متسارعة الخطى بدأت وزارة السياحة تتجه نحو الصين، تلك الدولة ذات الـ1.33 مليار مواطن و22 مقاطعة، والتى تمثل سوقا هائلا متنوع الطبقات، وهدفا ضخما للتسويق السياحى يمكن من خلال استقطاب شرائح متنوعة، تغزو المقاصد السياحية المصرية.
وتضع مصر نصب أعينها هدفا كبيرا تسعى إلى تحقيقة من السياحة الصينية، يتمثل فى مضاعفة أعداد السياح الصينيين خلال منتصف عام 2019 لأكثر من مليون سائح، ولهذا اغتنمت وزارة السياحة الفرصة المواتية بزيارة الرئيس عبد الفتاح السيسى للصين مؤخرا، لفتح القنوات على السوق الصينية وتنفيذ ما تم التوافق عليه سياسيا على أرض الواقع.
واتخذت وزارة السياحة عددا من الخطوات الجدية في هذا الإتجاه، حيث كثفت الدكتورة رانيا المشاط وزيرة السياحة، لقائاتها مع عدد من المسئولين الصينيين، كان فى مقدمتهم يوان جيقووانغ المستشار الثقافي للسفارة الصينية بالقاهرة، ووفدا صينيا يمثله رئيس مجلس إدارة إحدى شركات السياحة الصينية الكبرى التي ستتعاون مع شركة طيران سيشوان الحكومية الصينية.
رحلات مباشرة من 3 مقاطعات صينية إلى القاهرة
تلك الاجتماعات أثمرت عن عدد من النتائج التى ستنعكس على السوق السياحية خلال النصف الأول لعام 2019، منها التوافق على تنظيم رحلات مباشرة إلى مصر من تنشنجدو عاصمة مقاطعة سيشوان غرب الصين، ومقاطعتى خانجو، وشنجن، على أن تكون هذه الرحلات المباشرة أسبوعيا إلى القاهرة، ومن المقرر أن تبدأ أولى الرحلات من مدينة تنشنجدو أكتوبر المقبل، الأمر الذى من شأنه مضاعفة عدد السياح، حيث يعد الطيران أحد المعوقات أمام زيادة الأعداد.
وشهدت أعداد السائحين الوافدين من السوق الصينية الى مصر زيادة ملحوظة في الفترة الأخيرة، حيث ارتفعت الأعداد من ١٦٠ الف الى ما يقرب من 300 الفا في عام 2017، وهناك توقعات رسمية من الجانب الصينى بإمكانية زيادة هذه الاعداد السياحية خلال الفترة القادمة خاصة في ظل الاهتمام الكبير من السائحين الصينيين بزيارة مصر، ومن أبرز المقاصد المصرية التى تجذب السائح الصينى أهرامات الجيزة، والأقصر، وأسوان ، والإسكندرية ، والغردقة.
نيل أسوان
تنظيم زيارات تعريفية لوفود إعلامية صينية
كما تم الاتفاق على التنسيق المشترك لتنظيم زيارات تعريفية لوفود إعلامية صينية لعدد من المقاصد المصرية، والقيام بتدريب المرشدين السياحيين المصريين المتخصصين في السوق الصينية، وكيفية التعامل مع السائح الصيني وبالتالي التركيز في التدريب على الأمور الخاصة باللغة والثقافة الصينية.
وعرضت الوزيرة على الوفد الصينى استراتيجية الوزارة والتى تضع على رأس أولويتها إعادة هيكلة القطاع السياحى، والاهتمام بملف التدريب والتأهيل لكافة العاملين بالقطاع بما يخدم تطوير صناعة السياحة في مصر، ويعزز من تجربة السائح بها.
البحر الأحمر
الخطة الترويجية الجديدة لمصر ترتكز على الثقافة
وأضافت الدكتورة رانيا المشاط أن الوزارة ستعمل أيضا على تنفيذ حملات للتوعية السياحية لغرس مفاهيم حول أهمية صناعة السياحة وطرق التعامل مع السائحين، كما تطرقت الوزيرة للحديث عن الحملة الترويجية الجديدة للوزارة "People to People"، والتي سترتكز بشكل أساسى على تعريف العالم بالجانب الانسانى للشعب المصرى لعرض ثقافاته المتنوعة وإبداعات شبابه في الفن والموسيقى والسينما وغيرها.
وأشارت الوزيرة إلى ان الحملة ايضا ستشمل الترويج للمتحف تحت شعار "المتحف المصري الكبير ٢٠٢٠" "GEM2020"، حيث انه من المقرر افتتاح هذا الصرح الثقافي الضخم علم ٢٠٢٠.
وتشير الخطوات التى اتخذها الجانب المصرى والصينى إلى انتعاش لسوق السياحة الصينية فى مصر، إلا أن هناك عدد من التحركات يجب أن تتم بالتوازى مع ذلك، أشار لها صلاح النيال الخبير السياحى والنائب السابق لرئيس غرفة شركات السياحة، حيث أوضح لليوم السابع أن ما تم الإتفاق عليه خطوات مهمة جدا ويشجعها كل من يعمل في القطاع السياحى، خاصة أن الصين تقوم بتصدير أكبر عدد من السياح فى العالم.
التركيز على جذب الشرائح ذات الإنفاق المرتفع
ونبه إلى أن السياح الصينيين أصبحوا من الأكثر انفاقا على مستوى العالم أجمع، وهناك شرائح تخطت فى انفاقها السياحة اليابانية والأمريكية، وبالتالى يجب أن يتم التخطيط لاستهداف الشرائح ذات الإنفاق المرتفع وهم عددهم كبير جدا، وليس فقط جلب السياحة الرخيصة.
ولتحقيق ذلك نصح بتكثيف الحملات التسويقية فى المقاطعات الصينية والتى تستهدف تلك الفئات ذات الإنفاق المرتفع وتشجيعها على زيارة مصر من خلال برامج مغرية، فكما يتم التركيز على زيادة الأعداد لابد من التركيز أيضا على الفئات العالية الإنفاق.
كما أشار إلى أنه يمكن وضع دراسة للسوق الصينية وشرائح الإنفاق المرتفع ونوعية السياحة التى تجذبهم لتوفيرها لهم، قائلا "وبالتالى نحتاج إلى حملات هناك فى الصين ونقيم "road show"، ونستهدف الشريحة الغنية، لافتا إلى أن التسويق مهمة وزارة السياحة بالتنسيق مع إتحاد الغرف".
وكانت السياحة بالفعل شرعت في مثل تلك الأنشطة حيث تم تفعيل اتفاقية الترويج المتبادل بين مدينتي "شنغهاي والأقصر" والهيئة المصرية لتنشيط السياحة في مايو الماضى، والتى استهدفت الترويج المتبادل ما بين المدينتين على أن يتم ذلك بتبادل الأفلام الدعائية الخاصة بكل مدينة، وعرضها من خلال الوسائط الإعلانية المتنوعة وشاشات العرض الإلكترونية الخارجية والداخلية، بالإضافة إلى الموقع الرسمي والصفحات الرسمية عبر شبكات الإنترنت.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة