لسنوات، ظل الحديث عن الحرب التجارية مجرد كلمات، استبعد البعض أن ياتى اليوم الذى تكون هناك فيه تلك الحرب وقالوا إن الأمر برمته مجرد خدعة، لكن صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية تقول إنه مع انتهاء احتفالات أمريكا بعيد الاستقلال، وصلت ليلة الحرب التجارية إلى العاصمة الصينية بكين، حيث ظل قادة الحكومة يذكرون الشعب بأنهم لم يبدأوا هذه الحرب، لكنهم سيقاومون.
وأوضحت الصحيفة أنه من المقرر أن تضرب أولى تعريفات ترامب 34 مليار دولا من الواردات الصينية اليوم الجمعة، وتخطط الصين لرد سريع بالرسوم المفروضة على قدر متساو من السلع. ويمكن أن يتلق ضباط الحدود الصينيين الأمر فى منتصف الليل لوضع ضرائب جديدة على مئات من البضائع الأمريكية تشمل لحم الخنزير وفول الصويا والذرة والدواجن.
وبذلك تبدأ معركة تجارية غير مسبوقة بين الدولتين صاحبتى أكبر اقتصاد فى العالم، وهو الصراع الذى يخشىى المحللون أن يعصف بالأسواق ويشل التجارة ويقوض العلاقات بين الولايات المتحدة والصين فى الوقت الذى تسعى فيه الإدارة الأمريكية إلى تعاون بكين فى كوريا الشمالية.
وبينما يراقب مجتمع الأعمال العالمى عقارب الساعة، فإن الصين تتحرك لتحميل ترامب مسئولية التداعيات، وتصوير الولايات المتحدة على أنها بلطجى أجبرت بكين على مواجهته، ووصف مقال افتتاحى بإحدى الصحف الحكومية الصينية هذا الأسبوع "العزم الديكتاتورى" لأمريكا بأنه تهديد عالمى، فى حين قال مسئولون إن الصين لن تقوم على الإطلاق بالضربة الأولى.
وقال المتحدث باسم الخارجية الصينية للصحفيين أمس، الأربعاء، إنه طالما أن الجانب الأمريكى وضع قائمة التعريفات الجمركية الخاصة به، فإن الصين سترد بكل الإجراءات الضرورية لحماية حقوقها ومصالحها المشروعة.
وستستهدف الإجراءات الصينية هؤلاء الذين جاءوا بترامب إلى البيت الأبيض، المزارعون فى ولايات الوسط الغربى الذين يخشون أن يفقدوا قدرتهم على الوصول إلى السوق الصينى ويدفعوا فاتورة الإنتاج الزائد.
ويشير المحللون إلى أن التخمينات تظل مفتوحة لما سيحدث فى المرحلة المقبلة بما أن كلا الجانبيين تعهدا بعدم التراجع، وتوقع جورج واتوك، الرئيس السابق لغرفة تجارة الاتحاد الأوروبى فى الصين إن يكون اليوم الجمعة يوم مظلم للتجارة العالمية. وقال إن هناك غموض يحوم فوق الشركات وسلاسل الإمداد وخطط الاستثمار، وتتحدث الشركات الأمريكية فى الصين عن ارتفاع فى التفتيش العشوائى فى الموانئ.
وقال أحد المصنعين الأمريكيين إن السلطات الصينية اعتادت فى المتوسط تفتيش 2% من الحافلات التى يقوم بإرسالها للخارج. لكن منذ الشهر الماضى، أصبح العملاء ينظرون بشكل أكبر فى كل منتج.
من ناحية أخرى، يقول جيمس زيمرمان، الشريك فى مكتب بكين للقانون الدولى "بيركينو كويل لب" : لا تتوقعوا أن الحرب ستكون معلنة وضربة بضربة فى مجال التعريفة الجمركية، لكن المعركة الحقيقية ستكون على الأجنحة، فى التفتيشات غير الضرورية وعزل المنتجات وزيادة التدقيق التنظيمى.
ويوضح محللون آخرون أن سلاسل الإمداد ستعانى من ضربة، ولفتوا إلى أن المجموعة الأولى من التعريفات الأمريكية ستضرب شركات فى قطاع التكنولوجيا، ويشبه أحد المحللين الأمر بحرب يوجه فيها الجميع الأسلحة لأنفسهم.
وكان الصراع بشأن التجارية الأمريكية الصينية يختمر على مدار سنوات، لكنه زاد بشكل سريع العام الحالى، ففى إبريل الماضى، أصدرت الولايات المتحدة قائمة أهداف بالتعريفات المقترحة على 50 مليار دولار من البضائع الصينية واستهدفت المنتجات الصناعية والتكنولوجية، وبعدها ردت الصين بإجراءات مماثلة.
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد احمد محمد
نعم هو أهبل
لكن أحسن من هيلارى كلينتون . بس مش فريد من نوعه فيه منه كتير الحقيقة .