"براح" حكاية زوجين خلوا حياتهم أبسط بكراكيب أقل و"زيرو نفايات"

الإثنين، 03 سبتمبر 2018 07:00 م
"براح" حكاية زوجين خلوا حياتهم أبسط بكراكيب أقل و"زيرو نفايات" نهال ومحمد مؤسسى صفحة "براح"
كتبت سارة درويش

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى بداية كل زواج دائمًا ما يشعر العروسان ببعض الارتباك والتشتت بسبب حجم المسئوليات التى يحملانها فجأة، ودائمًا ما تسبب الميزانية القدر الأكبر من الارتباك خاصة أنهما لا يزال يتلمسا طريقهما للتعرف على احتياجات ومتطلبات هذا البيت الجديد.
 
وكغيرهم من الشباب مر الزوجان "محمد قنديل" و"نهال محمد" بهذا الارتباك إلا إنه لم يدم طويلاً إذ سرعان ما عرفا طريقهما لـ"المينماليزم" وأسلوب الحياة الأبسط وبدأت حياتهما بعد عدة أشهر تستقر وقررا أن يشاركا الناس عبر "فيسبوك" تجاربهما مع تبسيط الحياة ثم مع الخطوة الأهم أن يقللا مخلفاتهما للحد الأقصى ويعيشا بأسلوب الـ"Zero Waste" "صفر نفايات" رافعين شعار "الإنسان يمكنه أن يعيش بأقل الإمكانيات".
 
نهال ومحمد
نهال ومحمد
ترى "نهال" أن بدايتها مع تبسيط الحياة والمينماليزم كانت مبكرة حتى قبل أن تعرف أن هذا اتجاه عالمى وتقول لـ"اليوم السابع": من صغرى كنت أحب أن أنظم البيت وأتخلص من الكراكيب ولم أكن أعرف أن هذا نظام وشىء عالمى، ولكن من حوالى سنة تقريبًا قرأت مقال عن المينماليزم وبدأنا نعرف أكثر عن حلول تبسيط الحياة. 
 
خطوة خطوة وشهرًا بعد آخر تمكنت نهال وزوجها من ضبط ميزانيتهم والأهم من ذلك تقليل الهدر وتحكى "فى السنة الأولى للزواج لم نتمكن من ضبط الميزانية جيدًا كأى زوجين لأننا لم نكن نعرف استهلاكنا واحتياجنا، لكن تدريجيًا تمكننا من ضبط الميزانية وحساب احتياجاتنا، والكميات التى نأكلها كى نقلل هدر الطعام ونقلل المخلفات قدر الإمكان". ويضيف الزوج: "اختلاف الأسعار السريع أربك لنا حاجات كتير بس على الأقل معرفتى باحتياجاتى فرق معايا".
 
أما خطوة اتباع نظام "الزيرو ويست" فجاءت بناء على قناعة لديهما: "مافيش بيت مصرى ما بيرميش بواقى أكل فمعنى إن بواقى الأكل بتترمى فى الزبالة إن فى فلوس بتترمى على الأرض". بعد قرارهما باتباع نظام "الزيرو ويست" اتخذت حياتهما محورين أساسيين، الأول تقليل الهدر من خلال تحديد احتياجاتهما بدقة وتقول "نهال": قبل اتخاذ قرار شراء أى شىء نتنقاش ونتساءل هل تفيدنا أم لا وهل تحقق لنا رضا وسعادة أم لا؟ أما المحور الثانى هو إعادة تدوير البقايا واستخدامها لتلبية احتياجات أخرى كتصنيع الصابون منزليًا ببقايا الزيت. 
 
بعد شهور من نجاح تجاربهما الشخصية مع تبسيط الحياة وتقليل النفايات قررا أن يشاركا الناس تجاربهما من خلال صفحة على فيسبوك تحمل اسم "براح" حددا هدفها ببساطة "إحنا زوجين قررنا نخلى حياتنا أبسط بكراكيب أقل وصحة أكتر" ويقول الزوج "محمد قنديل": "الفكرة فى الاسم هو الراحة النفسية التى تنبع من التبسيط والترتيب، سواء ترتيب البيت أو المصروفات أو أسلوب الحياة، وكذلك الدعم النفسى والمشاركة بيننا".
 
صفحة براح
صفحة براح
يدًا بيد يخطط محمد ونهال لحياتهما واحتياجاتهما شهرًا، وداخل كراس بسيط يدونا بخط اليد هذه الاحتياجات واضعين فى اعتبارهما معيارى تقليل الهدر وتصنيع بعض اللوازم منزليًا وتقول "نهال": أنا أعمل فى المنزل على مشروع خاص بى للأشغال اليدوية، ومحمد لظروف عمله يسافر محافظة أخرى ولكننا نتشارك كل شىء، حتى إن لم ينفذ معى بعض الأشياء يدعمنى بالكامل فيها ونتناقش فى الأفكار وخطوات التنفيذ.
 
كشكول الميزانية
كشكول الميزانية
هذه المساحة من العمل المشترك عززت كثيرًا التواصل والترابط بينهما، والتجارب التى ينفذاها منحا فكرتهما مصداقية كبيرة فتقول "نهال": أطلقنا الصفحة من عدة شهور ونحرص على ألا ننقل للناس أى فكرة لم نجربها، كل فكرة ننشرها نحرص على توثيقها قدر الإمكان ونشاركها للناس بعد أن نطبقها ونختبر جدواها.
 
نهال ومحمد وصفحة براح
نهال ومحمد وصفحة براح
تضيف: الناس أيضًا تبحث عن الحلول التى توفر عليها المجهود والنقود لذلك يهتموا بالفكرة، وبالفعل بدأ التغيير من دائرة أصدقائنا المقربين وأهلنا حيث بدأوا يطبقوا نصائحنا لا سيما الخاصة بالتوفير فى الإنفاق على المنظفات وصنعها بأنفسنا. أهلنا بعد أن شاهدوا عن قرب نموذج حياتنا بدأوا يغيروا أسلوب حياتهم ويتخلصوا من الأشياء التى لا يريدونها أو يعيدوا تدويرها. تتابع بسعادة "إحنا فرحانين إن فى حاجات بتتغير".
 
صابون صنعوه منزليًا ببقايا الزيت
صابون صنعوه منزليًا ببقايا الزيت
أفكار "نهال ومحمد" فى تبسيط الحياة لم تقتصر فقط على تدبير الميزانية وتقليل الهدر وحسب وإنما امتدت حتى إلى تبسيط التلفزيون فتقول نهال: نقلل حتى عدد القنوات ونتخلص من تلك التى نشاهدها لأن الهدف هو تبسيط الحياة بشكل عام.
 
فيما يرى "محمد" أن القاعدة الأهم لنجاح نظام تبسيط الحياة هو تقبل الآخر وتفهمه فيقول: احتياجات الناس تختلف ومن الممكن أن يكون شىء بالنسبة لى مهم وللآخر غير مهم، أو العكس، ومن الممكن أن تقترح زوجتى شيئًا أراه لن يكون مجديًا ولكن المهم لنجاح هذا النظام أن نتناقش ونتقبل بعضنا البعض ويكون عندنا تفاهم وتفهم لبعضنا ولاحتياجاتنا.
 
يضيف: الفكرة تحتاج بعض الوقت خاصة فى بداية الزواج لنتعرف على بعضنا البعض جيدًا مهما كنا نعرف بعضنا قبل الزواج، ولكن نتعرف على أسلوب حياة كل منا ونجد مساحة مشتركة فى الأحلام والاحتياجات.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة