ومن آراء جمال البنا عن جماعة الإخوان:
"جماعة الإخوان الدينية كان يمكن أن تكون عالمية لو أحسنوا توجيهها لغير أغراض السياسة والحكم".
ربما تلك المقولة تبين رأى البنا الواضح والرافض لدخول جماعة الإخوان المعترك السياسى، ولا بد أنه متفق تماما على أنها كانت لديهم أغراض ومطامع مغلفة بغطاء دينى، هدفها الأول والأخير الوصول للسلطة دون وجود أى اعتبارات دينية، وربما ذلك من وجهة نظر "البنا" هى عدم استطاعة الجماعة فى الانتشار فى كل بلاد العالم.
"لا بد من الفصل بين العمل الروحى الدعوى والعمل السياسى لأن كلا منهما يشوه الآخر"
كانت دعوة صريحة من المفكر جمال البنا لجماعة الإخوان للفصل بين العمل السياسى، وبين الدين، فى إشارة لالتصاق الجماعة الظاهرى بالدين وبناء دولة الخلافة، التى يوهم بها أعضاء الجماعة البعض بأنها ستعيد أمجاد الأمة الإسلامية، وهو ما لا يتفق مع الأهداف الحقيقية للإخوان بالسيطرة على الحكم، والتنكيل بالمعارضين لهم.
"الصراع بين المتشددين وغيرهم سببه محاولة فرض الفقه الإسلامى السائد منذ ألف عام"
تنطبق تلك المقولة مع آراء وفقه البنا، حيث كان من كبار المنادين بتجديد الخطاب والفكر الدينى، وعدم محاولة فرض آراء فقهية من المفترض أنها عفا عنها الزمن، وإن الزمن تغيير وبالتالى ليس من المعقول معالجة الأمور الحالية بما كان يحكم بها فى العصور الأولى والوسطى.
"الاختلاف والتعددية مما أراده الله ولو شاء لجعل الناس امة واحدة"
من ضمن خلافات البنا مع الجماعات الإسلامية، هى رفضهم من يختلف معاهم فى الرأى ومحاولتهم تكفيره وإخراجه عن الدين، وكأنهم وحدهم أصحاب الرأى الصحيح، وهو ما لا يتفق مع التعددية التى أرادها الله لعباده وللدنيا.