من الشخصيات المثيرة للجدل طوال الوقت "داروين" ونظريته المعروفة بالنشوء والارتقاء، ومن الكتب التى تناولت ذلك كتاب "داروين والتطور" لـ جوناثان ميلر وبورين فان لون والذى قدم ترجمته ممدوح عبد المنعم وصدر عن المركز القومى للترجمة.
والصراع الذى يستعرضه الكتاب بین العلم والدين المسیحى أمر يخص تاريخ العلم من باب التفاعل العلمى مع العقائد، ويعود برمته إلى القرن التاسع عشر، ولا يمكن اعتباره الكلمة النھائیة فى العلاقة بین العلم، والأديان عموما فى كل الأزمنة، فھذا نوع من الكسل الفكرى.
ولذلك فعلینا أن نتسلح بالیقظة تجاه بعض الأفكار المتناثرة فى ھذا الكتاب، التى لا تكتفى بتقديم نظرية داروين عن التطور فى ثوبھا العلمى، بل تصارع فى ثوبھا العقائدى بعض عقائد الفھم المادى للدين. وھذه النزعة لدى حاملى لواء العقیدة العلمیة لسحق بعض المفاھیم الدينیة موقف غیر علمى بالمرة، فللبحث العلمى مجاله وأدواته، وللرقى الروحى مجاله المختلف وأدواته المختلفة، ولا تناقض بین المبحثین، لأنھما يھدفان إلى التكامل المرجو للإنسان ماديا وروحیا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة