قرأت ما تفضل به الأستاذ محمد الرشيدى، رئيس مجلس أمناء جامعة النهضة فى بنى سويف، حول تبنى الجامعة لمشروع إطلاق منصة لمحاربة الأخبار الكاذبة تحت اسم «فالصو»، وهو اسم جديد ومختلف وقريب من الأهداف التى تريدها الجامعة، بالإضافة إلى أنه اسم يعبر عن الأجواء الكاذبة التى نعيشها الآن فى حرب الشائعات التى تشهدها مصر خلال الفترة الماضية.
والحقيقة أن هذه المبادرة تأتى فى توقيتها تماما، وتمثل نقلة نوعية فى الرقابة على منصات الأخبار فى مصر من خلال جهة أكاديمية محايدة هى كلية الإعلام بجامعة النهضة ببنى سويف، ومن خلال طاقم الطلاب الذين يستهدفون محاربة التضليل والأخبار الكاذبة التى توجه إلى مصر، وتستهدف إرباك الساحة الداخلية.
هذه المبادرة الجديدة تمثل فى تقديرى حائط صد مهماً، خاصة فى الوقت الذى انتشرت فيه الأخبار الكاذبة أو باللغة الإنجليزية FAKE NEWS، انتشرت فى العالم ودفعت الولايات المتحدة الأمريكية ثمنا غاليا لهذه النوعية من الأخبار الكاذبة، مما اضطر موقع فيس بوك وموقع جوجل، وهما عملاقا الإنترنت إلى إطلاق عدد من المبادرات لمحاربة الـFAKE NEWS، خاصة بعد التأثيرات التى جرت فى الانتخابات الأمريكية الأخيرة، التى فاز بها دونالد ترامب، وشهدت اتهامات لروسيا بأنها مولت مجموعة من الأخبار الكاذبة لضمان نجاح ترامب فى هذه الانتخابات، ومن ثم بدأ الموقعان فى محاربة الأخبار الكاذبة.
هذا الاتجاه العالمى يؤكد أن جماعتنا المصرية تسير وفق منظور عالمى، وتتمشى مع التطورات التى تجرى فى العالم فيما يتعلق بمحاربة الأخبار الكاذبة هذا أولاً.
ثانياً: إطلاق هذه المبادرة من جهة أكاديمية يجعل الجامعة منصة محايدة لتقييم الأخبار، وتقييم المعلومات المزيفة بعيدا عن أى معايير تجارية أو سياسية.
ثالثاً: أن إطلاقها من كلية الإعلام جامعة النهضة ببنى سويف، يؤكد أننا على الطريق الصحيح فيما يتعلق بتربية طلابنا فى كلية الإعلام الذين سيتصدرون المشهد فى المستقبل، فمعنى أنهم يتدربون من الآن على مواجهة الأخبار الكاذبة، ستكون النتيجة الطبيعية أنهم سيكونون أكثر قدرة على التصدى للأخبار الكاذبة منذ بدء عملهم فى أول درجات السلم الإعلامى انتهاء بتوليهم القيادة فى المؤسسات الصحفية والإعلامية.
كل ما أتمناه أن تحظى هذه المبادرة بالرعاية الكاملة، وأن تتجاوب معها الأجهزة المعنية، وأن يكون لتقريرها تأثير كبير على الصحف فى تصويب الأخطاء، وفى تصحيح المسار، حماية لبلادنا وحماية لهذه المهنة التى من المفترض أن تكون مهنة البحث عن الحقائق وليست السقوط فى الأكاذيب.
//
مصر من وراء القصد
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة