لا أرى أن الهجوم الواسع على الفنان محمد رمضان يؤدى إلى النتيجة التى نرتضيها له شخصيا كفنان وإنسان، أو نرضاها لحماية الفن المصرى والفنانين المصريين من أنفسهم، ما شاهدته فى كليبات محمد رمضان الأخيرة تقدم لنا شخصية أخرى غير تلك التى أحببناها وآمنا بموهبتها المتفردة وفرحنا بها، وساندناها فرحا بهذا الشاب الموهوب، وانحيازا لمصر ولَّادة المواهب وأرض القوة الناعمة، صحيح أن الكليبات تعبر عن غرور وتعالٍ وكبرياء مفاجئ، لكن الصحيح أيضا أن من يحب محمد رمضان عليه أن يدرس هذا التحول، ويفكر ما الذى دفع بهذا الشاب أن يتحول إلى حالة انتقامية بهذه الصورة، وإلى دفاع عن النفس وعن مكانته الفنية بهذه الوحشية.
ربما لا يعرف هذا الابن والصديق أن ظهوره على هذا النحو وإنفاقه من ماله الخاص على إنتاج الكليبات للانتقام من منتقديه قد يضره شخصيا ضررا بالغا فى المستقبل، ربما يفسر له شياطين الإنس من حوله أن ملايين المشاهدات على اليوتيوب تؤكد شعبيته فى مواجهة من شككوا فى أنه «نمبر وان»، لكن عادات المشاهدة على اليوتيوب تؤكد أن الناس تهرول وراء الغريب والخارج عن المألوف، المشاهدات بالملايين، والإشفاق على محمد رمضان بالملايين أيضا.
الذين يحبونك يا محمد يشفقون عليك من أن تطل عليهم بهذا الاستعلاء، وبهذا التوتر، وفقدان الثقة فى النفس وبالمحاولات المستميتة للدفاع عن مكانتك بهذا الأداء المتهور، وبهذا الغرور المبالغ فيه فى وصف نفسك بالملك، وبإهانتك لأشخاص تعرفهم أنت أكثر مما يعرفهم معجبوك فى مصر والعالم العربى، والذين يحبونك يا محمد يعرفون أنك موهبة استثنائية فى عالم الدراما والسينما، ولا يحتاجون لأن تنتج لهم كليبات تشتم فيها كل الناس من حولك، وتؤكد فيها «بنفسك ولنفسك» أنك الملك وأنك «نمبر وان» أبدا.
حبى لمحمد رمضان، وإيمانى بموهبته يجعلنى أرى أننا يجب أن نسعى لإنقاذه من هذه الحالة النفسية السيئة التى دفعته إلى هذا السلوك الغريب فى الانتقام بالفيديو كليب، وبإطلاق الأوصاف على نفسه بهذه العجرفة الإنسانية والفنية، وبهذه الشتائم العلنية المستترة، وبهذا الإصرار على الحرب فى مواجهة كل طواحين الهواء من حوله.
حبى لمحمد رمضان وخوفى من أن نخسر موهبة كبيرة لا تتكرر كثيرا فى هذا السن المبكرة، يدفعنى لأن أدعوه إلى أن يهدأ قليلا، وأذكره بكلامه الذى ملأ قلوبنا بحبه، كان رمضان يعترف بالجميل لكل من ساهم فى مساندة موهبته، وكان يتذكر كل من قال له كلمة تشجعه على الاستمرار، وكان رمضان يقول إنه اختار مكان مكتبه تحت غرفة نوم والدته الفاضلة، حتى إذا خطت بقدميها من فراشها على الأرض تكون قدماها فوق رأسه مباشرة.
كان هذا الحب لأهله، والتواضع لعائلته، واحترامه لأمه، وتقديره لكل من ساعدوه هى الأدوات التى رفعته فوق رؤوس الناس.. «افتكر ده يا محمد، وافتكر الحب اتخلق إزاى فى قلوب الناس».. أودع الله حبك فى القلوب بالتواضع والتقدير والاحترام، وليس بالكليبات المستعلية التى تتطاول بها على زملائك أو تهين فيها خصومك وتحارب بها منتقديك.
من أغضبك إلى هذا الحد؟
ولماذا ظهر الكبرياء أكثر مما ظهر الصبر والحلم والسكينة؟
شارك من يحبك فى حل هذه المشاكل، ولا تتهور إلى هذا الحد.
صدقنى يا محمد أنت موهبتك أكبر من كده.
وصدقنى لما أقولك يا صديقى وحبيبى وابنى أنت كده ممكن تخسر موهبتك وتخسر جمهورك.
صدقنى لأنه لا مصلحة لى سوى نجاحك، لا أنافسك فى الفن، ولا أدعى موهبة، ولا شأن لى بسباق الإيرادات، أنا شخص يحبك فعلا، ويحب أن يكون الفنانون فى بلده قدوة راقية فى الفن والموهبة والعطاء والتواضع، لا محلا للنقد والإشفاق والخناقات الغنائية.
أصلى من أجلك.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة