"لا يبغض أبا بكر وعمر مؤمن، ولا يحبهما منافق"، هكذا قال النبى فى رواية أبو سفيان، عن جابر، عن صاحبيه الصديق والفاروق، فالأول هو رفيق دعوته والأخير ما نادى الله من أجل أن يعز الإسلام به.
"الصديق" كما اطلق عليه صاحبه خاتم المرسلين، والذى تحل ذكرى رحيله اليوم، إذ رحل 23 أغسطس من عام 634م، الموافق 13 جمادى الأول من 13 هـ، أول خلفاء المسلمين بعد النبى (ص)، كان أكثر الصحابة إيماناً وزهداً، وأحب الناس إلى النبى محمد، وإخلاصا ووفاء إليه.
وكان رجل عفيف اللسان، وكان أحرص الناس على كل كلمة تبدر من لسانه، وكان أعلم الناس بموضع الكلام من مروءته وشرفه، فكان قوله نزرا، وكل ما سبق علامات كثيرة قد تعرف ثقافة الرجل وفكره، فهل كان أبو بكر الصديق مثقفا؟
بحسب كتاب الأديب الكبير عباس العقاد "عبقرية الصديق" فان الصديق كان يروى الشعر ويحفظ الأمثال ويراجع النبى (ص) فى الأبيات التى تدل مواضع كلماتها ليخرجها عن وزنها، ومنه قبست السيدة عائشة ذلك القبس من مأثورات الشعر والخطب، فيما كانت تتمثله وترويه، وإليه ترجع السليقة التى ظهرت ذريته ومنهم ولداه عبد الله وعبد الرحمن وكانا ينظمان الأبيات بعد الأبيات.
وأوضح العقاد، رغم أن أبو بكر نفسه لم ينظم الشعر فيما اجمع عليه الثقات، ولكنه وإن لم ينظم قريب السليقة ممن قالوه ولو بالتذوق والحفظ والرواية. ولهذه الثقافة مراجعها التى ترجع إليها أفضل ثقافات زمانه فى الجزيرة العربية.
ووصف الكتاب "الصديق" أيضا، بأنه ذو طبع سليم وملاحظة صادقة وخبرة بالدنيا من طريق المعاملة والسياحة، وإصغاء إلى الحسن من القول، والوثيق من الاخبار، وعلم بالأنساب والتواريخ مشهور بين المشهورين من أربابه، واستيعاب للقرآن كله، ودراية بما استوعب معانيه عن فهم وعن سمع ممن نزل.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة