شهدت الكرة الأرضية فى الساعات الأولى من فجر اليوم الأحد، أول كسوف شمسى فى عام 2019، وهو كسوف جزئى للشمس لم يشاهده العالم العربى، واستمر 4 ساعات و14 دقيقة.
وبحسب توقيت القاهرة المحلى، بدأ هذا الكسوف فى الساعة الواحدة وأربع وثلاثين دقيقة تقريبا بتوقيت القاهرة المحلى صباح اليوم الأحد، وفى الساعة الثالثة واثنتين وأربعين دقيقة تقريبا بلغ الكسوف ذروته حيث غطى قرص القمر حوالى 72% من قرص الشمس، وانتهى الكسوف الجزئى فى الساعة الخامسة وتسع وأربعين دقيقة تقريبا.
وكشفت الجمعية الفلكية بجدة فى تقرير لها، أن هذا الكسوف شوهد فى الأجزاء الشرقية من أسيا وشمال المحيط الهادى، وأفضل موقع لرؤيته كان فى شمال روسيا حيث غطى قرص الشمس بنسبة 62% بقرص القمر.
وذكر التقرير أن رصد كسوف الشمس يحتاج لتجهيزات رصد خاصة مثل النظارات المخصصة لرؤية الكسوف أو الفلاتر (المرشحات) من أجل التلسكوبات والمناظير لسلامة العين، لافتا إلى أنه خلال كسوف الشمس وصل القمر مرحلة الاقتران "المحاق" منتقلا من شرق الشمس إلى غربها منهيا بذلك دورة اقترانية حول الأرض ومبتدئا دورة جديدة.
كما أشار إلى أن معظم حالات الاقتران الشهرية التى يمكن تحديد موعدها بدقة وسهوله لا يمكن رؤيتها كظاهرة فلكية وهى ما تسمى (الاقتران غير المرئى) ولكن هذا الشهر سيحدث اصطفاف للشمس والقمر والأرض لذلك فإن كسوف الشمس حالة خاصة من حالات الاقتران تسمى "الاقتران المرئى".
وأوضحت الجمعية الفلكية بجدة فى تقريرها، أنه عادة ولكن ليس دائما يحدث كسوف الشمس التالى بعد ستة أشهر قمرية من الكسوف الذى يسبقه، وبالفعل سيحدث كسوف آخر للشمس فى الثانى من يوليو المقبل 2019، وخلال هذه السنه يوجد 13 قمرا محاقا وثلاثة كسوفات للشمس، إلى جانب 12 قمر بدر واثنين من الخسوفات القمرية.
وتابع: وبالمثل غالباً ما يتكرر خسوف القمر بعد ستة أشهر قمرية، لذلك سيحدث خسوف آخر للقمر فى 16 يوليو 2019 أو بعد أسبوعين من كسوف الشمس الكلى فى 2 يوليو 2019.
وقال التقرير: ونظرا لأن أول كسوف للشمس يحدث فى وقت مبكر من العام 2019 هذا سيترك ما يكفى من الوقت لكسوف شمسى ثالث يحدث قبل نهاية العام، حيث سيحدث كسوف حلقى نادر للشمس فى 26 ديسمبر 2019.
وفى نفس السياق، كشف معمل أبحاث الشمس بالمعهد القومى للبحوث الفلكية، أن الكسوف اتفق توقيت وسطه مع اقتران شهر جمادى الأولى لعام 1440هـ، وشوهد فى (شرق أسيا– اليابان– شمال ميكرونيزيا– جزرايلوتيان – المحيط الباسفيكي)، واستغرق منذ بدايته وحتى نهايته أربع ساعات وخمس عشرة دقيقة تقريباً.
وقال معمل أبحاث الشمس، إن ظاهرة الكسوف الشمسى تحدث عادة حينما يكون القمر، أثناء دورته الشهرية حول الأرض، فى طور المحاق فى نهاية الشهر القمرى، وقبل ولادة الهلال الجديد مباشرة، حيث يقع القمر بين الأرض والشمس، على خط الإقتران، وهو الخط الواصل بين مركزى الأرض والشمس أو قريبا منه، وفى تواجده على إحدى العقدتين الصاعدة أو الهابطة، أو قريبا منهما، لافتا إلى أنه فى هذه الحالات تتغير المسافة بين القمر والأرض مابين 405 ألف كم و363 ألف كم.
وتفيد ظاهرة الكسوف الشمسى فى التأكد من بدايات الأشهر القمرية أو الهجرية إذ يحدث الكسوف الشمسى فى وضع الاقتران أو الاجتماع أى أن حدوث الكسوف الشمسى يشير بقرب ولادة الهلال الجديد ويعتبر مركز الكسوف هو موعد ميلاد القمر الجديد.
وأشار معمل أبحاث الشمس إلى أنه من المتوقع أن يشهد عام 2019م ثلاثة كسوفات شمسية، أحدهما هذا الكسوف الجزئى، وآخر كلى، والثالث حلقى، كما يتوقع أن يشهد هذا العام خسوفى قمر.
ومن جانبه، كشف الدكتور أشرف تادرس رئيس قسم الفلك بالمعهد القومى للبحوث الفلكية، أن هذا الكسوف لم يرى فى مصر أو المنطقة العربية لأنه حدث قبل شروق الشمس.
وكشف رئيس قسم الفلك بالمعهد القومى للبحوث الفلكية، فى تصريحات خاصة لليوم السابع، أنه سيحدث فى هذا اليوم أيضا (6 يناير 2019) يصل كوكب الزهرة (فينوس) لأقصى استطالة له مع الشمس حيث تبلغ الزاوية بينه وبين الشمس 47 درجة قوسية، وهو أفضل وقت لمشاهدة كوكب الزهرة حيث سيكون فى أعلى نقطة له فى الصباح الباكر قبل شروق الشمس.