كانت ليلة أمس ليلة إدانات دولية بالأمس لسلوك إيران على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة فى دورتها الـ 73، فقد خصص الرئيس الأمريكى حيز من خطابه للهجوم على هذا النظام الذى وصفه بالديكتاتورية الفاسدة وطالب بعزله، وفرض المزيد من العقوبات، ليعقب ذلك بعد ساعات قليلة اجتماع دولى بشأن إيران على هامش الجمعية العامة، توعد فيه وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو ومستشار الأمن القومي جون بولتون طهران بالمزيد من الإجراءات لتقليم أظافرها، كل هذ التحركات أثارت تساؤلا حول جدوى التهديدات والعقوبات فى ردع السلوك الإيرانى؟.
LIVE #IranDeal: Press Point by @FedericaMog following E3/EU+2 and Iran ministerial meeting on the implementation of the #JCPOA #UNGA https://t.co/dBbrMio7w6
— European External Action Service - EEAS 🇪🇺 (@eu_eeas) September 25, 2018
لكن هناك شواهد تؤكد أن إيران لن تغير سلوكها، من بينها قرار للاتحاد الأوروبى الأخير بإنشاء كيان يهدف لمواصلة التجارة مع إيران ولا سيما شراء النفط الإيراني والذى وجد ترحيبا إيرانيا كبيرا، فمع مساعى الأوروبيين بلدان (4+1) لإنقاذ الاتفاق النووى، تجد طهران نفسها ليست مجبرة فعليا على تغيير سلوكها، لطالما وجدت طريقا آخر يؤمن لها تجارة النفط ويجهض أثر العقوبات الأمريكية.
وبالأمس قالت منسقة السياسة الخارجية فى الاتحاد الأوروبى، فيديريكا موجيريني، إن الاتحاد سينشئ كيانا قانونيا بهدف مواصلة التجارة مع طهران، ولا سيما شراء النفط الإيراني، وذلك بهدف تسهيل المعاملات المالية القانونية مع إيران.
موجرينى وظريف
الرد الإيرانى على مساعى الإدارة الأمريكية لتغيير سلوكها خرج من طهران سريعا، حيث خرج قائد الحرس الثورى الإيرانى، المؤسسة النافذة فى السياسة الإيرانية، كعادته ليتجاوز دوره وينخرط فى السياسة، ليبلغ رده بشكل مباشر للرئيس الأمريكى، قائلا إن إيران لن تغيير سياساتها.
وفى تحد لافت للولايات المتحدة أكد قائد الحرس الثورى الإيرانى أن سياسة ايران لن تتغير، ووفقا لوكالة تسنيم اتهم محمد على جعفرى ترامب ومؤيديه بنشر بذور الفوضى والموت والدمار في المنطقة قائلا: "لن تنسى الشعوب المسلمة وغير المسلمة في فلسطين وسوريا والعراق وإيران الجرائم المباشرة وغير المباشرة لأمريكا".
وقال جعفرى إن الحاضرين في اجتماع الجمعية العامة أمس سخروا من تصريحات ترامب التى وصفها بـ"السخيفة"، قائلاً "رأيت وسمعت ضحكاتهم، معتبرا أنها رسالة مفادها "انهيار قوة أمريكا ومزيد من العزلة" ورأى أنها كانت فضيحة سياسية كبيرة على حد تعبيره، وأضاف، كن على ثقة من أن الشعب الإيراني وشعوب المنطقة ستسخر من تصريحاتك التى وصفها بالـ "مليئة بالأكاذيب والمضحكة" لكنك لن تسمع صوت ضحكاتهم من بعيد.
وخاطب جعفرى ترامب قائلا: "أنتم على وشك الانكماش وإذا واصلتم هذا المسار كونوا على ثقة بأن العالم سيشهد الزوال المبكر لأمريكا"، وخاطب ترامب قائلا "طلب لقاء الرئيس الإيراني لك هو كذبة كبيرة كسائر أكاذيبك"، أعلم أنه لطالما سيستمر ظلم نظام الهيمنة بقيادتك، فإن سياسة إيران والغالبية الساحقة من الشعب الإيراني لن تتغير".
قائد الحرس الثورى الايرانى محمد على جعفري
وعلى واقع الخلاف الأمريكى والعقوبات على طهران، سجلت العملة الإيرانية (التومان) انخفاضا جديدا مقابل الدولار، وسط تدهور في الوضع الاقتصادى وتوعد ترامب أمس طهران بالمزيد من العقوبات نوفمبر المقبل، ووصل سعر الدولار الواحد 17 ألف تومان، وفقد التومان نحو 75% من قيمته منذ بداية العام الحالي.
وأطلقت طهران إثر ذلك دعوات بعدم شراء العملات الأجنبية، حيث ارتفع الطلب داخل إيران على الدولار بسبب خشية تقلص الصادرات الإيرانية من النفط مع تطبيق عقوبات نوفمبر المقبل والتى سوف تستهدف قطاع النفط الإيرانى.
وتشمل حزمة العقوبات التى سيتم تطبيقها نوفمبر المقبل، الشركات التى تدير الموانئ الإيرانية، إلى جانب الشركات العاملة فى الشحن البحرى وصناعة السفن، وقطاع الطاقة الإيرانى، وخاصة قطاع النفط، وفرض عقوبات على البنك المركزى الإيرانى وتعاملاته المالية.
وبينما يترقب العالم مساء اليوم، الأربعاء، ترأس الرئيس دونالد ترامب لاجتماع لمجلس الأمن الدولي والذى سيتناول فيه السلوك الإيرانى المزعزع للاستقرار، من أجل ممارسة أقصى الضغوط عليه لحمله على اتفاقية جديدة تشمل الملف النووي، والإرهاب، والنظام الصاروخي، وسلوكه، تعوّل إيران على شركائها الأوروبيون الذين منحوها ضمانا يمنحها أسباب البقاء فى الاتفاق النووى بعد انسحاب ترامب منه، يسمح لهم بمواصلة التجارة مع هذا البلد دون أن تمسهم العقوبات الأمريكية.
وفى هذا الإطار قال نائب وزير الخارجية عباس عراقجى "نعلم أن الأعضاء الأوروبيين عازمون على دعم الاتفاق النووي ومؤكدين الالتزام"، متوقعا لجلسة مجلس الأمن الليلة أن تخالف رغبات ترامب، معتبرا أن ذلك سيجعل واشنطن أكثر عزلة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة