مواجهة بين أبومازن ونتنياهو فى نهائى المونديال.. بوتين يسعى لتحويل المباراة إلى انتصار دبلوماسى جديد على أمريكا.. والقضية الفلسطينية طريقه للهيمنة على المنطقة بعد سوريا.. كاتبة: روسيا أسست علاقات إقليمية تؤهلها

الخميس، 05 يوليو 2018 09:00 م
مواجهة بين أبومازن ونتنياهو فى نهائى المونديال.. بوتين يسعى لتحويل المباراة إلى انتصار دبلوماسى جديد على أمريكا.. والقضية الفلسطينية طريقه للهيمنة على المنطقة بعد سوريا.. كاتبة: روسيا أسست علاقات إقليمية تؤهلها روسيا تسعى لخلافة الدور الأمريكى فى الشرق الأوسط
كتب - بيشوى رمزى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

مشهد وجود رؤساء الدول بمدرجات المونديال، ربما ليس جديدا، فقد سبق وأن حرص العديد من كبار المسئولين الدوليين على حضور مباريات كأس العالم، فى مختلف المونديالات السابقة، لدعم بلدانهم، خاصة فى الأدوار الحاسمة من البطولة، ولاسيما المباراة النهائية، إلا أن الوضع فى روسيا يبدو مختلفا، حيث أن المباراة النهائية ربما تتحول إلى ما يشبه قمة دولية بمدرجات ملعب المباراة.

عدة قادة من مختلف بلدان العالم قرروا حضور نهائى المونديال، والذى سوف تحتضنه العاصمة الروسية موسكو، وعلى رأسهم الرئيس الروسى فلاديمير بوتين، باعتباره رئيس الدولة المضيفة للحدث العالمى، والذى دعا الرئيس الفلسطينى محمود عباس، ورئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو، وهو ما يثير التكهنات حول ما إذا روسيا تسعى لاستغلال الحدث الرياضى العالمى لتقديم نفسها كبديل للوسيط الأمريكى فى القضية الفلسطينية، وبالتالى توسيع نفوذها فى الشرق الأوسط.

دبلوماسية المونديال.. القضية الفلسطينية على أجندة بوتين

يبدو أن دبلوماسية كأس العالم تمكنت من تحقيق العديد من النجاحات الدولية لروسيا، عبر ارتباط الأجندة السياسية بجدول مباريات المونديال فى كثير من الأحيان، حيث شهدت موسكو إقبالا كبيرا من عدد من كبار المسئولين الدوليين، وعلى رأسهم قادة بعض الدول الحليفة للمعسكر الغربى، من بينهم رئيس كوريا الجنوبية مون جيه إن، والذى حرص على لقاء بوتين إلى جانب متابعة مباراة فريقه أمام المكسيك، وكذلك الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريس، والذى قام بمحادثات رسمية إلى جانب متابعة مباراة البرتغال مع المغرب، بالإضافة إلى صاحب السمو الملكى الأمير محمد بن سلمان، والى عهد السعودية، والذى زار موسكو للتنسيق مع بوتين حول النفط، وحضر مباراة فريقه الافتتاحية أمام المنتخب الروسى جنبا إلى جنب مع الرئيس بوتين.

بوتين وبن سلمان
بوتين وبن سلمان

ولم تقتصر تداعيات الزيارات الدولية المتواترة التى شهدتها روسيا منذ بداية المونديال على دحض الدعوة البريطانية لمقاطعة البطولة على المستوى الرسمى، وإنما تمثل فى حقيقتها اعترافا ضمنيا بأهمية الدور الذى تلعبه روسيا، خاصة فيما يتعلق بالقضايا الأكثر رواجا على الساحة الدولية، وعلى رأسها قضية كوريا الشمالية والأزمة السورية، وبالتالى فربما تصبح القضية الفلسطينية على الأجندة الروسية تزامنا مع نهائى البطولة العالمية.

نهائى المونديال.. هل يعلن عن وساطة روسية فى القضية الفلسطينية؟

فى الواقع، تمكنت روسيا تحت إدارة بوتين من توسيع نفوذها فى منطقة الشرق الأوسط، عبر بوابة الصراع السورى، خاصة بعدما قررت موسكو القيام بدور بارز فى الساحة السورية دعما لنظام الرئيس بشار الأسد، والمشاركة جديا فى دحض الميليشيات الإرهابية، والتى كانت قد سيطرت على عدة مدن سورية، وهو الأمر الذى ساهم فى إفشال مخططات العديد من القوى الدولية والإقليمية لتقسيم سوريا، إلا أن بوتين يدرك جيدا أن الهيمنة على الشرق الأوسط لن تتحقق إلا عبر فلسطين، باعتبارها القضية المحورية فى الشرق الأوسط، وبالتالى فربما قراره استضافة عباس ونتنياهو لحضور نهائى المونديال للإعلان عن وسيط جديد تزامنا مع الإعلان عن الفائز باللقب العالمى.

سوريا فتحت الباب أمام بوتين لدخول الشرق الأوسط
سوريا فتحت الباب أمام بوتين لدخول الشرق الأوسط

تقول الكاتبة الأمريكية جيسيكا ماثيوس، فى مقال سابق لها بموقع "ذى هيل" الأمريكى، إنه منذ نجاح بوتين فى القيام بدور بارز فى الأزمة السورية، وإنقاذه لنظام الأسد من السقوط، استطاع أن يؤسس علاقات قوية مع القوى الإقليمية الرئيسية فى منطقة الشرق الأوسط، وعلى رأسها مصر والمملكة العربية السعودية وإسرائيل وإيران وتركيا، رغم أن عددا من هذه الدول تبقى معارضة للدور الذى يقوم به فى سوريا، إلا أنهم فى النهاية أدركوا أهمية الجانب الروسى، وهو ما يؤهله للقيام بدور أوسع فى القضايا المحورية بالمنطقة فى المرحلة المقبلة، وبالتالى مزاحمة مركز أمريكا باعتبارها القوى الإقليمية المهيمنة على المنطقة.

أخطاء ترامب.. الوسيط الأمريكى يفقد نزاهته

إلا أن الانغماس الروسى المحتمل فى القضية الفلسطينية، ربما لا يقتصر فى أسبابه على مهارات بوتين، ولكن يرجع كذلك إلى الأخطاء التى ارتكبها الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، فى الأشهر الماضية، وعلى رأسها قراره بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس، واعترافه بالمدينة المقدسة كعاصمة للدولة العبرية، وهو القرار الذى أثار امتعاضا، ليس فقط عربيا أو إسلاميا، ولكن أيضا حالة من الغضب الدولى تجسد فى قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة برفض القرار بأغلبية ساحقة، بالإضافة إلى تقويضه لنزاهة الدور الأمريكى باعتباره وسيطا بين طرفى الصراع.

ترامب أثناء إعلانه نقل السفارة إلى القدس
ترامب أثناء إعلانه نقل السفارة إلى القدس

مين جانبه، قال السفير الفلسطينى لدى موسكو عبد الحفيظ نوفل، فى تصريحات سابقة أبرزتها وكالة "سبوتنيك" الروسية، أن بلاده تتطلع بالفعل لدور روسى قوى لإنهاء الصراع الإسرائيلى الفلسطينى، خاصة بعد أن فقد الوسيط الأمريكى مصداقيته بعد قرار ترامب بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل وانتهاكه لقرارات الشرعية الدولية، موضحا أن روسيا يمكنها القيام بدور أقوى فى المرحلة المقبلة.










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة