"شغل فنادق" هكذا اعتدنا أن نصف العمل المتقن الذى نفذه صاحبه باهتمام شديد ليحقق لنا السعادة والرفاهية، وهكذا أيضًا يمكننا أن نصف عمل "أشرف موسى" المأذون الشرعى الذى يلقب بـ"مأذون السعادة" بسبب روح البهجة والحيوية التى يضفيها على حفلات كتب الكتب، وأيضًا بسبب تلك النقلة فى حياته من عالم الفندقة إلى المأذونية ليضع بصمة مختلفة على مهنته.
أشرف موسى مأذون السعادة
"تزوج واحصل على قسيمة الزواج خلال 48 ساعة واستشارات أسرية مجانية قبل وبعد الزواج"، "المنديل المطرز هدية وقسيمة الزواج بالخط العربى الأصيل مع برفان لمسح حبر البصمة بسهولة، ويمكننى ارتداء البدلة أو الزى الشرعى حسب رغبة العروسين" خدمات متنوعة قدمها "موسى" للمقبلين على الزواج ليجعل كل منهم يشعر بأنه "أهم شخص فى العالم من لحظة تحضير الأوراق حتى استلام القسيمة" كما يقول.
مأذون السعادة وكتب كتاب عروسين
يضيف موسى: أنا أحترم مهنتى لذلك أعامل الناس باحترام، وقبل عملى كمأذون كنت مديرًا للموارد البشرية فى مجال الفنادق، وهناك تعلمت كيف أعامل الناس باحترام بدءًا من المواعيد وصولاً لأدق التفاصيل، أعامل كل عروسين كأنهم "نزلاء" فى فندق.
وكانت الصدفة وحدها وراء هذا التحول من عالم الفنادق إلى المأذونية فيقول: أسرتى كلها من رجال الدين، خريجين دار العلوم وجدى كان قارئًا للقرآن، وكنت الوحيد الذى لم يلتحق بدار العلوم واخترت الحقوق أملاً فى أن أكون وكيل نيابة، وحين لم يحدث هذا اتجهت للعمل فى الفندقة. ورغم تميزى فى العمل ووصولى لمنصب مدير شؤون العاملين فى عمر 28 عامًا إلا إننى فى لحظة وجدت حياتى مرتبكة وأواجه الكثير من المشاكل وشعرت أن السبب فى هذا هو بعدى عن منهج أسرتى، وبالصدفة فضفضت مع صديق لى فنصحنى بالعمل كمأذون.
المأذون الشرعى أشرف موسى مع عروسين
اهتمام "موسى" بالحقوق وحصوله على دبلومة فى القانون الجنائى لم يضيعا هباءً وإنما يقول: بفضل هذه الدبلومة حين فتحوا باب التقديم للعمل كمأذون كانت لى الأفضلية بين مختلف المتقدمين وبالفعل قبلت فى العمل وأصبحت مأذونًا شرعيًا.
بعين واعية يتابع موسى مشاكل واحتياجات العروسين ويضيف من وقتٍ لآخر ميزة جديدة لإسعادهم: لاحظت أن قاعة كتب الكتاب تبيع للعروسين منديل العقد بـ 50 أو 60 جنيهًا فقررت أن أطبع مناديل بنفسى وأهديها للعروسين، وبدلاً من أن يخطف المأذون المنديل من العروسين أصبحت أهديهم إياه. لاحظت أيضًا أن الحبر الذى يغمسوا أصابعهم فيه لوضع بصمتهم على القسيمة يزعجهم ولا يخرج بسهولة، فذهبت لبائع عطور وطلبت منه برفان بنسبة عالية من الكحول ليمسح الحبر بسهولة بعد كتب الكتاب. أما القسيمة فاستعنت بصديق لى خطاط ليكتبها بخط يديه لتصبح تحفة فنية يشعر العروسين بالسعادة كلما نظروا إليها.
ولا يهتم "مأذون السعادة" فقط بالمشاكل أو الاحتياجات وقت كتب الكتاب وإنما فى حياتهم على المدى الطويل ويقول: "بحب أجوز الناس ما بحبش أطلقهم" ويشرح: أحاول قدر الإمكان أن أرد الناس عن الطلاق وأصلح بينهم إذا كان هذا ممكنًا، وأقدم لهم استشارات زوجية وأسرية.
ومن خلال عمله رصد "موسى" أبرز أسباب الانفصال: الكثير من الزيجات تنتهى يوم الفرح بسبب قائمة المنقولات، وتدخل الأهل بين الزوجين، ولا أنسى مرة زوجة تطلب الطلاق وتصر عليه وهى مهذبة وشخصية جميلة جدًا لكن أهل زوجها يتدخلون فى تربية الأولاد بطريقة ترفضها وفشلت محاولاتها للاستقلال ببيت الزوجية فلم تجد بدًا من طلب الطلاق.
أما أغرب حالات الزواج فكان على رأسها الشباب الذين يرغبون فى الزواج دون علم الأهل ويقول: فى كثير من الأحيان يأتون لنا بصحبة شخص ما ويقولون هذا وكيل العروس وأنها يتيمة وبلا أهل، ونكتشف فيما بعد أن هذا ليس حقيقيًا لذلك توقفنا عن إتمام زيجات الفتيات اللائى لم يسبق لهن الزواج إلا فى حضور وكيل من عصبها.
فى المقابل شهد على مدار 14 عامًا من العمل كمأذون شروطًا مختلفة تضعها الزوجة على قسيمة الزواج ويقول: فى الفترة الأخيرة ازداد طلب العروس وضع شرط ألا تعيش فى بيت العائلة، وكذلك شرط أن يكون من حق الزوجة الطلاق إذا تزوج عليها، وحدثت مرة واحدة أن كان الشرط من وضع الزوج وهو أن يعيشوا مع أمه فى شقتها. أما أغرب شرط مؤخرًا كان طلب مؤخر الصداق بالدولار لأن العروس ستتزوج أمريكيًا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة