فرنسا تسعى لاستعادة المجد العسكرى.. ماكرون يتولى جهود تجديد الجيش الفرنسى وإعادته إلى وضعه التاريخى كأهم القوات فى العالم.. نيوزويك: الجهود ستجعل باريس نواة لجيش أوروبى يواجه صعود روسيا وتحديات ترامب بعد تهديد الانسحاب من الناتو
تحسين قدرات الجيش الفرنسى
رغم أنه تولى الحكم قبل أقل من عام ونصف، إلا أن الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون جعل أحد أهم أهدافه تحسين قدرات الجيش الفرنسى، ويرى أن مستقبل أوروبا يكمن فى أن تتولى حماية نفسها دون انتظار الدعم الأمريكى.
وتقول مجلة "نيوزويك" الأمريكية إن الرئيس ماكرون طالما تمنى تعاونا عسكريا أوروبيا أكبر. وسعيا منه لذلك، أشار هذا الأسبوع إلى أن الكتلة الأوروبية لم يعد بإمكانها الاعتماد على الدعم العسكرية الأمريكى لحماية أعضائها من التهديدات الخارجية.
وأوضح الرئيس الفرنسى فى خطاب لإعادة تدشين أجندته السياسية يوم الإثنين الماضى أن الأمر يتوقف "علينا" لضمان الأمن الأوروبى، مشيرا إلى مراجعة شاملة للعلاقات الأمنية مع كل الشركاء الأوروبيين بما فى ذلك روسيا.
التهديدات تجعل خطوات ماكرون مهمة
وترى نيوزويك أن ماكرون يتولى قيادة جهود تجديد الجيش الفرنسى، وأعاده إلى وضعه التاريخى كأحد أقوى القوات وأكثرها تمويلا فى العالم. وفى ظل مواجهة أوروبا لروسيا القوية وتهديدات إرهابية عبر أفريقيا والشرق الأوسط، تريد فرنسا أن تستعيد مجدها.
وقد مثلت رئاسة دونالد ترامب تحديا للدول الأوروبية. فعلى مدار عقود ظل الناتو موحدا وثابتا فى مواجهة تهديد الاتحاد السوفيتى ثم روسيا الجديدة. وفى السنوات الأخيرة أصبحت السياسة الخارجية الروسية أكثر ميلا للقتال، وتدهورت العلاقات مع تدخلات روسيا العسكرية فى دول مثل جورجيا وأوكرانيا وروسيا.
ترامب يزدرى التحالفات
إلا أن ازدراء ترامب لكل التحالفات بين الدول لم يكن بعيدا عن الناتو. فالرئيس الأمريكى يعتقد أن الدول الأوروبية لا تدفع نصيبا عادلا فى الميزانية العسكرية المشتركة، وهدد بانسحاب أمريكا من حلف شمال الأطلنطى ما لم تتحمل الدول الأعضاء جزءا أكبر من العبء.
ورغم أن ترامب تراجع وأعلن دعمه للمشاركة الأمريكية المستمرة فى التحالف، إلا عدم التنبؤ بما يمكن أن تقوم به إدارته قد أجبر القادة الأوروبيين على تخيل عالم سياسيى بدون الدعم الأمريكى المؤكد. ومثل هذا العالم يتطلب أن تتولى الدول الكبرى مثل بريطانيا وفرنسا وألمانيا القيادة.
ويقول غسان أنتونى، مدير برنامج الأمن الأوروبى فى معهد استكهولم لأبحاث السلام الدولى إن فرنسا تظل واحدة من دول قليلة لديها القدرة على القيام بعدد كبير من العمليات العسكرية تحت قيادة وطنية وباستقلالية واسعة. فالقوات الفرنسية قادرة على تنفيذ أنواع مختلفة من المهام، مما يجعل البلاد واحدة من أكثر القوات العسكرية قدرة فى العالم.
الاستثمار بـ 344 مليار دولار
ويريد ماكرون، الرئيس الفرنسى البالغ من العمر 40 عاما، أن يبنى على هذا الأساس. وقد قال بالفعل إن بلاده ستستثمر 344 مليار دولار فى جيشها بين عامى 2019 و2025، بحسب ما ذكر موقع ديفينس نيوز، مما يجعل فرنسا تحقق هدف الناتو بإنفاق نسبة 2% من إجمالى الناتج المحلى فى المجال العسكرى، وهو ما تم مناقشته بشكل مكثف مع ترامب عندما زار الأخير بروكسل فى يوليو الماضى.
وستساعد تلك الأموال فى تحديث مستودع المصفحات الفرنسية وجلب غواصات وفرقاطات جديدة وتوسيع عدد الطائرات المقاتلة وطائرات الدعم المتوفرة وتمويل تطوير أسلحة الجيل القادم فى البلاد.
ويقول أنتونى، إن الأولية لفرنسا هى ضمان وجود عدد كاف من القوات لديهم تدريب وعتاد مناسب للوفاء بالالتزامات القائمة، إلا أن هذا التركيز سيجعل من الصعب الانتباه بشكل كبير للأسلحة المستقبلية.
تطوير الجيل القادم من القدرات
ويوضح خبير معهد استكهولم إن فرنسا ستريد متابعة التطورات العالمية فى التكنولوجيا العسكرية وستكون قادرة على تطويل الجيل القادم من هذه القدرات، وهذا يعنى أن الشراكات المستقرة مع القوى العسكرية المماثلة فى التفكير ستكون مطلوبة، ومن ثم فإن بناء هذه الشركات سيكون مجالا مهما للاستثمار.
وتشير نيوزويك إلى أن فرنسا باعتبارها من أكثر القوات العسكرية كفاءة فى القارة، ونظرا لانشغال بريطانيا بالخروج من الاتحاد الأوروبى، فإن باريس ستكون فى قلب أى جيش أوربى مستقبلى. وتطور الدول الأعضاء فى الاتحاد الأوروبى شراكات ثنائية وأخرى صغيرة لتحسين الدفاع الجماعى، سواء كجزء من الكتلة أو حلف الناتو.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة