شهدت عملية جيش الاحتلال التركى فى شمال وشرق سوريا تحركات تقوم بها أنقرة لشرعنة وجود المليشيات المسلحة والجماعات المتشددة المنضوية تحت فصائل شاركت فى عدة معارك بالأراضى السورية، وهى محاولات تركية لتحقيق اختراق أكبر داخل الفصائل المسلحة.
وعقب إعلان رجب طيب أردوغان عن عملية عسكرية لجيشه ضد القوات الكردية فى شمال وشرق سوريا برز اسم "الجيش الوطنى السورى" وهو عبارة عن مليشيات مسلحة وتشكيلات من عناصر متشددة شكلتها أنقرة ودمجتها داخل الجسم العسكرى، وذلك للالتفاف على بعض القرارات الصادرة بتصنيف عدة فصائل سورية مسلحة جماعات إرهابية.
واستعان جيش الاحتلال التركى خلال عملياته العسكرية التى يشنها ضد الأكراد فى شمال شرق سوريا، بعشرات الفصائل المسلحة لدعم القوات التركية مثلما حدث فى معركة غصن الزيتون ضد الأكراد فى عفرين خلال العام الماضى، وهى نفس المليشيات المسلحة التى دعمتها أنقرة فى عام 2016 تحت اسم عملية درع الفرات.
وكشف النظام التركى عن دعم عدد من الفصائل المسلحة والجماعات السورية المتشددة فى عملياته العسكرية ضد الأكراد فى شمال شرق سوريا، ويضم الجسم العسكرى الجديد الذى أطلق عليه "الجيش الوطني السوري" مقاتلين من الجيش الحر ومتشددين ينتمون إلى تنظيم الإخوان وجماعات متشددة.
ويرى مراقبون أن النظام التركى يحاول اضفاء صفة الشرعية على المليشيات السورية والجماعات المتشددة بتسميتها بـ"الجيش الوطنى السورى"، وذلك لتضليل الرأى العام العالمى والعربى بأن القوات الداعمة لجيش الاحتلال التركى هى قوات نظامية سورية إلا أن الصور التى نقلتها وكالات الأنباء الدولية تثبت مشاركة عناصر إرهابية ومتشددة فى العمليات التركية فى شمال وشرق سوريا.
وكان قادة فصائل سورية مسلحة ومتشددة قد أعلنوا مطلع الشهر الجاري توحيد فصائل الجيش السوري الحر تحت مسمى "الجيش الوطني السوري". ويقدّر عدد المقاتلين المنتمين إلى تلك الفصائل بعشرات الآلاف بينهم متشددين ومتورطين فى عمليات إجرامية.
ويتولى المدعو سليم إدريس – منشق عن الجيش العربى السورى فى 2012 – مسؤولية قيادة الجيش الوطني السوري، والذى صرح فى أحد اللقاءات التليفزيونية إلى أن تشكيل هذا الجسم العسكرى يهدف لمواجهة الجيش العربى السورى إلا أن العملية التى أطلقتها تركيا منذ أربعة أيام أثبتت تلاعب انقرة بكافة الفصائل السورية المسلحة، وذلك لخدمة الأجندة الاستعمارية التركية لأراضى شمال وشرق سوريا.
وتقول تقارير صحفية أن فكرة دمج الفصائل السورية المسلحة وتحديدا الإسلامية المتشددة تراود أنقرة من عام 2014، وتهدف الخطوة إلى بسط النظام التركى لسيطرته على الفصائل العسكرية السورية المسلحة وتوجيه بوصلة هذه التشكيلات لدعم الرؤية التركية.
وتشارك الفصائل السورية المسلحة والمتشددة التى تعرف بـ"الجيش الوطنى السورى" بما يقرب من 15 ألف مقاتل لدعم الهجوم البرى التركى، والذى يهدف لاستعمار وتمدد أنقرة داخل شمال وشرق سوريا لضم جزء من تلك الأراضى إلى المحافظات الإدارية التركية جنوب البلاد.
وتشكل ما تعرف بـ"قوات الجبهة الوطنية للتحرير" الفصيل الأكبر المشارك تحت لواء الجيش الوطني السوري، بالإضافة لمساعدة بعض الفرق العسكرية في العمليات التي تخوضها انقرة وتحديدا فرقة الحمزة التى تتلقى تمويلا كبيرا من النظام التركى، وهو ما دفعها إلى المشاركة في العمليات ضد الأكراد لإرضاء أنقرة التى تنفق الملايين على الفصيل السورى المسلح.
ويشارك أيضاً في العمليات التي يقودها جيش الاحتلال التركي مليشيا درع الشرقية، وهى عبارة عن فصيل سوري يتبنى أفكار الجيش السوري الحر، وتهدف إلى تحرير المنطقة الشرقية من القوات الكردية التى تتمركز فى شمال وشرق سوريا، بالإضافة إلى الدخول فى مواجهات مباشرة بالهجوم على تمركزات الجيش العربى السورى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة