وقع احتجاز مجموعة من الأطفال داخل كهف فى غابات تايلاند بعد خروجهم مع مدربهم لاستكشاف كهوف إحدى غابات تايلاند، واختفوا بعدها، كالصاعقة، ليهتم العالم بتفاصيل الحادث وكيفية التعامل معه، خاصة أن المحتجزين أطفال وهو ما جعل أكثر من 1000 شخص من جميع دول العالم أبرزها أمريكا وبريطانيا وغيرهم يسابقون الزمن لإنقاذ الأطفال الذين اكتشفوا مع البحث أنهم محجوزون فى كهف بإحدى الغابات.
ومع تواصل مجهودات الكافة استطاعوا أن ينقذوا 8 أطفال حتى الآن مع استمرار محاولات إنقاذ باقى المجموعة، ولكن السؤال حاليا هو الحالة النفسية للأطفال الذين تم احتجازهم داخل الكهف لمدة 10 أيام حتى الآن ولا نعلم باقى الأطفال متى سيخرجون ، ومن الطبيعى أن مثل هذا الحادث سيؤثر عليهم فيما بعد وقد يحتاج الأمر إلى علاج نفسي، وهو الأمر الذى تحدثت عنه دكتورة هالة حماد الأخصائية النفسية والتى بدأت حديثها بالأطفال المحجوزين فى الكهف بشكل عام، فهناك الكثير من العوامل التى من الممكن تؤثر على حالتهم النفسية لعل أبرزها رد فعل الأهالى فإذا كان يصل إليهم أن أهلهم يعانون من قلق شديد وفزع من الموقف فيصل للطفل شعور الخوف الزائد فى الوقت الذى من المفترض أن يتفهموا أن ما يمرون به حاليا مجرد تجربة وستمر بهدوء ومغامرة لطيفة سيتذكرونها فيما بعد.
وأضافت "هالة" فى تصريحاتها لـ "اليوم السابع" أن التعامل مع الأطفال المعلن عنه حاليا من الأمور الجيدة وما يتلقونه من دعم نفسى وغذائى داخل الكهف ووعدهم بحضورهم نهائى كأس العالم بروسيا، بالتأكيد سيكون له تأثير إيجابى على حالتهم النفسية ويزيد من شعور الحماس لديهم.
وأشارت أنهم يشعرون بالخوف الشديد بخلاف أنه فى الغالب يتواجدون فى مكان مظلم وبالتالى من الممكن أن تخلق هذه الأجواء صراعات بين الأطفال المحجوزين، وأن بعضهم سيعانى من قلق نفسي واكتئاب ومن الممكن أن يعانوا بعد خروجهم باضطراب ما بعد الصدمة والخوف من الأماكن المغلقة والتى تصل إلى الفوبيا.
أما بالنسبة للأطفال الذين تم إنقاذهم حتى الآن فمن الطبيعى أن يشعروا بالراحة النفسية خاصة بعد لقائهم بأهلهم ومن الممكن أن يحتاجوا لأطباء نفسيين ولكن إذا لوحظ عليهم أعراض نفسية، أما إذا لم يلاحظ الأهل اضطرابات فى أطفالهم فلا داعى للجوء لطبيب نفسي حتى لا يشعر الطفل بهول الأمر، ولكن من الطبيعى أيضا أن يعانى الأطفال الذين خرجوا بتأنيب الضمير نظرا لتركهم باقى المجموعة محجوزة بعد تعلقهم نفسيا ببعضهم وما حدث لديهم من توحد نفسي ولم يرتاحوا إلا بعد خروج باقى الأطفال.
وعن المدة التى من المفترض أن يتعافى فيها الطفل بعد خروجه نفسيا أكدت أن تحديدها يتوقف على عوامل عديدة منها تعامل الأهل مع المشكلة والدعم النفسي الذى سيتلقوه بعد خروجهم وجينات الطفل واستعداده الجينى للمرض النفسي، فإذا كان الطفل طبيعى فمن الممكن ألا يستغرق عودته لشخص سوى أكثر من أيام أو شهور معدودة أما إذا كان لديه أحد العوامل المؤثرة بالسلب فيمكن أن تصل فترة علاجه إلى عام أو عامين.
كما قدمت دكتورة هالة حماد مجموعة من النصائح لأهالى أى أطفال يتعرضون لصدمة بأن يخصصوا وقت لأطفالهم بعد خروجهم من الكهف ويمتنعوا عن كثرة الأسئلة عما مر به الطفل فى الكهف ويتركوه يقص عليهم ما يريد وقتما يريد دون ضغط، كما يجب أن يتعاملوا مع الأمر ببساطة وليس بقلق زائد حتى لا يتأثر الطفل نفسيا، وفى حال إذا لوحظ على الطفل اضطرابات فى الأكل أو النوم أو المزاج أو السلوك أو الدراسة يجب اللجوء إلى طبيب نفسى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة