دائما ما يتردد أن الرياضة غذاء للروح والجسم، ولكن لم يقتصر دورها عند هذا الحد فهي أيضا إحدى الوسائل المهمة والفعالة لتربية وتقويم سلوك الأطفال بشكل عام، حتى أنها قد تكون في بعض الحالات علاج لبعض المشاكل السلوكية عند الأطفال.
وحول هذا الأمر قال الدكتور محمد هاني، استشارى الصحة النفسية والعلاقات الأسرية، إن للرياضة دور هام في إخراج شحنات الطاقة عند الطفل، فإن الطفل الذي لا يمارس الرياضة يكون بالعادة كسول، فعلى الأهل التعامل معها على أن لها دور هام في بناء شخصية طفلهم ، إلا أنه لابد من اختيار الرياضة المناسبة وفقا لسمات وشخصية كل طفل وتحديد إذا ما كان بحاجة لممارسة رياضة جماعية أو فردية أو عنيفة وغيرها من الرياضات.
ونصح هاني بإبعاد الأطفال في سنهم الصغير عن الألعاب العنيفة بشكل عام حتى حتى يتمكنوا من استيعاب فكرة أن العنف مرفوض ولا يتم استخدامه إلا في الضرورة القصوى، خاصة مع الأطفال العنيفة بطبعها أو ممن يعانون من فرط الحركة، مشيرا إلى وجود رياضات عديدة يمكن البدء بها لاختبار ميول الطفل أو الطفلة بعيدا عن ألعاب العنف مثل الألعاب الجماعية من كرة القدم والسلة واليد والسباحة والباليه للبنات.
وتابع هاني أنه لو كان طفلك انطوائي مثلا فعليكي إشراكه في لعبة يتمكن خلالها من الاندماج مع غيره وتكوين صدقات جديدة والتعود على روح التعاون والجماعة مثل كرة القدم والسلة وغيرها من الألعاب الجماعية، أما لو كان يعاني طفلك من فرط الحركة فيمكنك المحاولة في أن يلعب الهوكي التي تساعده على توظيف طاقته بشكل صحيح دون إيذاء.
وإذا كان طفلك جبان أو يعاني انعدام الثقة بالنفس، فقال هاني، إنه عليكي إشراكه بلعبة الكاراتيه التي ستمنحه بعض الثقة والقوة إلا أن لا يجب الضغط عليه إذا لم يفضلها حتى لا يصاب بمتلازمة الخوف إذا تعرض إلى أي إيذاء نتيجة عنف اللعبة.
وأخيرا رجح هاني الألعاب الجماعية بسبب أنها تخرج طاقة معينة تؤثر إيجابيا على الطفل فتعلمه العديد من القيم مثل الانتماء والمشاركة والتعاون والصداقة وتمكنه من التغلب على معظم النواقص الموجودة بشخصيته، لافتا إلى أنه على الأم مراقبة طفلها واكتشاف مواهبه وإدراكها لأنه قد لا يكون للطفل أي ميول رياضية ويفضل الرسم أو الموسيقى أو أي شئ آخر، لذلك يجب التركيز أولا مع موهبة الأطفال وتنميتها بشكل صحيح يساعدهم على التفوق والإبداع فيها.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة