فى مثل هذا اليوم منذ 30 عامًا، صدرت رواية "آيات شيطانية" للمؤلف والكاتب البريطانى سلمان رشدى، الذى يعد واحدًا من أكثر الكتب المثيرة للجدل فى تاريخ الأدبى الحديث، وبعد صدور الكتاب شنت مظاهرات غاضبة فى جميع أنحاء العالم.
وبعد عام من صدور الرواية عام 1989، أصدر المرشد الأعلى لإيران "آية الله الخمينى"، فتوى أو حكمًا دينيًا، يأمر المسلمين بقتل المؤلف.
ولد سليمان رشدى فى الهند لعائلة مسلمة، لكنه بعد تهديده بالقتل صار يعيش فى بريطانيا ويحمل الجنسية الإنجليزية.
يصف رشدى الحظر الذى تعرضت له الرواية فى مذكراته المنشورة بعنوان "جوزيف أنطون" والتى كتبها تحت اسم مستعار خوفًا من أن يقتل، بأن عملية الحظر ضربة موجعة، مؤكدًا أن رواية آيات شيطانية لم يتم فحصها من قبل هيئة مفوضين، ولم يكن هناك أى مظهر من مظاهر العمل القضائى، لحظر الكتاب فى الهند ومنعه، قائلاً إنه كتب رسالة مفتوحة إلى راجيف غاندى وكانت كالتالى: "هذه ليست طريقة يا سيد غاندى ولا تليق بمجتمع حر" إضافة إلى وقوع حوادث حرق لأعداد كبيرة من الكتاب فى برادفورد فى المملكة المتحدة، وذلك يوم 14 يناير 1989.
غلاف الكتاب
مظاهرة
وتسببت رواية آيات شيطانية فى إثارة الكثير من الغضب لدى المسلمين، وسبب تسمية الرواية بـ"آيات شيطانية"، حسب الرواية التى اعتمدت على حكايات تراثية "ضعيفة" تقول " كان النبى يأمل دخول أهل مكة فى الإسلام لذا ذكر آلهتهم بخير، قال: "واللات والعزى ومناة الثالثة الأخرى تلك هى الغرانيق العلى وإن شفاعتهن لترتجى" غير أن النبى حين لم يجد أى استجابة من أهل مكة لدينه الجديد خرج من غار حراء وصحح الآية بالنص " أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّىٰ (19) وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الْأُخْرَىٰ (20) أَلَكُمُ الذَّكَرُ وَلَهُ الْأُنثَىٰ (21) تِلْكَ إِذًا قِسْمَةٌ ضِيزَىٰ (22) إِنْ هِيَ إِلَّا أَسْمَاءٌ سَمَّيْتُمُوهَا أَنتُمْ وَآبَاؤُكُم مَّا أَنزَلَ اللَّهُ بِهَا مِن سُلْطَانٍ إِن يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَمَا تَهْوَى الْأَنفُسُ وَلَقَدْ جَاءَهُم مِّن رَّبِّهِمُ الْهُدَىٰ (23) " وقال بأن النص الأول أوحى له به الشيطان ومن هنا جاءت تسمية "آيات شيطانية".
ويشار إلى أن الرواية عبارة عن قصة مكونة من تسعة فصول تتلخص فكرتها أن العالم ملىء بالثنائيات التى تحمل جانب الخير والشر والموت والحياة فلا يوجد حد فاصل بين الاثنين، لذلك الشيطان وبحكم طبيعته الملائكية، قادر على التجول فى كل مكان.
كما قدم سلمان فى روايته، جزءًا كبيرًا عن شخصية ادعى أنها السيدة عائشة، ووصفها بأنها فتاة جميلة وأن شبانًا كثيرون توددوا إليها لكنها صدتهم جميعا، فبسبب ما مرت به من حرمان ويتم، كانت تتصور نفسها إنسانة من طراز خاص وتبحث عن رجل به نوع من القدسية، وفى إحدى الليالى شاهدت عائشة الملاك جبريل فى نومها، ومنذ تلك اللحظة أصبحت قادرة على مشاهدته وهو يجيبها عن كل ما تسأل عنه من أسئلة، ولذلك أصبحت لديها القدرة على تقديم الرسائل والأجوبة للناس وفقا لما تشاهده فى أحلامها.
وسردت الرواية أيضًا فى فصل "العودة إلى الجاهلية"، أن النبى أمر بإغلاق بيوت ذوات الرايات الحمر "الدعارة" بالتدريج، لكن "أبو سنبل" وكان واحدًا من قادة المدينة يعطى الأمر بعدم التسرع فى ذلك القرار خوفًا من أن يقوم الناس بثورة ويحدثون تمردًا.
كما تطرق سلمان رشدى فى الرواية لسلمان الفارسى وزعم أنه كان يغير فى كتابة بعض كلمات الوحى الذى كان يمليه عليه النبى، فإذا قال النبى "اليهود" يكتبها سلمان "النصارى" وعندما شعر النبى بذلك أنب سلمان على ذلك التصرف، ومن هنا غادر سلمان إلى بلاد فارس.
وتناولت الرواية أيضًا الصحابة الذين حرموا كتابة الشعر، وأصبحت هناك لجنة لمتابعة ما يقال من شعر وتنفذ عمليات الإعدام فى الشعراء الهجائين، وذكر أن أبو بكر الصديق حينما كان يصدر الأمر بإعدام شاعر ما، كان الجند يذهب لاقتياده إلى المحكمة أو قتله، حيث أنه كان يقول "اقتلوه ولو تعلق بأستار الكعبة".
غلاف الكتاب