- مراقبون: أردوغان يكره القاهرة بسبب انهيار مخططه التوسعى فى المنطقة بعد ثورة 30 يونيو وإسقاط حكم الإخوان
«العربدة الأردوغانية» بداية النهاية لأطماع الديكتاتور
1- يمارس الإرهاب فى شمالى سوريا وليبيا ويدعم الإرهابيين
2- يُبيح الأراضى التركية إلى جماعة الإخوان الإرهابية والمنابر الإعلامية التابعة لها لبثّ الشائعات وإثارة الفوضى فى المنطقة
3- يتطاول على مصر والسعودية ويبتز أوروبا بملف اللاجئين ويعتدى على السيادة القبرصية
4- ينتهك حقوق الإنسان ويقمع المعارضين الأتراك
5- يساهم فى تردى الأوضاع الاقتصادية والسياسية بالداخل التركى
هل نظر الرئيس التركى رجب طيب أردوغان يومًا إلى صالح بلاده وشعبها.. هل عمل يومًا من أجل تحقيق أجواء يعُمها الاستقرار والأمن والآمان أو الرخاء والرفاهية لبلاده؟!.. ربما فعل «أردوغان» ذلك منذ سنوات حينما كان يعمل جاهدًا لكسب التأييد الشعبى فى حملاته الانتخابية، حتى تمكن من الحكم وبصلاحيات مُطلقة، وهو ما أسقط القناع عن وجهه الحقيقى حتى باتت أحلامه وأطماعه التوسعية فى المنطقة فى الانفضاح أمام العالم أجمع وسط أوضاع سياسية واقتصادية يُعانى منها الداخل التركى دون أى اهتمام منه وأتباعه.
دعم وتمويل الإرهاب وتدريب العناصر الإرهابية هو الأمر الذى حذرت منه العديد من الدول العربية ولاسيما دول الرباعى العربى «مصر والمملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة ومملكة البحرين»، هذه الدول التى يخُصها دائمًا بانتقاداته وتحديدًا مصر والسعودية، حيث فضحهما لممارساته الإرهابية فى المنطقة، ومن ثم فهو يواصل دائمًا الاساءة لهما مُصرًا على التدخل فى شؤونهما.
لماذا يكن أردوغان الكراهية لمصر؟.. ولعل انتقاده لمصر والسعودية مساء الخميس الماضى لدليل واضح على ذلك، فعلى الرغم ما يواجهه من انتقادات وإدانات دولية وعربية على نطاق واسع، إلا أنه خص القاهرة والرياض بمساحة من خطابه فى الردّ على الاعتراض على تدخله السافر فى الشأن السورى وعدوان قواته فى شمالى سوريا وما يترتب عليه من سقوط عشرات الضحايا والمصابين من الأبرياء، وفى تصريحات إعلامية سابقة كشف الدبلوماسى والسياسى الدكتور مصطفى الفقى أسباب كره الرئيس التركى الشديد لمصر ونظامها، حيث انهيار مخطط «أردوغان» وأطماعه فى المنطقة منذ مواجهة الجيش والشعب المصرى لحكم جماعة الإخوان الإرهابية فى مصر والإطاحة به فى 30 يونيو من عام 2013، قائلًا: «هذا المخطط نسفه الرئيس عبدالفتاح السيسى بأمر الجماهير فى 30 يونيو، لذلك فإن أردوغان لديه مرارة حتى الآن من مصر، كون ثورة يونيو دمرت أحلامه، ولذلك يكره مصر علمًا بأن كل القنوات المعادية هو مصدرها كما يدعى أنه داعم للقضية الفلسطينية، وهو أكثر شخص قدم تنازلات للإسرائيليين»، مضيفًا أن «رهان أردوغان على الإخوان خاسر».
وفى تصريحات خاصة لـ«اليوم السابع»، قال الكاتب الإماراتى، على الحمادى: «أردوغان بعد أن وجد التطبيل والتأييد من بعض الخونة العرب والمتطرفين الذين يبحثون عمن يدعمهم أصبح يظن نفسه وصيًا على العرب جميعًا، فبات يمارس إرهابه فى ليبيا وفى سوريا علنية، بالإضافة إلى احتلاله لقطر واستعباد نظامها.. ورغم استهجان العالم كله لممارساته الإرهابية هذه، إلا أنه لم يقم بالرد والإساءة إلا للدولتين العربيتين وهما مصر والسعودية اللتين رفضتا تدخله فى الشؤون العربية»، وأضاف مستنكرًا «هذا الإرهابى المغمور يريد أن يقنع أتباعه بأن تدخلاته وتصرفاته الطائشة ضد العرب هو حق مشروع بينما دفاع مصر والسعودية العربيتين عن الوطن العربى هو أمر خاطئ».
ابتزاز الاتحاد الأوروبى.. أيضًا الغرب لم يسلم من تطاول «أردوغان» فقد انتهز الرئيس التركى الفرصة لابتزاز الاتحاد الأوروبى بورقة اللاجئين قائلًا «أيها الاتحاد الأوروبى، تذكر أقولها مرة جديدة، إذا حاولتم تقديم عمليتنا على أنها اجتياح؛ فسنفتح الأبواب ونرسل لكم 3.6 مليون مهاجر، وهو عدد اللاجئين السوريين المتواجدين فى تركيا حاليًا» الذى ظل «أردوغان» لسنوات طويلة يحلم بالانضام له، فيما تراجع الاتحاد الأوروبى عن المفاوضات فى هذا الشأن جراء الكثير من الاعتبارات، حيث ما يرصده العالم من انتهاكات النظام التركى لحقوق الإنسان وما يُمارسه من حملة قمعية واسعة على المعارضين، خاصة من أحداث الانقلاب المزعوم فى عام 2016، إلى جانب عمليات التنقيب غير المشروعة التى تقوم بها تركيا عن الغاز والنفط قبالة سواحل قبرص.
صناعة ممر آمن لهروب عناصر داعش!!.. ربما يبقى تاريخ الأربعاء الماضى والموافق 9 من أكتوبر عام 2019 تاريخًا لا يُنسى فى ذهن الرئيس التركى، لما سيترتب على بدء عمليته العسكرية والمدعوة بـ«نبع السلام» فى شمال شرق سوريا بحجة خلق منطقة آمنة من نتائج سلبية، فى حين أن النظام التركى بهذه العملية يدعم الفوضى والإرهاب فقد أشار تقرير لموقع «الحرة» إلى أن ما تقوم به القوات التركية فى سوريا يثير المخاوف من هرب مقاتلى التنظيم الإرهابى «داعش» ما يُساهم فى قيامهم بعمليات جديدة بعد أن كان قد تم القضاء عليهم أو على الأقل سجنهم، خاصة بعد أن أعلنت قوات سوريا الديمقراطية «قسد» عبر تغريدة على حسابها الرسمى بموقع التدوينات القصيرة، تويتر أن سجنًا كان يضُم معتقلى «داعش» تعرض للقصف فى غارة جوية، ما يعنى هروب هؤلاء المعتقلين، ممن يقدرون بأكثر من 12 ألف سجين من عناصر داعش أو المشتبه فى انضمامهم للتنظيم الإرهابى، وربما كان الأمر مقصودًا من قبل النظام التركى لما تربطه من علاقات مع لك التنظيم الإرهابى بحسب تقارير عدة أشارت من قبل إلى علاقة ابنة «اردوغان» وسمية، وابنه «بلال» بـ«داعش».
العدوان على سوريا يعيد السيناريو التركى فى ليبيا .. وتأتى سياسات «أردوغان» فى سوريا مُتطابقة مع سياساته فى ليبيا، حيث دعمه للفوضى والعناصر الإرهابية والمتشددين على حساب المؤسسات الوطنية الليبية، فقد تعهد الرئيس التركى لرئيس المجلس الرئاسى الليبى والتابع لجماعة الإخوان الإرهابية، فايز الساج فى طرابلس بوضع جميع القدرات التركية تحت إمرة حكومة الوفاق، وقد أكد الجيش الوطنى الليبى خلال الشهور الماضية التدخلات التركية والقطرية فى ليبيا من خلال رصد أسلحة وتمويلات ودعم كامل للمليشيات المسلحة والعناصر التابعة لجماعة «الإخوان»، هذا وتُعانى ليبيا من منابر إعلامية «النبأ، وليبيا الأحرار، والتناصح»، تُبث عبر الأراضى التركية للتحريض ضد الجيش الوطنى الليبى وإثارة البلبلة وتأليب الرأى العام الليبى، وهو الأمر ذاته الذى تُعانى منه مصر حيث ما توجهه المنابر الإعلامية الإخوانية والممولة من النظام القطرى «الشرق، ومكملين» من شائعات وتزييف حقائق بهدف ضرب الأمن والاستقرار فى مصر.
عواقب وخيمة متوقعة على تركيا.. العواقب المتوقعة جراء «العربدة الأردوغانية» ومن خلال المؤشرات الحالية ربما تكون وخيمة، وتُمثل بداية النهاية لأطماع وأحلام الرئيس التركى وأعوانه؛ وذلك ما يتضح من ردود الأفعال الدولية والعربية ضد عدوانه على سوريا والذى فاق فى بشاعته جميع الممارسات التركية فى المنطقة، فيأتى موقف الاتحاد الأوروبى ليعكس نهاية الأحلام الأردوغانية حول الانضمام له، هذا إلى جانب التلويح الأمريكى بفرض عقوبات اقتصادية على تركيا ما يعنى مزيداً من السخط بالداخل التركى فى ظل تراجع الاقتصاد بأنقرة واستمرار العملة الوطنية التركية «الليرة» فى الانهيار، وهو ما من شأنه التأثير سلبًا على الحياة السياسية بداخل تركيا ومزيد من التراجع لشعبية «أردوغان» وحزبه «العدالة والتنمية».
وبعد جلسة لمجلس الأمن تم عقدها بالأمم المتحدة الخميس، حذرت الولايات المتحدة الأمريكية النظام التركى بأنه سيواجه عقوبات وخيمة فى حين تجاهله لحماية المدنيين أو الفشل فى احتواء مخاطر العناصر الإرهابية والتابعة لتنظيم داعش خلال هجومها على منطقة شمال شرق سوريا.
ولفت السيناتور الأمريكى، ليندسى جراهام عبر تغريدة له على تويتر إلى قيامه وآخرون بقيادة مجهودات بداخل الكونجرس حتى يدفع الرئيس التركى ثمنًا كبيرًا جراء ما قام به فى سوريا من عدوان، مطالبًا الرئيس الأمريكى، دونالد ترامب بتغيير المسار. ونشر السيناتور كريس فان هولن صورة من مشروع قدمه و»جراهام» حول العقوبات الاقتصادية التى يطالبون بفرضها على «أردوغان» ونائبه ووزير الدفاع الوطنى ووزير الخارجية ووزير الاقتصاد ووزير التجارة ووزير الطاقة والثروات الطبيعية، وتضمن ذلك المشروع 8 أجزاء، أبرزهم، حظر المساعدات العسكرية الأمريكية، حظر منح تأشيرة لزيارة أمريكا ضد بعض القادة الأتراك، وفرض عقوبات على التجارة العسكرية مع تركيا، إلى جانب عقوبات تستهدف قطاع الطاقة التركى.
وفى سياق متصل هدد مشرعون أمريكيون بطرد تركيا من حلف الناتو، وأعلن «جراهام» بحسب موقع «روسيا اليوم» عن استعداده لتقديم مشروع قانون حول هذا الأمر. ويبدو أن التحرك فى ذلك الاتجاه سيكون جادًا هذه المرة، فى ظل أنه أمر تم مناقشته سابقًا ففى يناير من العام الماضى، هددت أمريكا بطرد أنقرة من الناتو وذلك بعد هجوم الجيش التركى على منطقة عفرين السورية، كما تحدث الرئيس المريكى عن الشىء ذاته فى يوليو من العام الجارى عندما تفاقمت الأوضاع بشأن التعدى على السيادة القبرصية.