كل خطوة نقطعها إلى الأمام فى سبيل عودة الجماهير إلى المدرجات، هى خطوة نقطعها فى الحقيقة لدفع الاقتصاد المصرى إلى الأمام.
إن عودة الجماهير إلى المدرجات ليست من قبيل الترفيه والتسلية، لكن عودة الجماهير للمدرجات تعنى أننا نعيد صناعة كبيرة فى مصر، تضم مئات الآلاف من العمالة، وتخدم صناعات أخرى ملحقة بها.
إن ذهاب الجماهير إلى المدرجات فى حد ذاته إحياء لصناعة النقل، والسلع التى يتم بيعها فى المدرجات إحياء للتجارة الداخلية، وظهور الجماهير فى المدرجات يحيى الإعلانات التجارية داخل الملاعب، ويعود بدخل كبير جداً من بيع التذاكر على ميزانيات الأندية التى عانت فى الفترات الماضية معاناة كبيرة نتيجة غياب الجماهير عن المدرجات.
لذلك فى كل مرة نسمع فيها خبراً عن قرب التوصل إلى عودة كاملة للجماهير فى المدرجات، نشعر بأننا أوشكنا أن نكمل مسيرة مهمة جداً، أمنياً واقتصادياً.
لقد كان غياب الجماهير عن المدرجات لأسباب أمنية خالصة، بعد عمليات الشغب المتكررة التى كانت تقف وراءها قوى سياسية تريد أن تظهر مصر فى مظهر غير لائق فى حالة ارتباك أمنى، لتصدر صورة غير حقيقية للعالم.
وقد كان القرار آنذاك صحيحاً، أما الآن، فبعد الخطوات الكبيرة التى قطعناها على صعيد الاستقرار الأمنى، فإن عودة الجماهير إلى المدرجات تتوج هذه المسيرة الأمنية الناجحة.
كما أنها تساعد أيضاً على دفع عجلة الاقتصاد والتنمية بشكل كبير، وتساهم أيضاً فى تصدير صورة للخارج بأن مصر آمنة فى احتواء الجماهير الكبيرة، الأمر الذى قد ينعكس فى النهاية على صناعة السياحة.
فكلما شاهد السائح فى الخارج الجماهير فى المدرجات المصرية شعر أكثر باطمئنان، واطمأن أكثر إلى قدرة أجهزة الأمن المصرية على تنظيم هذه الفعاليات الكبيرة، وعلى احتواء هذه الجماهير الضخمة داخل المدرجات، فى أمان وسلام، وفى أجواء من الترفيه والود والروح الرياضية، كل ذلك ينعكس فى النهاية على صورة مصر داخلياً، وعلى السياحة المصرية على نحو متكامل.
لذلك فإننى أدعو من كل قلبى أن نسرع هذه الخطوات، وإذا كنا الآن نسمح بدخول الجماهير فى بعض المباريات الأفريقية والدولية، فإن السماح بدخول الجماهير فى الدورى العام المصرى سيؤدى إلى نتائج مبهرة، بإذن الله تعالى.
كل ما نطلبه أن تقوم الدولة باتخاذ كل الاحتياطات الممكنة من ناحية تأمين الملاعب الرياضية والاستادات، وفى عمليات التنظيم، كما تقوم الأندية أيضاً بحملات توعية لجماهيرها حتى لا يتكرر، لا قدر الله، أى حدث يخل بهذه المسيرة، ويمنع عنا هذا الحلم الذى انتظرناه طويلاً.
الكرة أيضاً فى ملعب المواطنين المصريين ومشجعى كرة القدم، إذ إنهم حرموا لسنوات طويلة من مشاهدة المباريات فى الاستاد، وحرموا من تشجيع أنديتهم المفضلة، الأمر الذى انعكس على الدورى وعلى مستوى اللاعبين. الآن الكرة أيضاً فى ملعب هؤلاء المشجعين الذين إذا ساعدوا فى نشر الوعى، والالتزام بالتعليمات الأمنية داخل المدرجات، فسيعيدون إلى أنفسهم هذه المتعة الغائبة أولاً، ثم يعيدون إلى بلادهم صورة أمنية متكاملة آمنة ثانياً، ثم يصدرون صورة آمنة مشرقة للسائح فى الخارج ثالثاً، ثم يدفعون مسيرة الاقتصاد المصرى إلى الأمام على مختلف الأصعدة.
وفى النهاية عودة الجماهير للمدرجات، مع دخول الكثير من الاستثمارات فى قطاع كرة القدم فى الفترة الماضية، يساهم أيضاً فى نمو هذه الصناعة، ويشجع على دخول استثمارات أخرى، الأمر الذى يحيى صناعة كرة القدم، ويحيى الاقتصاد المصرى من جديد.
هذه المهمة هى مهمة مشتركة بين أجهزة الدولة من جهة، والمواطنين المصريين ومشجعى كرة القدم من جهة أخرى، إن أجهزة الدولة قد بذلت كل الجهد لنصل لهذه المرحلة.
والكرة الآن فى ملعبنا نحن المواطنون والمشجعون.
//
مصر من وراء القصد
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة