البعوض حشرات ذكية واسعة الانتشار والتنوع يبلغ طولها 5.5 مم، وتعتبر لدغات البعوض هى الأخطر، وما لا يعرفه البعض أن الإناث فقط من حشرات البعوض هى التى تلدغ البشر وتشرب من دمائهم، حيث تضع أنثى البعوض حوالى 300 بيضة في المرة الواحدة و حوالى 3,000 بيضة فى حياتها في الماء أو على مقربة من أية تجمعات مائية.
البعوض مصدر إزعاج يسبب الطنين، و حساسية لدغات البعوض، وربما ينقل بعض الفیروسات والطفيليات التي تسبب أمراضا مثل الحمى الصفراء , و حمى الضنك , و داء الفيل ، و الملاريا، و فيروس غرب النیل، وفيروس زیکا.
وتتميز البعوضة بوجود خرطوم واضح فى الفم بارز إلى الأمام ، وقد تم اكتشاف أن فم البعوضه بمثابة خرطوم يحوى منظومة متطورة من الإبر الدقيقة، كل منها تثقب الجلد، تبحث بدقة عن الأوعية الدموية و عندما تجدها تبدأ فى امتصاص الدم بكفاءة .
ويكون فم البعوضة بمثابة ستة أنواع من الحقن تثقب الجلد خلال لدغات البعوض، و ليس لها أسنان ، يبدأ زوج مدبب من الإبر فى إختراق الجلد لتثبيت أجزاء فم البعوضة على جلد الهدف و العمل كرافعة لأجزاء فم البعوضة الأخرى ، تتراجع الحافظة للخلف شاهرة أجزاء الفم الأخرى، و يبدأ زوج آخر من الإبر فى عملية تدعيم إرتكاز البعوضة على الجلد , ثم تبدأ إبرة مركزية فى البحث عن أقرب وعاء دموى و مص الدم , و تحقن إبرة أخرى لعاب البعوضة فى أنسجة جلد الضجية المحيطة بالوعاء الدموى، و لعاب البعوضة به مادة تمنع تجلط الدم فتزيد من ميوعة الدم فيظل سائلا . هناك 150 من المستقبلات مصنوعة من البروتينات على قرنى الاستشعار و الخرطوم تساعد البعوضة على البحث و الاهتداء إلى الضحايا .
تستخدم البعوضة ثلاثة أنواع من المعلومات البصرية والشمية و الحرارية للإهتداء للبشر. البعوضة كالمغناطيس , وهى لديها مستقبلات دقيقة في هوائياتها و رأسها تمكنها من الكشف عن الروائح البشرية تصل إلى 50 مترا , و هى تشم غاز ثانى أكسيد الكربون و تعتبره عنوانا للبشر من على بعد من 10 إلى 50 مترا، و تتحسس حرارة الهدف على بعد أقل من متر. كلما زاد انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، أصبح من السهل الإهتداء للبشر ولهذا البالغون و البدناء أكثر عرضة للبعوض من الأطفال , و النساء الحوامل أكثر جاذبية للبعوض من غيرهن .
وينجذب البعوض أيضا لحاملى فصيلة دم O ما يقرب من ضعفي فصيلة دم A , أما النوع B فالجاذبية لهم أقل من فصيلة دم O , وأكثر من فصيلة دم A . ينجذب البعوض إلى ألوان الملابس الداكنة مثل الأسود و الأزرق لأن الألوان الداكنة تمتص الحرارة, بينما الألوان الخفيفة مثل الأبيض هى الأفضل لإبعاد البعوض لأنها تعكس الحرارة .
حساسية البعوض شائعة جدا ، و تحدث معظم اللدغات عند الغسق أو الفجر ، عندما يكون البعوض أكثر نشاطًا. من أعراض حساسية البعوض الشائعة حدوث حكة و احمرار و انتفاخ الجلد على هيئة نتوءات ناعمة قد تصبح زرقاء وحمراء , موضع اللدغة بعد دقائق من ثقب البعوض للجلد, و لدغة البعوضة تكون حوالى 2 سم أو أقل. غالباً ما يظهر نتوء أحمر داكن في اليوم التالي . الاتصال مع البعوض يستغرق ست ثوان أو أكثر لحدوث رد الفعل.
لمكافحة البعوض تستخدم المبيدات الحشرية، مع ردم البرك و المستنقعات , واستخدام الناموسيات و صاعقات البعوض , مع ارتداء الملابس الطويلة الواسعة الفاتحة اللون ، و ضمان نظافة خزانات المياه و تغطيتها والغسل الدوري لها، وجريان المياه فى حمامات السباحة يوميا، و التخلص من أي تجمعات للمياه الراكدة داخل و خارج المنازل ، و استخدام الشبكات السلكية فى النوافذ .