زواج الندامة.. زفاف فرناندو وإيزابيلا أنجب سقوط الأندلس

الإثنين، 03 سبتمبر 2018 10:00 م
زواج الندامة.. زفاف فرناندو وإيزابيلا أنجب سقوط الأندلس فرناندو وإيزابيلا
كتب محمد عبد الرحمن

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
سقطت الأندلس من أيدى المسلمين والعرب، واختفت الجنة التى طالما تغنى بها المسلمون ولا يزالوا يتغنون بها إلى الآن، سقطت جنة الله فى الأرض، وكأنها عقاب إلهى على التفكك والانقسام الذى ضرب الحكام وفرق بين المسلمين وأظهر أطماعهم وخلافاتهم السياسية.
 
لكن التفكك والانقسام فى الصف المسلم واجه ترابطا من الجانب الآخر، واستطاع ملوك الفرنجة فى أسبانيا والبرتغال من الاتحاد من أجل استعادة أرضهم من الفتح المسلم، ولم يكن المال والسلاح فقط هو السبيل للاتحاد لكن أيضا الزواج بين ملوك هذه المناطق الأوروبية ساعد على سقوط آخر معاقل المسلمين فى أوروبا.
 
ومنذ 521 عاما وبالتحديد فى 3 سبتمبر عام 1497م، تم الزفاف الذى تسبب فى سقوط الأندلس، وهو زواج ملك مملكة أراجون فرناندو الثانى من ملكة مملكة قشتالة إيزابيلا.
 
وبحسب كتاب "الأندلسيون عقب سقوط غرناطة" للكاتب محمد يحيى المضواحى، فإن فرناندو هو ابن مالك أرجون "يوحنا الثانى: ووريث عرش الملكة، زوجه والده والده بابنه عمه "إيزابيل" سعيا لتوحيد المملكتين الأيبريتين، وعقب وفاة والده، ورث العرش، وعرف بـ فرناندو الثانى وفعلا تحقق هدف والده وتوحدت المملكتان.
 
وكانت زوجته إيزابيل تكبره بعام واحد، ونشأت وهى تشاهد وتسمع الحروب بين قشتالة وغرناطة، وكانت نشأتها دينية كاثوليكية، ويبدوا أنها كانت أشد تدينا من زوجها، وكان كاهن اعترافها يدعى توماس دى تركويمادا الدومنيكى والذى وقعت تحت تأثيره فقد حملها على وعد بتكريس حياتها لاستئصال المسلمين من المكان.
 
كان لـ إيزابيل تأثير كبير على زوجها فرناندو حتى أنها شدته ناحية تعصبها وبذلك أصبحا أشد كاثوليكية من البابا نفسه.
 
وكان فرناندو يتصف بالغدر والرياء، وكان مشهورا بأنه لا يحافظ على الصدق ولا يرعى عهدا قطعه، وأنه يفضل تحقيق صالحه الخاص، فيما كانت زوجته تتصف بعنادها الشديد، ولهذا نجدها من أكثر النساء اللواتى عرفهن التاريخ ضيقات الأفق، وقادها تعصبها للكاثوليكية إلى تدمير مملكة غرناطة.
 
ووفقا لما ذكره كتاب "إسبانيا بشكل جلى" لـ خوليان مارياس، فبعد زواج فرناندو وإيزابيل، بدأت عملية أسبنة قشتالة، وقبل وفاة إنريكى الرابع، أى عندما كانا أميرين، بدأ تأثير فرناندو الأرغنى وبدأت الرؤية الشاملة لكل الشئون القشتالية، وخلال السنوات الخمس من 1474 إلى 1479 التى حكم فيها كل من فرناندو وإيزابيل سويا فى قشتالة، وقبل أن يرث فرناندو عرش أرجن، أخذ التقدم فى طريق التنظيم الجديد للمملكة يتضح بقوة سواء على الصعيد الحربى، أى تكوين جيش وطنى لمحاربة البرتغاليين وتوطيد مركز الملوك الجدد، مثل تبعية النبلاء لنمط من أنماط الدولة وخاصة فى إقليم الأندلس، الأمر الذى جعل من قشتالة عام 1479م تتجاوز كونها من ممالك العصور الوسطى فتصبح جزءا أكبر من أسبانيا الحديثة.
 
ويشير كتاب "تاريخ العرب السياسى فى الأندلس" لـ نصر الله، سعدون عباس، إلى أنه باقتران فرناندو بن خوان الثانى ملك أراجون بايزابيلا أخت هنرى الرابع ملك قشتالة، تم توحيد المملكتين بعد مرحلة طويلة من الحروب الأهلية، وأصبحت إسبانيا ا قوة كبيرة عجلت فى سقوط الأندلس.









مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة