تصعيد العنف فى درعا فى الأسبوعين الأخيرين الى نزوح حوالى 160 ألف سورى من منازلهم، بحسب تقديرات الأمم المتحدة الأولية، ويشمل حوالى 20 ألف فى المناطق المجاورة لمعبر نصيب الحدودى مع الأردن، الذى يستضيف نحو 650 ألف لاجئ سورى مسجلين لدى الأمم المتحدة، فيما تقدر عمان عدد الذين لجأوا إلى البلاد بنحو 1.3 مليون منذ اندلاع النزاع السورى فى 2011، وقد توجه الآلاف غيرهم نحو الحدود مع اسرائيل فى مرتفعات الجولان.

مخيم لنازحين سوريين
مخيم لنازحين سوريين

 

وأكدت الأردن الاسبوع الماضى، أن حدودها ستبقى مغلقة وأن لا قدرة لديها لإستيعاب مزيد من السوريين، داعية الأمم المتحدة إلى تأمين السوريين فى بلدهم، ولكنها أعلنت يوم الأحد أن الجيش الأردنى أدخل مساعدات انسانية الى النازحين فى الداخل السورى وتحديدا فى منطقة درعا جنوب سوريا، حيث قتل أكثر من 350 ألف شخص فى سوريا منذ اندلاع الحرب الأهلية عام 2011.

 

سوريون نازحون
سوريون نازحون

 

مخيم لنازحين سوريين بالقرب من قرية بريقة السورية
مخيم لنازحين سوريين بالقرب من قرية بريقة السورية

 










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة