سلطت صحيفة "الجارديان"، الضوء على الجدل المثار حول استكمال بناء مسجد فى عاصمة كوسوفو "بريشتينا"، وقالت إنه رغم وضع أساس المسجد قبل 6 أعوام، إلا أن السر وراء توقف البناء يكمن فى الجهة التى تموله، وفى هذه الحالة هى تركيا.
وأوضحت الصحيفة أن كوسوفو احتفلت بالذكرى العاشرة لاستقلالها هذا العام، ومع ذلك لم يكن مرور هذا العقد بالأمر الهين بالنسبة لهذا البلد الصغير البالغ تعداد سكانه 1.8 مليون نسمة. فبعد عشرين عاما من الحرب مع صربيا المجاورة التى أسفرت عن مقتل الآلاف ونزوح مئات الآلاف، لا تزال صربيا تعتبر كوسوفو أرضها. ويقول بعض زعماء الدين المسلمين البارزين فى كوسوفو والتى يشكل المسلمون 95% من سكانها، إن عشرات المساجد التى دمرت لا تزال لم تبن بعد.
ولا تزال كوسوفو تكافح من أجل إيجاد مكان لنفسها فى جزء مضطرب من أوروبا وسط توقعات اقتصادية ضعيفة، لهذا هى فى حاجة إلى جميع الأصدقاء الذين يمكن أن تحصل عليها. ومن بين المغازلين لها، تركيا. وقامت أنقرة باستثمارات ضخمة هناك وكانت من بين أوائل المدافعين عن استقلالها وانضمامها فى نهاية المطاف إلى حلف الناتو والاتحاد الأوروبى. وكما قال الرئيس التركى، رجب طيب أردوغان، فى زيارة عام 2013 إلى البلاد: "تركيا هى كوسوفو، وكوسوفو هى تركيا".
ولكن يبدو أن هذا التقارب أغضب الكثير من أبناء كوسوفو الذين يخشون أن يطال بلادهم النفوذ التركى، حتى أنهم كتبوا على المسجد الذى أوقف بناؤه "لا نريد مسجد تركى أو ستسال الدماء" .
ويخشى البعض أن يكون التواجد التركى غرضه تنفيذ السياسة الخارجية للبلاد التى توصف بأنها البحث عن "العثمانية الجديدة."
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة