"ووهبنا هذه الأراضى التى تفيض لبنا وعسلا".. هذه الكلمات التوراتية استخدمها بابا الفاتيكان الشهير أوروبيان الثانى خطبة مثيرة فى مدينة مونت الفرنسية، لدفع الناس لبدء ما سمى بعد ذلك بالحملات الصليبية.
يمكن القول إنه فى عام 1096كان فقراء أوروبا على موعد مع صناعة التاريخ، فى الشرق، وذلك بعدما كانوا سببًا فى إشعال فتيل الحملات ضد الشرق الإسلامى، قبل أن يبدأ التاريخ الرسمى للحملات الصليبية، فكيف كانت البداية:
فى بدايات عام 1095 حدثت مجموعة من الظواهر الطبيعية، منها انهمار للنيازك، ظهور شفق، خسوف للقمر، وظهور مذنب، وكان هذا كفيلا فى أوروبا للاعتقاد بقرب نهاية العالم، وق استغل بابا الفاتيكان ذلك لتحقيق أهداف سياسية واقتصادية له وللكنيسة.
أطلق البابا أوروبان، بابا الفاتيكان خلال الفترة من (1042 -1099) الدعوة إلى حملة كبيرة تتجه ناحية القدس، وقد كان صدى دعوة البابا فوق كل التوقعات، ففى حين أن أوروبان كان يتوقع بضع آلاف من الفرسان، انتهى به الأمر بهجرة جماعية قد تصل إلى 100 ألف معظم من فيها مقاتلين غير متمرسين، وبينهم أيضا نساء وأطفال.
لكن لماذا فعل أوروبيان ذلك؟
فى كتاب "قصة الحروب الصليبية" لـ راغب السرجانى أن أهداف البابا من وراء ذلك كان "أنه سيعيد إبراز دور الكنيسة فى حياة الأوروبيين، حيث سيحمل البابا من جديد دعوة تهم كل الشعوب الأوروبية، وهى دعوة ستحمل بين طياتها الغفران الذى يبحث عنه الناس آنذاك بين يدى البابا.
كما سيقوم البابا بحملة عسكرية تشمل التنسيق بين ممالك وإمارات أوروبا المختلفة وسيحتفظ بالقيادة فى يده، وهو بذلك سيستعيد سلطان الكنيسة العسكرى والسياسى على كامل أوروبا.
ومن ذلك أيضًا سيقوم البابا بنجدة آلاف الفقراء الذين يموتون فى أوروبا سنويا نتيجة الجوع والمرض والبرد وسيشعر الجميع بالرضا نحوه.
قلنا إن الذين استجابوا لدعوة البابا الطبقات الدنيا من الشعب، متأثرين بالدعاة الذين جابوا أوروبا لإثارة حماس الناس، وكان بطرس الناسك أبرز هؤلاء الدعاة، فاستجابت له جحافل من العامة والفلاحين والرعاع، وقطاع الطرق واللصوص.
وتقول كتب التاريخ إن هذه الحملة ارتبكت فى سيرها كل الموبقات من سلب ونهب وقتل واعتداء على الأعراض، حتى وصلت إلى أبواب القسطنطينية، فسارع الإمبراطور البيزنطى إلى نقلهم عبر مضيق البسفور إلى آسيا الصغرى، وتخلص من شرورهم، وقابل السلاجقة هذه الجحافل وأوقعوا بهم هزيمة قاسية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة