إذا كنت من محبى الكتابة، والاقتراب الأكثر من حياة رموز الإبداع العالمى، فإن معرض القاهرة الدولى للكتاب 2019، فى دورته الـ50، يعد فرصة لك، للحصول على 5 كتب مترجمة تجمع بين طياتها أبرز الحوارات الصحفية المترجمة، لعدد كبير من رموز الأدب العالمى، ممن ارتبطنا بهم، وتشكلت بيننا وبينهم من خلال شخصياتهم علاقة وطيدة، ولهذا فإن هذه النوعية من الكتب، دائما ما تكون أشبه بالسفر المتمثل فى السؤال، والإجابة التى تمنحنا تأشيرة الوصول.
هذه النوعية من الكتب، دائمًا ما تحظى باهتمام عشاق القراءة والكتابة، إذ نترف من خلالها على الروتين اليومى للكاتب المفضل لدينا، وكيفية تغلبه على هذا الروتين إذا ما أثر بشكل سلبى عليه، كما نعرف العديد من الأسرار التى دفعت الكاتب نفسه إلى الكتابة، وبين هذا وذاك، نجد أنفسنا، أما سر لم نعرفه أثناء قراءتنا لرواياته، أو مفتاح لباب مغلق فى وجوهنا يتعلق بتجربة الكتابة نفسها.
هذه الكتب، التى تقوم برصد وجمع أهم الحوارات الصحفية، التى أجريت مع الكتاب والكاتبات، إنها تجسيد لمقولة الكاتب التركى، أورهان باموق، الفائز بجائزة نوبل للآداب، حينما قال عنها إنها "مباهج الأدب وإحباطاته"، فمنها نعرف كيف تكونت البذرة الأولى لرواية ما؟، وكيف ذبلت نبتة قصيدة فى عقل شاعر؟ وكيف يراعى الكاتب عمله، وكيف يُنمى الحبكة ويسير إلى جوار أبطاله.
كما أنه فى هذه الكتب يتعرف القارئ على نخبة من كتاب الأدب والفن عموما، وتجارب بداياتهم بما يمكن أن تحمله من خيبة أو ذهول، تجارب لكل من: ماريو بارغاس يوسا، كازو إيشيغورو، هاروكى موراكامى، إدواردو غاليانو، إليف شافاك، أورهان باموق، إيزابيل الليندى، روبرتو بولانيو، وغيرهم ما انفكوا يصنعون السحر بكلماتهم وهم محصنون بالعزلة، ولكنهم يفتحون الباب لقرائهم فى هذه الكتب ليشاركوهم طقوس الكتابة وكيمياء السحر.
وفى هذا التقرير، يقدم "اليوم السابع" لجمهور معرض القاهرة الدولى للكتاب، 5 كتب يمكنه أن يحصل عليهم، من خلال دور النشر المصرية والعربية، المشاركة فى اليوبيل الذهبى للمعرض، والذى تستمر فعالياته حتى الخامس من فبراير المقبل.
الحقيقة والكتابة للكاتبة بثينة العيسى
صدر هذا الكتاب عن منشورات تكوين، فى دولة الكويت، بالتعاون مع الدار العربية للعلوم ناشرون، للكاتبة الكويتية بثينة العيسى، وهو الذى ترصد فيه الكتابة الوصفية فى الأدب القصصى، وكيف أنها تتجاوز كونها مجرد أداة نحاول من خلالها تفعيل قدرتنا على نسج العوالم المختلقة، بقدر ما هى الأداة الراصدة للمعنى الذى يريده الكاتب.
كما تتناول بثينة العيسى فى كتاب "الحقيقة والكتابة" الحديث عن الكتابة الوصفية الذى لا يمكن أن يحدث بمعزلٍ عن الحقيقة الروائية، وإذا كانت الحقيقة هى الغاية، فإن الوصف هو الوسيلة. وهو وسيلة تأخذ حُكم الغاية.
ومن خلال كتاب "الحقيقة والكتاب" يتعرف القارئ أو المبدع الشاب على كيفية تتبع مسار خيطٍ واحدٍ فى المعمار الروائى: الخيط الوصفى، والذى قد يعتقد بأنه أمر بسيط وثانوى، مقارنة بمكونات الرواية الأخرى، مثل: الحبكة والشخصيات.
كتاب لعنة حياة مثيرة اختيار وترجمة جابر طاحون
"لعنة حياة مثيرة" تشترك الحوارات المختارة فى هذا الكتاب، الصادر عن منشورات الربيع، فى "اللعنة" تلك التى وصف الكاتب سلمان رشدى، نفسه، خلال حوار صحفى أجرى معه، بأنه "شخص ملعون بالرغبة فى حياة مثيرة".
ففى كتاب "لعنة حياة مثيرة" سنجد أن كازو إيشيجورو، الفائز بجائزة نوبل للآداب، ربما كان ملعونا بالبحث عن الجانب الطائش فى كتاباته، وسفيتلانا ألكسيفيتش، سابقة "إيشيجورو" فى الحصول على جائزة نوبل للآداب، ربما لُعنت بالإنصات إلى حكايات غيرها بعدما وجدت أن لا جديد فى الأدب الخيالى.
أما دون ديليلو على النقيض من "ألكسيفيتش" ما زال مؤمنا بعمل الخيال ويزاوجه بالواقع فيما يتحدث عن روايته "برج الميزان" التى يعيد فيها اغتيال الرئيس الأمريكى "كينيدى"، ولكن بطريقة عمل الخيال.
أم هارى ماثيوز، ملعون بالتجريب، واستخدام المنهج الرياضى فى الكتابة بجانب التقنيات الموسيقية. ورغم أن ديريك والكوت ليس لديه أى صلة بالأشياء من حوله فقد كان ملعونا بالرغبة فى استكشاف شيء جديد لم يصل له أحد قبله.
وفيما تتحدث مارجريت آتودد عن خوفها وعن الفن كمقامرة، يتحدث "من يخاف فيرجينيا ولف" إدوارد ألبى عن لعنته وولعه بالمسرح، ويكشف بول أوستر عن نفسه من خلال الكتب، فيما إيف بونفوا يتحدث عن لعنته بشكسبير وغوايته لترجمته، وفيما جورج سوندرز يشارك زادى سميث قلقه من الخيال، كان تشارلز سيميك يتحدث عن التعذيب بالقصائد فى الوقت الذى كان روبرتو بولانيو يقول فيه: "اهجر كل شيء".
كتاب حياة الكتابة إعداد وترجمة عبد الله الزماى
يعد كتاب "حياة الكتابة" بوابة مفتوحة على طقوس الكتابة وعوالمها الحميمة، وهو من إعداد وترجمة عبد الله الزماى، والذى أصدرته دار مسكيليانى للنشر، فى تونس، ويضم بين دفتيه مجموعة من المقالات المترجمة عن الكتابة.
كما يعد كتاب "حياة الكتابة" فرصة نادرة لمن يبحث عن إجابات للعديد من الأسئلة، مثل: متى أكتب؟ وكيف أكتب؟ ولمن أكتب؟ وماذا أكتب؟ ومن أين أبدأ الكتابة؟ ويبقى أكثر الأسئلة حرقة سؤال الحسم" هل أنا فعلا كاتب؟ أو هل أنا جدير بالكتابة؟.
قبل انهيار العالم.. كتاب سيغير فكرتك تماما عن الروائيين
يقال على سبيل السخرية، إن الكتاب عادة ما يكونون منفصلين عن مجتمعاتهم، يمكثون فى برج عاجى، لا يهتمون بشيء غير أفكارهم التى لا يهتم بها العامة، غير أن كتاب "قبل انهيار العالم" الصادر عن منشورات الربيع، والذى يضم مجموعة من الحوارات، ترجمها أحمد ليثى، يغير هذه الفكرة تماما.
يحتوى كتاب "قبل انهيار العالم" على مجموعة من الحوارات مع الروائيين والمفكرين، كان كل من الشأن العام، والشأن العالمى محط اهتمامهم وتفكيرهم، وبالطبع نتج عن تلك الحوارات تأملاتهم عن العالم الروائى، وكتابة الرواية، ونمط عيشهم من بواكير الصباح، وحتى آخر الليل، لدرجة أن بول أوستر صرح فى حوار يضمه هذا الكتاب بنوع وماركة الكراس التى يكتب فيها، والقلم الذى يكتب به.
يضم كتاب "قبل انهيار العالم" 12 حوارا، يشمل رأى كتابنا فى أهم القضايا، التى تجرى فى بلدانهم، من مشارق الأرض ومغاربها، وربما كانت الفائدة الأولى للحوارات بصفة عامة أنها تمكنك من الاقتراب من حياة الكاتب وآرائه وأفكاره، ونقل خبراته فى الكتابة بصورة مكثفة ووجيزة.
كتاب رحيق العالم.. رؤية مطبخ الكاتب
فى كتاب "رحيق العالم"، الصادر عن منشورات الربيع، يقدم المترجم أحمد أبو الخير، مجموعة من الحوارات لكبار الكتاب والفلاسفة والأدباء، وهم على الترتيب داخل الكتاب: سيمون دى بوفوار، ليديا ديفيس، فلاديمير نابوكوف، ترومان كابوتى، وودى آلن.
ويوضح المترجم أحمد أبو الخير، الذى جمع هذه الحوارات فى "رحيق العالم" كيف أن الحوارات تتحول إلى نوع من التلصص على الكاتب من الباب الخلفى، محاولة لمعرفة الدهاليز العقلية التى أنتجت أرفع الآداب، وأعظم الفنون، وكيف تمثل أيضًا مد جسر داخل روح إنسان آخر، ومحاولة ربط أسبابك الشخصية بأسبابه التى عملت على تكوين ذاته، وهو أشبه بفرصة لرؤية مطبخ الكاتب، ومعرفة الوصفات السحرية التى يستخدمها فى كتابته، والنكهات التى يضيفها على لوحته.