يحتفل المسيحيون هذه الأيام بمولد المسيح عيسى ابن مريم، لكن اليهود ينكرون ذلك ولا يزالون ينتظرون المسيح الخاص بهم، زاعمين أن صورته فى التوراة لا تنطبق على عيسى بن مريم.
ويقول كتاب "العلامات العشر المدمرة فى التراث الدينى" تأليف محمد محمد كذلك.. المسيح المنتظر عند اليهود ملك من نسل داوود، سيأتى بعد ظهور النبى إليا ليعدل مسار التاريخ اليهودى، بل البشرى، فينهى عذاب اليهود ويأتيهم بالخلاص، ويجمع شتات المنفيين ويعود بهم إلى صهيون ويحطم أعداء جماعة يسرائيل ويتخذ أوررشليم القدس عاصمة له ويعيد بناء الهيكل ويحكم بالشريعيتن المكتوبة والشفوية اليهودية (التوراة والتلمود)، ويعيد كل مؤسسات اليهود القديمة مثل السنهدرين، ثم يبدأ الفردوس الأرضى الذى سيدوم ألف عام، ومن هنا كانت تسمية (الأحلام الألفية) و(العقيدة الاستراجاعية).
ويمكن حصر فكر وعقيدة اليهود بالغيبيات باتجاهين اثنين: نهاية العالم والخلاص على يد المسيح المنتظر، وإذا كان يوم الرب يوما منتظرا عند الشعب اليهودى، حيث يحمل هذا اليوم النصر لشعب الله المختار على الأمم الأخرى حسب زعمهم، فإن هذا اليوم مرتبط ارتباطا وثيقا بفكرة تجديد العهد مع الرب، أو فكرة (العهد الجديد) عندما تتجدد أمة الله لتصبح جديرة بالله.
ولا يمكن لهذه الفكرة والعقيدة أن تتحقق بدون المسيح المخلص، أو ما يسمى عند اليهود "بالماشيح" وهى كلمة عبرية تعنى "المسيح المخلص" ومنها "مشيحيوت" أى "المشيحانية وهى الااعتقاد بمجيء الماشيح والكلمة مشتقة من الكلمة العبرية "مششح" أى "مسح" بالزيت المقدس، وقد كان اليهود على عادة الشعوب القديمة، يمسحون رأس الملك والكاهن بالزيت قبل تنصيبهما، علامة على المكانة الخاصة الجديدة، وعلامة على أن الروح الإلهية أصبحت تحل وتسرى فيها.