خالد صلاح يكتب: عقاب ترامب للاجئين الفلسطينيين

الأحد، 02 سبتمبر 2018 10:00 ص
خالد صلاح يكتب: عقاب ترامب للاجئين الفلسطينيين الكاتب الصحفى خالد صلاح

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كانت نية الرئيس ترامب مبيتة نحو قرار قطع المساعدات عن منظمة غوث اللاجئين الفلسطينيين، التابعة للأمم المتحدة «أونروا»، الآن يأتى قرار قطع التمويل الأمريكى نهائيًّا ليعاقب الشعب الفلسطينى كله بلا استثناء، السلطة وسكان غزة والضفة واللاجئين فى الشتات.
 
ترامب لا يريد الإنفاق السياسى الخارجى من الأساس، ويرى الرجل أن الولايات المتحدة دفعت مليارات لمساعدة الفلسطينيين، لكنها لم تحصد سوى «النكران وحرق العلم فى المخيمات»، حسب تصريحات المندوبة الأمريكية فى الأمم المتحدة، نيكى هالى.
 
أمريكا ترصد عشرات الحجج السياسية لتغطى على هذا التخلى المقيت فى مساعدة شعب مقهور محتل:
 
- قالت أمريكا إن هناك مبالغة فى أعداد اللاجئين.
 
- وقالت أمريكا إن الأموال لا تنفق بالطريقة الصحيحة.
 
- وقالت أمريكا إن هناك فسادًا فى إدارة الأموال.
 
- وقالت أمريكا إن المدارس والمستشفيات تخدم الجماعات المتطرفة.
 
كل التبريرات جرى استخدامها إعلاميًّا وسياسيًّا ليهرب البيت الأبيض من بضعة ملايين كان يدفعها للاجئين والأطفال واليتامى والأرامل.
 
أى عقاب هذا؟
 
هل يمكن أن تقبل الأطراف العربية بأن تكون الولايات المتحدة وسيطًا نزيهًا إذًا فى مفاوضات التسوية النهائية؟
 
هل يمكن للبيت الأبيض أن يتحدث اليوم عن صفقات كبرى أو صغرى أو مشروعات للقرن إذا كان الرئيس يعاقب الأبرياء من اللاجئين، ويحرمهم من الدعم اللازم لتحيا منظمة الأونروا؟
 
إلى أى مدى يتوافق هذا الموقف الأمريكى مع قرارات الشرعية الدولية الصادرة عن الأمم المتحدة منذ حرب 1948 حتى اليوم؟!
 
تقديرى:
 
إن الرئيس ترامب يخرج الولايات المتحدة من معادلة التسوية، ويساوم الشعب الفلسطينى على حياته وصحته وتعليمه، وهو أمر لن يقبله هذا الشعب الصامد، ولن يعوض الساسة الأمريكيين عن سنوات «النكران» التى تؤلم ترامب ونيكى هالى.
 
تقديرى كذلك:
 
إن البلدان العربية يمكن أن تتدخل لتعويض فاقد التمويل للأونروا، كما ينبغى أن تنشط الدبلوماسية العربية لتتحمل منظمة الأمم المتحدة مسؤوليتها تجاه اللاجئين الفلسطينيين، وضمان تعويض هذا التمويل.. عار على العالم أن يترك شعبًا محتلًا فى انتظار تطبيق قرارات الشرعية الدولية منذ خمسين عامًا وأكثر، وبدلًا من أن يعلو الحق يُحرم من المساعدات الطبية والتعليمية.
 
أريد فقط أن نلفت انتباه الإدارة الأمريكية إلى أن هذا النوع من المواقف العقابية لشعب بأكلمه يفتح الباب لدخول القوى المتطرفة والبلدان المتطرفة لتسيطر أكثر على الأوضاع فى الأراضى الفلسطينية، لن تجد إيران وحزب الله وغيرهما فرصة أهم من قطع المساعدات لتظهر رحمتها للفلسطينيين، وتستمر صناعة القنابل البشرية الموقوتة فى الشرق الأوسط.
 
هذا العقاب يمنح الفرص لأعداء أمريكا وأعداء العرب.
 
وهذا الحرمان يحرق ما تبقى من الأمل فى أن ترفع أغصان الزيتون بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
 
أنتم تعاقبون الفلسطينيين وتعاقبون أنفسكم أيضًا.
 
الكاتب الصحفى خالد صلاح
 

 










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة