محمود عبدالراضى

أطفال الشوارع.. كيف نحول الألم لأمل؟

الجمعة، 06 يوليو 2018 11:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

تحدثت فى مقال سابق عن خطورة أطفال الشوارع، خاصة فى ظل وقوف عصابات منظمة خلفهم، تتاجر بأعضائهم البشرية تارة، وتزج بهم فى الشوارع للتسول تارة أخرى، وعندما يعودوا لأماكن نومهم لالتقاط الأنفاس ينهش المجرمون جسدهم جنسياً.

 

أكدت أن وزارة الداخلية، بإشراف اللواء محمود توفيق، تبذل جهوداً خرافية فى ملاحقة التسول، حيث أعلنت مؤخراً ضبط 341 طفلا متسولا و1206 أشخاص يستغلون الأطفال الأحداث على مدار شهر، لكن الحل الأمنى بمفرده ليس سبيلاً للقضاء على هذه الظاهرة، التى تهدد أمن واستقرار المجتمع، بل لابد من جهات عديدة تساند وتساعد جهود رجال الشرطة المخلصة.

 

وزارة التضامن، بالتنسيق مع صندوق "تحيا مصر" من خلال مشروع قومى أطلقوا عليه "أطفال بلا مأوى"، كانوا بمثابة أيادى الرحمة التى انتشلت الأطفال المعذبين فى الأرض، ووفرت لهم حياة كريمة تليق بهم، وتضمن عدم استغلالهم فى الجريمة، بل تصنع منهم أشخاصا نابهين ومتفوقين، وربما تصدر للمجتمع نماذج مبتكرة ليتحول الألم لأمل.

غادة والى، وزيرة التضامن النشيطة، تُعطى أهمية خاصة لمشروع "أطفال بلا ماوى"، حيث أطلقت فرق العمل الميدانى لانتشال أطفال الشوارع، ونقلهم لدور مجهزة على أعلى مستوى، لتستهدف هذه المبادرات نحو 16 ألف طفل شارع.

 

لقد بات الخيال واقعاً وتحول الأمل لحقيقة، وذلك بعد إنقاذ آلاف الأطفال المشردين فى الشوارع، الذين يسارعون الموت على الطريق الدائرى لاستجداء المارة، ويتسولون فى إشارات المرور، ويستعطفون القلوب الرحيمة بمحطات المترو.

 

ما أعلنه حازم الملاح، المتحدث الرسمى باسم مشرع أطفال بلا مأوى ببرنامج "ست الحسن" الذى تقدمه الإعلامية شريهان أبو الحسن، من تحويل حياة المشردين لحياة كريمة، ورغبتهم فى الالتحاق بالدارسة والتفوق وعدم العودة للشارع، يؤكد أننا ماضون فى الطريق الصحيح.

 

وفى هذا الصدد، أعجبنى ما كتبه صديقى العقيد عماد حماد على صفحته بالفيس بوك، "عندما وجد الأسطورة بيليه والده يبكى عندما خسرت البرازيل نهائى كأس العالم أقسم هذا الطفل لوالده بأنه سوف يأخذ له كأس العالم، وبالفعل حقق الطفل ما وعد به والده، وفازت البرازيل الدولة الفقيرة بأول كأس عالم لها سنة 1958، بفضل الفتى الفقير وأصغر لاعب فى كأس العالم فى هذا الوقت، وتحول الفتى الفقير لصانع المجد لدولة كانت فقيرة تبحث عن اللاعبين بالشوارع والحارات لأطفال تلعب الكرة حفاة القدمين لدولة صاحبة الترتيب العاشر اقتصاديا على مستوى العالم ،بفضل هذا الفتى صاحب الحلم الذى اصبح واقع .. يا سادة اتركوا المهاترات وابحثوا فى الشوارع عن الأطفال صاحبة الحلم لترفع من شأن كرة القدم وترفع من شأن الدولة " .

 

نعم.. أتفق معه فيما ذهب إليه بأننا إذا فتشنا فى هؤلاء الأطفال سنجد فيهم المبدع والمجتهد والمبتكر، سنجد فيهم حلماً لغدٍ مشرق، وأملاً لمستقبل أفضل.. لا تتركوهم يرحمكم الله.







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة