فى ستينيات القرن الماضى، حيث كانت القاهرة الفاطمية تحتفل بعيدها الألف الأول، بعد تأسيسها على يد جوهر الصقلى، بعدما نزل مع جنوده فى الفراغ الواقع شمال شرقى القطائع وأخذ فى وضع أساس القاعدة الفاطمية الجديدة فى 17 شعبان 385 هـ/7 يوليو 969م، إيذانًا بميلاد العاصمة المصرية الدائمة وأكبر مدنها ومدن الدول العربية، قاهرة المعز ومدينة الألف مئذنة.
وفى خضم هذه الاحتفالات سالفة الذكر فكر وزير الثقافة الأسبق ثروت عكاشة، فى عمل معرض دولى للكتاب، بهدف التعريف بالكتاب والإعلان عنه وفتح أسواق جديدة أمام الناشرين المصريين، وأيضًا بيع الكتب والمصنفات الفنية والأدبية للجمهور، فعهد إلى الكاتبة والباحثة سهير القلماوى بالإشراف على إقامة أول معرض للكتاب، والتى احتفت بها دورة 2008 من المعرض باعتبارها شخصية العام.
أقيم المعرض بشكل منتظم منذ عام 1969، حتى عام 1983، بأرض المعرض بالجزيرة (دار الأوبرا المصرية حاليًا)، ومع التزايد الجماهيرى الكبير، والتطور الكبير الذى يشهد معرض الكتاب من عدد المشاركين من دور النشر والبلاد العربية والأجنبية وعدد الندوات والأنشطة التى تقام خلالها، وحرصًا على راحة رواد المعرض، بدء التخطيط إلى مكان أوسع من مكان أرض الجزيرة التى بدأت تضيق بالمعرض والجمهور، واتجه التفكير إلى أرض المعارض الدولية بمدينة نصر، حيث زادت مساحة المعرض إلى 7200م، وصلت فيما بعد إلى مساحة 100 فدان، ليكون أكبر معرض مساحة على مستوى العالم، ومع بداية الإعلان عن نقل المعرض من للجزيرة إلى مدينة نصر، استهول الناس الأمر وتساطوا كيف يمكن الذهاب إلى آخر الدنيا، ونقل المعرض من قلب القاهرة الحيوية، إلى قلب الصحراء حيث كانت مدينة نصر حينها.
وبالفعل نقل المعرض إلى أرض المعارض بمدينة نصر، واستقر هناك طيلة السنوات الثلاثين الماضية، وزاد زوار المعارض، حتى وصل إلى 4.5 زائر خلال دورته الـ49، خلال العام الجارى، وظل إقامة المعرض منظمه ليقام فى كل عام، ولم يتوقف إلا مرة واحدة فقط خلال عام 2011، بسبب ثورة 25 يناير، ومع زيادة التفاعل مع المعرض وفى ظل النداء بضرورة تطويره ليجارى التطور الكبير، قررت الهيئة العامة للمعارض والمؤتمرات الدولية فى نقل أرض المعارض إلى التجمع الخامس، مع تخصص مساحة 40 ألف متر منها لإقامة معرض الكتاب، وتصميمه بأحدث الطرق الدولية للمعارض العالمية.
ويبدو أن أزمة نقل المعرض من أرض الجزيرة إلى أرض المعارض بمدينة نصر، تلقى بظلالها الآن، حيث يشهد نقل المعرض إلى التجمع الخامس اعتراضات واسعة من المثقفين والناشرين وحتى الجمهور، بسبب بعد التجمع وعدم وجود وسائل مواصلات سهلة كالمترو التى يصل إلى أرض مدينة نصر، ويبدو النقل أمر حتمى خلال الدورة المقبلة، خاصة وإنها دورة اليوبيل الذهبى للمعرض، ويجب أن يظهر بصورة لائقة كأكبر معرض عربى، ثانى أكبر معرض عالمى بعد معرض فرانكفورت الدولى للكتاب، كما تم اختياره عام 2006.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة