يؤكد كتاب "ثورات المصريين فى العصر الفاطمى" للدكتور محمود خلف، والصادر عن سلسلة تاريخ المصريين بالهيئة المصرية العامة للكتاب، أنه رغم أن العصر الفاطمي من أكثر عصور مصر الإسلامية، التي اهتم بها المؤرخون وكتبوا عنها، حيث صدرت دراسات عديدة عن الحياة السياسية الاقتصادية والمظاهر الحضارية، إلا أن المؤرخين أهملوا دراسة العلاقة بين المصريين والفاطميين، وما إذا كانوا قد قاموا بثورات ضدهم أم ارتضوا بالأمر الواقع، وكذلك موقف المصريين من سقوط الدولة الأيوبية وقيام الدولة المملوكية، وكيف أن المصريين لم يبكوا على الدولة الفاطمية، بالرغم مما أحدثته من تغييرات وما تركته من آثار حضارية، وبصمات علمية واقتصادية، وحتى عادات وتقاليد.
الكتاب يتعرض لأهم ثورات المصريين ضد الفاطميين في عهد الأربعة الأوائل: المعز لدين الله الفاطمي، العزيز بالله، الحاكم بأمر الله، الظاهر لإعزاز دين الله، وصنف الثورات إلى ثورات سياسية واقتصادية ودينية وحلل الأسباب والنتائج لكل ثورة منها.
يوضح المؤلف أن نظرة المؤرخين المحدثين للتاريخ، تختلف عمن سبقهم من قدماء المؤرخين، فالتاريخ في نظرهم ليس مجرد سرد للحوادث السياسية، أو تصوير للوقائع الحربية، أو ذكر لسير الخلفاء والملوك، وإنما هي نظرة تتجه إلى دراسة الأسباب والنتائج، حتى يكون للتاريخ فائدة يمكن الاستفادة منها في الحاضر والمستقبل، فالتاريخ شعاع من الماضي يضيء لنا الحاضر والمستقبل.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة