ومن خلال قراءة بسيطة لتلك الخطابات والرسائل التى نشرتها اليوم السابع على مدار حلقتين يمكنك بكل سهولة أن تعرف صفات وسمات الرئيس الراحل جمال عبد الناصر الشخصية سواء مع عائلته أو أهل بيته أو مع أصدقائه وزملائه ، فهو شخص ودود وشهم حريص على أن يعرف كل شىء عن أسرته وأن يطمئن عليهم بشكل مستمر وبشتى الطرق، كما أنه شخصية رومانسية إلى درجة كبيرة.
رغم أنه يتواجد فى قلب المعركة حيث الشدة والقوة والاستحمال والصبر، إلا أنه لم يتخلى عن رومانسيته مع زوجته تحية كاظم، وهو ما يكشف مدى الحب الذى كان يكنه لها، والعكس أيضا فإن زوجته كانت حريصة على أن تسمع صوته وأن تراها بشكل مستمر وتقرأ خطاباته، وهو ما يظهر بشكل كبير فى وصفها خلال خطاباتها لزوجها بأن عدم وجوده معها يجعل المنزل مظلما، وكذلك أن مطالبتها له بشكل مستمر بأن يرسل لها مزيد من الخطابات لأنها لا تتخيل يوما بدون أن تراه أو تسمع صوته.
أيضا من خلال الخطابات سنجد أن الرئيس الراحل كان متعلقا أكثر لعمه عن والده، حيث كان دائما ما يطمئن على والده من خلال عمه، فقد أرسل لعمه 4 خطابات ولكنه لم يرسل خطابات إلى والده، وقد يعود ذلك إلى أن جمال عبد الناصر تربى فى طفولته مع عمه خليل حسين، خلال تعليمه فى القاهرة بينما كان بعيدا عن أبيه الذى كان يتواجد حينها فى الإسكندرية حيث مقر إقامة أسرته.
جمال عبد الناصر كان شخصا حنونا مسئولا عن أشقائه، وهو ما يظهر فى خطابات أشقاء الرئيس الراحل "شوقى وعز العرب والليثى"، حيث كانوا حريصين على الاطمئنان عليه، وإخباره دائما بأحوالهم، وتقديم له البشائر بشأن أدائهم لامتحاناتهم وما تضمنه الخطابات من مطالبات له بمراسلاتهم بشكل دائم وطمأنتهم عليه وهو ما يكشف حجم الحب المتبادل بين الرئيس الراحل وأشقائه.
أما عن أصدقائه، فإن الثقة المتبادلة والأخوة هى ما كانت قائمة بينهم بشكل كبير، وتمثلت فى اعتماد الرئيس الراحل على أصدقائه فى توصيل خطاباته إلى زوجته تحية وعائلته، وكذلك توصيل المبالغ لهم، بجانب أيضا حرص أصدقاء الرئيس الراحل على أن يطلب منهم خدامات يقدمونها له، وإخباره بكل جديد يخصهم، وعنونة الخطابات بـ"أخى جيمى"، والصديق العزيز فكلها تظهر حجم المودة الصداقة الكبيرة بينهم.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة