أتت لى فكرة تلك المقالة أثناء شراء سنون لقلمى الرصاص، فأردت القيام بتجربة مستخدماً ذلك السن الضعيف فى عدة محاولات لكتابة بعض الجمل أو لرسم صورة واضحة، ولكن لم تفلح معى أية محاولة منهما وكانت النتيجة هى تحطم السن الصغير إلى عدة قطع صغيرة.
فكرة تلك التجربة البسيطة هى تأكيد عدم استطاعة السن الصغير على أداء تلك المهمة بمفرده، فهو بحاجة إلى شىء آخر، وهذا الشىء الأخر يمثل "الحصن" لهذا السن لكى يستطيع أن يؤدى مهمته جيداً، وذلك الحصن هو القلم الذى يوضع السن بداخله حتى لا يتحطم، وحياة كل منا كذلك حتى وإن كانت قويه فإنك حتماً ستحتاج إلى حماية من طرف أقوى وأعظم.
كنت على مقربة من شخص ما قوى البنيه يتمتع ببنيان جسدى شديد وصلب، أصابه فيروس شديد لا ندرى من أين أتى وأثناء زيارتى له وجدته شاحب الوجه جدا وقد فقد الكثير من وزنه وصحته، فوجدت بنيته القوية قد أصبحت أشبه بمجموعة من العظام اليابسة، فحزن قلبى جداً على شخص يُشفق على حالة الآخرين بعدما كان يسعى إلى خدمة الجميع فتحَدَث إلى صوت داخلى قائلاً لا تنسى فإن دوام الحال من المحال فمن كان قويا بالأمس قد أصبح ضعيفا وهزيلا اليوم فتلك هى الحياة، الجميع يحتاج إلى حماية. وما أن مرت عدة أيام إلا وقمت بزيارة منزله مرة أخرى، ولكن تلك الأخيرة كانت لتقديم واجب العزاء فيه. تذكرت حينها ذلك السؤال الهام وهو ما هى حياتكم؟ إنها بخار يظهر قليلاً ثم يختفى.
حتى وإن كنت ترى نفسك قوياً فيجب أن تفرق بين ما تراه أنت وبين الحقيقة ذاتها، فعندما تقع عيناك على سن القلم الضعيف، وتقع عيناك على ذلك القلم الذى يحمى السن من الكسر، تذكر حينها إنك بحاجة إلى حصن قوى لنفسك حتى تصبح فى أفضل حال، وهذا الحصن هو ما قال عنه الحكيم فى سفر الأمثال إن اسم الله هو برج حصين، فهو ملجأ وحماية لكل المتكلين عليه ليحفظهم من كل سوء وشر.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة