لدينا فقر هائل فى الحدائق والمتنزهات العامة فى البلد، والقاهرة الكبرى هى الأفقر على الإطلاق، الأعياد تكشف هذه الحقيقة المؤلمة، فلا متنفس للناس سوى حديقة الحيوان، وبعض الحدائق الأخرى المتواضعة المحدودة المساحة، والخالية من الخدمات، هذا الفقر فى المتنزهات هو الذى يدفع الناس لافتراش أرصفة الكبارى الكبرى على نيل القاهرة، إذ إن هذا النهر الذى يجرى بطول البلد يخلو من المتنزهات الكبيرة والحدائق الواسعة، ولا مكان للناس سوى أرصفة كوبرى أكتوبر، وقصر النيل، وكوبرى الجامعة.
أحيانًا يعجز المواطنون البسطاء الراغبون فى التنزه أن يجدوا موضع قدم فى حديقة الحيوان أو الأورمان، فيضطرون لافتراش الجزر الوسطى فى الشوارع الكبرى، مثل شارع جامعة القاهرة، أو جامعة الدول العربية فى الجيزة، أو جزر شوارع مدينة نصر فى القاهرة، حتى الأندية التى ترتادها الطبقات المتوسطة وفوق المتوسطة لا تستطيع استيعاب الأعداد الكبيرة للأعضاء فى أيام الإجازات والأعياد.
بعض سكان القاهرة الكبرى قد يلجأون إلى الشواطئ القريبة فى العين السخنة مثلًا.. هى شواطئ تحتلها الفنادق والمنتجعات السياحية، بينما ما تبقى من شواطئ عامة معدوم الخدمات بالكامل، لا شمسيات، لا مقاعد، لا حمامات، لا شىء على الإطلاق.
نحن نحتاج لمتنزهات عامة وحدائق أكثر بكل تأكيد، نحتاج إلى الاهتمام بهذا الأمر كشأن قومى، كيف يمكن للبسطاء من الناس، ومحدودى الدخل أن يجدوا متعتهم ومتعة أولادهم فى الأعياد والمناسبات المصحوبة بإجازات عامة دون أن يضطروا لافتراش الأرصفة فى جزر الشوارع أو أعلى كبارى القاهرة وما حولها، نحتاج لأن نخطط لذلك بأولوية مطلقة، انحيازًا للطبقات التى لا تستطيع أن تحصل على عضوية نادٍ اجتماعى، أو تسدد فاتورة حساب لكازينو على النيل، أو تتحمل نفقات التجول فى مول تجارى من مولات العاصمة.
قد تلوح لنا فرصة مهمة مع العاصمة الإدارية الجديدة، وسيكون من الرائع أن تفكر الحكومة فى استثمار بعض مساحات الأراضى فى وسط البلد أو على النيل لخلق متنزهات عامة للناس، تخدم البيئة من جهة، وتزين وجه القاهرة القديمة من جهة أخرى، وتسعد الناس الذين لا ملجأ لهم للترفيه والمتعة العائلية.
//
مصر من وراء القصد
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة