مع اقتراب إجراء انتخابات التجديد النصفى الأمريكية، والمقررة فى نوفمبر المقبل، تبرز من جديد التحذيرات من المحاولات الروسية لتعكير صفو الانتخابات. ورغم أن الرئيس الأمريكى دونالد ترامب لم يعترف حتى الآن بحدوث تدخل روسى وأصر على معارضة نتائج مجتمع الاستخبارات التى أكدت التدخل، إلا أن كبار مسئولى إدارته كان لهم رأى آخر.
فقد تعهد مسئولو الأمن القومى والاستخبارات الأمريكية بالدفاع عن الانتخابات الأمريكية ضد ما وصفوه بالتهديدات الحقيقية من روسيا، وذلك بعد أسابيع من قبول الرئيس دونالد ترامب بإنكار نظيره الروسى فلاديمير بوتين للتدخل أثناء القمة التى جمعتهما فى فنلندا الشهر الماضى.
وقالت صحيفة "نيويورك تايمز" إن المسئولين عن صد أى تهديدات للعملية السياسية الأمريكية ومواجهتها، لم يعبروا عن أى تناقض، وقالوا صراحة إن روسيا وراء حملة متفشية إضعاف الديمقراطية الأمريكية والتأثير فى الانتخابات لعام 2018.
وسعوا أيضا لطمأنة الناخبين بأن المسئولين المحليين والفيدراليين وفى الولايات يقومون بخطوات لحماية ما وصفه مدير "الإف بى أى" كريستوفر راى بالمحاولة المستمرة 24 ساعة فى اليوم، و365 يوما فى السنة من قبل روسيا لزرع الانقسامات مع توجه الأمريكيين إلى مراكز الاقتراع فى الخريف المقبل.
وقال راى إن روسيا حاولت التدخل فى الانتخابات الأمريكية، ولا تزال منخرطة عمليات التأثير حتى هذا اليوم. وأضاف: هذا تهديد علينا أن نتعامل معه بجدية شديدة والرد عليه بعزم وتركيز شديدين.
من جانبه، قال دان كواتس، مدير الاستخبارات الوطنية الأمريكية، إن الروس يبحثون عن كل فرصة بعض النظر عن الحزب، وعما إذا كان ينطبق على الانتخابات أم لا من أجل مواصلة جهودهم المسمرة لتقويض القيم الأمريكية الأساسية.
ولم يتحدث المسئولون عن تهديدات محددة للانتخابات القادمة وكانوا غامضين بشأن كيفية رد الحكومة على ما وصفوه بحملة التدخل الروسى، لكنهم قالوا إن ترامب وجههم فى اجتماع لمجلس الأمن لقومى الأسبوع الماضى إلى مواجهة هذه التهديدات بقوة.
وكانت صحيفة "واشنطن بوست" قد قالت فى تقرير لها أمس، الخميس، إنه بعد عامين من تدخل روسيا فى حملة الانتخابات الرئاسية، لم تفعل الولايات المتحدة شيئا يذكر لحماية نفسها من المحاولات الجديدة للتأثير على الناخبين فى انتخابات التجديد النصفى للكونجرس، بحسب ما قال مشرعون ومحللون مستقلون.
ويقول هؤلاء إن أنظمة التصويت أكثر تأمينا فى مواجهة القراصنة بفضل التحركات على المستوى الفيدرالى والولايات، ولم يستهدف الروس هذه الانتخابات إلى الدرجة التى فعلوا بها فى عام 2016. إلا أن الجهود الأمريكية للتلاعب بالناخبين الأمريكيين من خلال منشورات السوشيال ميديا المضللة من المرجح أن تصبح أكثر تطورا ومن الصعب رصدها، ولا يوجد استراتيجية حكومية فعالة بما يكفى لمكافحة حرب المعلومات ضد الولايات المتحدة، وفقا للخبراء.
وأوضحت واشنطن بوست أنه على الرغم من المعلومات التى كشفها فيس بوك بإغلاقه الصفحات المزيفة التى كانت جزءا من حملة منسقة، إلا أن شركات التكنولوجا بشكل عام عانت لوقف تدفق المعلومات المضللة والقرصنة ولم تتلق توجيها من الحكومة الأمريكية لكيفية فعل ذلك.
وقال السيناتور مارك وارنر فى جلسة استماع أمام لجنة الاستخبارات بمجلس لشيوخ أمس الأربعاء، إن بعد 21 شهرا من انتخابات 2016، وتبقى ثلاثة أشهر فقط على انتخابات 2018، فإن العملاء المدعمون من روسيا لا يزال يتسللون ويتلاعبون بالسوشيال ميديا لاختطاف الحوار الوطنى وإثارة الانقسام بين الأمريكيين.. وأضاف أنهم كانوا يفعلون هذا فى عام 2016، ولا يزالوا يفعلونه اليوم.
ويقول الخبراء إن غياب القيادة القوية من الإدارة فى هذه القضية، مع تشكيك الرئيس ترامب فى نتائج الاستخبارات الأمريكية عن التضليل والقرصنة الروسية، حد من فعالية جهود الوكالات بدرجة كبيرة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة