الصحافة الحزبية تلفظ أنفاسها.. التجمع يدرس وقف جريدة الأهالى.. والوفد والكرامة يقاومان.. رؤساء الإصدارات الحزبية يطالبون بإسقاط الديون وتخفيض نفقات الطبع.. ويؤكدون: النقابة والأعلى للإعلام فشلا فى حل الأزمة

الأحد، 08 يوليو 2018 03:00 ص
الصحافة الحزبية تلفظ أنفاسها.. التجمع يدرس وقف جريدة الأهالى.. والوفد والكرامة يقاومان.. رؤساء الإصدارات الحزبية يطالبون بإسقاط الديون وتخفيض نفقات الطبع.. ويؤكدون: النقابة والأعلى للإعلام فشلا فى حل الأزمة الصحافة الحزبية تلفظ أنفاسها الأخيرة
كتب محمد السيد و رامى سعيد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

 

فى ظل الارتفاع الذى لحق بأسعار طباعة الصحف الورقية فى مصر، بات استمرارها فى ظل هذه التحديات صعبا، وخاصة الصحافة الورقية الصادرة عن الصحف الحزبية التى تلفظ أنفاسها الأخيرة لكثرة المديونيات التى تعانى منها، فعلى الرغم من أنه لم يتبق من تلك الصحف سوى عدد محدود جدا وعلى رأسهم جريدة الوفد و الجيل و الكرامة والأهالى إلا أن القائمين على بعض منها أعلنوا عن دراستهم لمصير توقف تلك الصحف أو استمرارها .

 

يبدو أن أزمة صناعة تلك الصحف قد وصلت إلى حائط السد، الذى حذر منه القائمون على صناعة هذا المجال من رؤساء تحرير وإعلاميين مرموقين طوال الفترات الماضية، وخاصة بعد أن تبلورت أول ملامح لتلك المشكلة فور إعلان الإصلاحات الاقتصادية التى قامت بها حكومة المهندس شريف إسماعيل بتحرير سعر الصرف، وارتفع على إثرها سعر ورق الطباعة للضعف، وما لبث أن زادت القيمة مرة أخرى بنسبة 45% بعد زيادة أسعار ورق الطباعة عالميًا.

 

فى البداية ، قال نبيل زكى رئيس مجلس إدارة جريدة الأهالى، إن مستقبل الصحف الحزبية فى خطر ما لم تتدخل الدولة المصرية لدعم تلك المؤسسات،  على اعتبار أن الأحزاب السياسية جزء من النظام السياسى المصرى.

 

وأضاف زكى لـ" اليوم السابع " أن جريدة الأهالى حاولت التوصل إلى حل وسط مع نقيب الصحفيين عبد المحسن سلامة، خلال اجتماع جرى يوم الثلاثاء الماضى بحضور مدير عام المؤسسة الاهرام، ومدير عام المطابع ، لبحث الزيادات المدرجة على تكلفة سعر الطباعة 45%، لتخفيضها إلى نسبه 15% إلا أن ذلك المقترح قوبل بالرفض التام من قبل مؤسسة الأهرام.

 

وأشار رئيس مجلس إدارة جريدة الأهالى إلى أنه علم من رئيس تحرير جريدة الوفد، أنه لم يوافق على زيادة سعر الطباعة المقررة بنسبة 45% وأنه حاول أيضًا الوصل إلى نسبة لا تتخطى الـ 15% إلا أن مقترحه قوبل بالرفض، فحول طباعته إلى جريدة الاخبار بعد جدولة ديونه مع الأهرام التى قدرت بنحو 2 مليون جنيه.

 

وأكد رئيس مجلس إدارة جريدة الأهالى، أنه طرح أزمة جريدة الأهالى على مكرم محمد أحمد رئيس المجلس الأعلى للإعلام، وأشار بعدم تلقيهم أى دعم من الدولة المصرية، فوعده بالتدخل لحل الأزمة ودعم سعر ورق الطباعة الخاصة بالصحف الحزبية على الأقل، إلا أنه لم يوفق فى تلك الخطوة.

 

ولفت رئيس مجلس إدارة جريدة الأهالى إلى أن سيبحث خلال مع المكتب السياسى لحزب التجمع والأمانة المركزية موقف الحزب من الزيادة المكررة على طباعة جريدة الأهالى، وعما إذا كان الحزب سيتخذ قرار بوقف إصدار الجريدة، أو استمرارها بدعم مالى.

 

وشدد ياسر قورة مساعد رئيس حزب الوفد، على أن فكرة غلق جريدة الحزب غير مطروحة للنقاش رغم تراجع  توزيع الصحيفة الورقية خلال الآونة الأخيرة بسبب منافسة مواقع التواصل الاجتماعى والمواقع الإخبارية، فى مقابل ارتفاع تكليف الورق المطبوع.

 

وذكر  قورة لـ"اليوم السابع" أن أزمة صناعة الصحافة الورقية لا تتوقف عند الصحف الحزبية، وإنما يمتد أثر الأزمة على الجرايد القومية والخاصة التى تعانى من أزمة ارتفاع سعر الورق عالميًا، والذى شهد مؤخرًا زيادة أخرى، قُدرت بنحو 45%.

 

وأكد الكاتب الصحفى سيد الطوخى رئيس تحرير جريدة الكرامة، أن صناعة الصحافة بشكل عام تعانى لأسباب متعددة منها قلة نسبة توزيع الصحيفة الورقية ونقص الإعلانات خلال الفترة الأخيرة.

 

وأوضح الطوخى فى تصريح لـ"اليوم السابع"، أن غلق الصحف الورقية الصادرة عن الأحزاب السياسية سيضر أولا الصحفيين والعاملين فى صناعة المهنة، وأنه سيكون انتقاص من حق المجتمع من تنوع المعرفة، مشددا على ضرورة أن يكون هناك دعم من الدولة،متابعا: "لا أقصد الدعم المادى بقدر ماهو دعم من نوع افصاح الفرصة لتداول المعلومات و لدعم الورق بشكل كبير وأن تساهم المطابع التى تملكها الدولة بشكل كبير فى تخفيض تكلفة طباعة الصحف الحزبية".

 

ولفت سيد الطوخى إلى أن هناك منافسة غير عادلة بين الصحف الورقية ووسائل التواصل الاجتماعى، مشددا على أن الأمر فى حاجة إلى تدخل عاجل من نقابة الصحفيين و المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام والقائمين على صناعة الإعلام وتدخل أوسع من المجتمع .

 

وتابع رئيس تحرير جريدة الكرامة: "نقابة الصحفيين لابد من تدخلها بشكل واضح و مباشر لإنقاذ الصحف الحزبية من الانهيار، أدوات المهنة فى حاجة إلى دعم، مثلما تدعم الدولة المؤسسات الصحفية القومية الكبيرة بمئات الملايين والمليارات، لا بد أن ينال القطاع الخاص بنصيب من هذا الدعم من خلال توفير ورق ودعم الطباعة ".

 

ونوه سيد الطوخى رئيس تحرير جريدة الكرامة أن الجريدة الصادرة عن حزب الكرامه تعانى منذ سنوات عديدة ولكن ليس هناك نية لغلقها، متابعا: "سنبقى على قيد الحياة حتى آخر نفس".

 

وأوضح أحمد عبد الهادى رئيس تحرير جريدة شباب مصر، إن أزمة الصحف الحزبية تعد أزمة مادية أكثر منها أى شئ آخر، مضيفا أنه رغم ذلك إلا أنه لا يوجد عقلية استراتيجية جيدة بنقابة الصحفيين لإدارة أزمة الصحافة الحزبية .

 

ولفت أحمد عبد الهادى فى تصريحات لـ"اليوم السابع"، إلى أنه تم إغلاق عدد من الصحف الحزبية منذ عام 2011 بسبب الانهيار والخراب الاقتصادى التى اجتاح البلاد وأن المتبقى من الصحف الحزبية يعانى من أزمات مالية تهددها بالغلق.

 

ولفت إلى أن نقابة الصحفيين والمجلس الأعلى لتنظيم الإعلام فشلوا فى أداء دورهم إزاء الصحافة الحزبية وأن من يدير نقابة الصحفيين و المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام والهيئة الوطنية للصحافة شخصيات بعيدة كل البعد عن التطور فى مجال الصحافة الإلكترونية .

 

وأردف أحمد عبد الهادى: "إذا لم تطور الصحف الحزبية نفسها، وإذا لم تتدخل الدولة لدعمها ستنقرض الصحافة الحزبية تعتبر الوجه الآخر للصحافة المصرية وتمارس المعارضة بشكل موضوعى، وخاصة أنها تصدر عن أحزاب، منذ لحظة انهيارها انهار جزء كبير من دور وسائل الإعلام المصرية، نتمنى على الدولة أن تتدخل كلاعب أساسى فى دعم الصحافة الحزبية باعتبار أنها صحافة معارضة وطنية، ويجب دعم الصحف الحزبية بشكل، خاص بحيث تؤدى الدور المنوط بها ".

 

وطالب أحمد عبد الهادى رئيس تحرير جريدة شباب مصر بإسقاط الديون التى تعانى منها الصحف الحزبية أو جدولتها وتخفيض نفقات الطبع أسوة بالصحف القومية.

 

 

 










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة