يبدأ الرئيس عبد الفتاح السيسى، اليوم، ثانى جولاته الخارجية للصين للمشاركة فى قمة منتدى الصين أفريقيا، وهى أحد أهم علامات اهتمام الصين بالقارة الأفريقية لدفع العلاقات الصينية مع القارة السمراء.
كذلك لدى مصر والصين اهتماما متزايدا فى تقوية العلاقات الثنائية، فالزيارة تعد الخامسة التى يقوم بها الرئيس السيسي لبكين، حيث كانت الزيارة الأولى فى ديسمبر 2014، و الثانية فى سبتمبر 2015، والثالثة فى سبتمبر 2016، والرابعة فى سبتمبر 2017.
والزيارات السابقة كانت تركز على التعاون والدعم المتبادل فى عدة مشروعات منها "إحياء طريق الحرير" و الاستثمار الصينى فى منطقة محور قناة السويس الجديدة، كذلك زادت استثمارات شركة هواوى فى مصر بشكل ملحوظ.
لكن ماذا عن قمة منتدى الصين - أفريقيا نفسه وما الذى يعنيه على صعيد الساحة الدولية؟
القمة هى المنتدى الرسمى للتعاون بين الصين وكل دول أفريقيا باستثناء سوازيلاند التى لا تملك علاقات مع بكين، وتعقد كل 3 سنوات، وزاد الاهتمام العالمى بالقمة الثالثة الأخيرة فى جوهانسبرج 2015، كما تبين فى تغطية وسائل الإعلام الأمريكية والبريطانية للقمة وبالعلاقات الصينية الأفريقية تحديدا، كما نشرت تقارير تتحدث بشكل سلبى عن الصين ونفوذها الاقتصادى، كما نشرت مجلة "التايم" تقريرا عن مخاطر التواجد الصينى فى أفريقيا على المصالح القومية الأمريكية.
والقمة التى ستعقد فى 3 و 4 سبتمبر يتوقع فيها أن تقدم الصين مزيدا من المساهمات الاقتصادية بناءً على الزيادات التى شهدها الاستثمار الصينى فى السنوات الأخيرة، حيث زادت الاستثمارات من 5 مليارات دولار فى 2006 إلى 60 مليار دولار فى 2015.
وبجانب التعهدات بالاستثمار هناك موضوعين يحظيان بالاهتمام الصينى، الأول هو مبادرة "الحزام والطريق"، والثانى، الصناعات الأفريقية.
بالنسبة لمبادرة الحزام والطريق، تسعى الصين إلى للاستثمار فى البنية التحتية بأفريقيا تحديدا فى الساحل الشرقى لأفريقيا والذى يعد "الجزء البحري" من طريق الحرير، ولذا هذه الاستثمارات سيجرى فيها التعاون من جانب بكين مع مصر وكينيا وجيبوتى مع توقعات بتوسع المحادثات لتشمل إثيوبيا وتنزانيا أيضا، ويخص مصر من هذا الطريق الجزء المتعلق بقناة السويس.
وبالنسبة لما يخص الصناعات الأفريقية، فإن المواقع الرسمية التابعة لحكومات رواندا وكينيا، كانت نشرت أخبار فى 2015 تتحدث عن التعاون الصينى من أجل تطوير الصناعات الأفريقية مثل مبادرة "استراتيجية الأربعة الكبار الكينية"، ومبادرة "الاستراتيجية الوطنية للتحول" فى رواندا.
كذلك كان الرئيس الصينى تعهد وقتها ببناء وتطوير مناطق صناعية وتقديم الدعم المالى من خلال قروض عبر صندوق "الصين - أفريقيا للتعاون الصناعى".
هذا الصندوق تحديدا هو ما تعتبره مجلة التايم خطرا على المصالح الأمريكية بحسب جرانت تي هاريس، رئيس شركة Harris Africa Partners LLC الذى يقول إنه من المغرى للأمريكان أن يقولوا إنه ليس من شأنهم ما يحدث فى أفريقيا.. ولكن المشكلة إن الصين تسحب البساط من تحت أقدام أمريكا بالقروض، الأمر الذى يقوض السياسة الأمريكية فى أفريقيا فى عدة مجالات سواء فى التصدير أو حتى فى جهود مكافحة الإرهاب، حيث قد تفضل دول أفريقية تقليل التعاون مع أمريكا عسكريا فى المستقبل أيضا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة