فى 23 أغسطس من عام يحتفل العالم باليوم الدولى لإحياء ذكرى ضحايا الرق وتجارة الرقيق عبر المحيط الأطلسى، وأعلن هذا اليوم بموجب قرار صادر عن الجمعية العامة فى 17 ديسمبر 2007، وذلك تكملة لليوم الدولى لإحياء ذكرى تجارة الرقيق وذكرى إلغائها الذى أعلنته منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة UNESCO.
وجاء اختيار اليوم لإحياء ذكرى تجارة الرقيق والقضاء عليه لتكريم ثورة العبيد التى بدأت فى جزيرة سانتو دومينجو الفرنسية، فى أغسطس من عام 1791. والثورة الهايتية أو ثورة العبيد الهايتيين هى ثورة للعبيد فى المستعمرة الفرنسية فى سان دومينجو وقعت ما بين 4 أغسطس 1791 و1 يناير 1804، وهى الثورة الوحيدة فى التاريخ التى أدت نتيجتها إلى تأسيس دولة، فيكف قامت تلك الثورة وكيف خطط أهل الجزيرة للقضاء على الاستعمار الفرنسى.
وبحسب كتاب "حرية بلا عنف مقاومة الإرث السياسى الغربى" من دستين إليس هوس، فأن العبيد فى هايتى انشغلوا لأشهر فى الإعداد للتمرد، مستخدمين معتقد الودونية الذى يقوم على الشعوذة للتواصل والتخطيط، وفى 22 أغسطس 1791 اجتمع قادة التمرد على قمة جبل يطل على مدينة لاكاب، بعد مراسم الودونية ومص الدم من خنزير، ورتل كبير الكهنة بوكمان صلاة باللغة الكريولية اختتمها بهذه الكلمات: إلهنا الرحيم اهدنا لنثأر لعذاباتنا، أنت الذى سوف تسدد سلاحنا وتنصرنا، دمر إله البيض الذى كثيرا ما جعلنا نبكى، واسمع صوت الحرية الذى يعتمل فى قلوبنا جميعا.
وكانت سان دومينجو مستعمرة عبيد سيئة السمعة لذلك غضب العبيد انفجر باندفاع غير مسبوق، طوال ثلاثة أسابيع عاث العبيد فى المزارع فسادا، وأحرقوها، وقتلوا ماليكها، واغتصبوا النساء، فكان رد السلطات الفرنسية بمنتهى القسوة والوحشية، وتقول الروايات أن جماجم العبيد القتلى علقت فى الشوارع، وقتلوا المولدين المحررين، الذين كانوا فى العادة يكرهون العبيد بدعوى إثارتهم للتمرد. وكان أثر القمع إثارة عواطف العبيد، فبلغ عدد المتمردين أكثر من 100 ألف، زادوا مع استمرار الثورة، حتى انتصر فى الأول من شهر يناير سنة 1804 أعلن الجنرال جان جاك ديسالين، قائد الثوار، استقلال البلاد وإقامة دولة تحمل اسم هايتى. وتشير التقديرات إلى أن ثورة العبيد خلفت 100 ألف قتيل من السود، و24 ألفًا من البيض.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة