حملة دولية غير معلنة تشنها الولايات المتحدة، ضد شركة الاتصالات الصينية "هواوى"، بدأت بطلبها من كندا اعتقال المديرة المالية للشركة بزعم تورطها فى كسر العقوبات المالية المفروضة ضد إيران، لكن الأمر فى واقعه يتعلق بما تعتبره واشنطن سباق تسلح جديد مع بكين.
وكشفت صحيفة نيويورك تايمز، الأمريكية، فى تقرير، الأحد إن الولايات المتحدة تدفع حلفاءها لمواجهة شركة "هواوى" الصينية للإتصالات، مشيرة إلى أنه مدار العام الماضى، شرعت الولايات المتحدة فى حملة عالمية خفية، تحمل تهديدات فى بعض الأحيان، لمنع شركة هواوى وغيرها من الشركات الصينية من المشاركة فى شبكة الجيل الخامس للأنترنت والكومبيوتر.
وبينما زار جيرمى هانت، وزير الخارجية البريطانى، واشنطن الأسبوع الماضى، ليجرى سلسلة من الاجتماعات، يسيطر على المراقبون سؤال حاسم: هل ستخاطر بريطانيا بعلاقتها مع بكين وتوافق على طلب إدارة الرئيس الأمريكى دونالد ترامب بحظر شركة هولوى من بناء الجيل القادم من شبكات الكمبيوتر والهاتف؟.
لكن بريطانيا ليست الحليف الأمريكى الوحيد الذى يواجه الضغوط، ففى بولندا، يتعرض المسئولون أيضاً لضغوط من الولايات المتحدة لمنع شركة هواوي من بناء شبكة الجيل الخامس G5.
وبعث وفد من المسئولين الأميركيين، الربيع الماضى، فى ألمانيا، حيث تتصل معظم خطوط الألياف البصرية العملاقة فى أوروبا، رسالتهم بأن أى فائدة اقتصادية لاستخدام معدات الاتصالات الصينية الرخيصة ربما يمثل تهديدا أمنيا لحلف الناتو.
وأثارت هواوى تدقيقا متزايدا من قبل الحكومات حول العالم التى تشعر أن الشركة الصينية ربما تكون ذات صلات بأجهزة الأمن الصينية. هذه المخأوف دفعت عددا من الحكومات إلى وضعها قيد ألفحص والتدقيق، لاسيما وسط قلق خاص بشأن التكنولوجيا التى تستخدمها فى تحديث شبكات الهواتف المحمولة من الجيل الخامس G5.
وتعتقد الإدارة الأمريكية بأن العالم منخرط فى سباق تسلح جديد ينطوى على التكنولوجيا وليس على الأسلحة التقليدية، ولكنه يشكل خطراً على الأمن القومى الأمريكى.
وفى عصر يكون فيه السلاح الأقوى خاضعًا للسيطرة الإلكترونية، فإن أى بلد يهيمن على 5G سيكتسب ميزة اقتصادية واستخباراتية وعسكرية خلال هذا القرن.
ومن المرجح أن يكون الانتقال إلى الجيل الخامس، الذى بدأ بألفعل فى أنظمة النموذج الأولى فى المدن من دالاس إلى أتلانتا، أكثر ثورية، فما سيلاحظه المستهلكون أولاً أن الشبكة أسرع حيث سيتم يجب البيانات على الفور تقريبًا، حتى عبر شبكات الهواتف المحمولة.
وعلى الرغم من أن شركة "هواوى"، المملوكة للقطاع الخاص، تنكر وجود أى تهديد للتجسس وتقول إنها تعمل فى ظل سيادة القانون فى البلدان التى تعمل بها، فقد تزايد الضغط على الشركة فى الآونة الأخيرة، حيث دفعت الولايات المتحدة حلفاءها للتفكير مرتين فى استخدام تقنيات هواوى.
وانضمت ألمانيا إلى الجهود الأمريكية فى الضغط على حلفائها فى الناتو لتنسيق جهودهم فى مواجهة التحديات الأمنية التى تشكلها الصين، ذلك بعد القبض على رجل صينى وآخر بولندى فى اتهامات تتعلق بالتجسس لصالح بكين.
ودعا وزير الداخلية البولندى، يواكيم برودزونسكى، الحلفاء إلى إقصاء تكنولوجيات هواوى وغيرها من مصنعى التكنولوجيا الصينيين من أنظمة الاتصالات داخل بلدأنهم.
كما تبحث ألمانيا سبل حظر استخدام منتجات شركة هواوى، فى البنية التحتية للاتصالات لديها، إذ تدرس برلين تشديد المتطلبات الأمنية الحالية لبناء بشبكات الجيل الخامس المقبل للاتصالات المتنقلة فى ألمانيا بطريقة تجعل من المستحيل على المشغلين استخدام معدات هواوى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة