دائما ما تكون أعمال الفنان التشكيلى الكبير فينسنت فان جوخ (1853 – 1890) مادة للبحث والتنقيب، والذى يضمن الشخصيات التى ظهرت فى لوحاته وبرتوريهاته ومن ذلك لوحة "البستانى" التى ظلت غامضة منذ رسمها فى عام 1890، حتى كشفت عنه مذكرات إحدى العاملات فى ملجأ سان بول دو ماوسول فى فرنسا.
توجد لوحة البستانى فى المتحف الوطنى للفن الحديث فى روما، ورسمها فان جوخ، لدى إقامته فى الملجأ أثناء مرضه، وتظهر صورة شاب مفعم بالحيوية "مبتسم"، يرتدى ملابس براقة ويقف بثقة فى حديقة خضراء، والتى عرف فيما بعد أنها الحديقة الخلفية التى يتريض بها المرضى.
عرضت لوحة "البستانى" لأول مرة فى عام 1908، وقد تم وصف الشخص بالمزارع، حيث فشلت كل الجهود فى التعرف عليه أو تحديد هويته.
وكشفت الملاحظات المدونة فى المذكرات غير المنشورة للعاملة الفرنسية التى كثيرا ما اصطحبت المبدع الهولندى فى تنزهه فى الحديقة الخلفية للملجأ، والمسجلة فى وئائق "متحف سان ريمى دى برفانس"، والتى كشف عنها "لويس بولت" استنادا لما أخبرته به جدته العاملة التى توفيت فى عام 1954.
وكثيرا ما رافقت العاملة الفرنسية المبدع الهولندى فى تنزهه خارج جدران الملجأ لرسم المشهد الريفى، ووفقا لملاحظات حفيدها فقد أخبرته جدته بأن اللوحة تم تصور البستانى "جان بارال"(1861-1942)".
وكانت اللوحة قد سرقت من معرض للمتحف الوطنى للفن الحديث فى روما عام 1998، إلا أنه تمت استعادتها مرة أخرى بعد بضعة أسابيع، حيث عثر عليها ملفوفة فى بطانية تحت فراش فى شقة قريبة من المتحف، وهى حاليا على سبيل الإعارة إلى "مؤسسة فان جوخ للفنون" فى فرنسا فى إطار معرض "الشمس الحارقة" والذى تستمر فعاليته حتى الثامن والعشرين من أكتوبر القادم.
ويرى خبراء الفنون أنه من المحتمل أن تكون هذه الملاحظات صحيحة، فقد ولد البستانى "جان بارال" فى الحادى والعشرين من يناير 1861، حيث تزوج فى بلدية سان ريمى دى بروفانس جنوب فرنسا عام 1887، ووصف بالمزارع عند ولادة ابنته فى عام 1890.. لذلك، من الممكن جدا أن يكون قد عمل فى حدائق الملجأ فى فرنسا، حيث كان يبلغ الثامنة والعشرين من عمره عند رسم اللوحة.