يعزف بعض الطلاب فى مراحل دراسية عديدة عن الذهاب للمدارس، مفضلين البقاء فى المنازل، ما بين طلاب يستغلون اليوم فى المذاكرة، وآخرين يستغلونه فى اللعب أو النوم، وفى كلتا الحالتين يضرون بأنفسهم وبالعملية التعليمية.
الغياب الإلكترونى، أسلوب جديد، وأداة حضارية لضبط حضور الطلاب للمدارس، وإعادة الهيبة لها من جديد، والقضاء على "موضة الغياب" العشوائى دون سبب، خاصة فى القاهرة الكبرى والمدن، حيث ترتفع معدلات الغياب بشكل ملحوظ، فيما تزيد نسب الحضور فى الأرياف، حيث يحرص الآباء على حضور أبنائهم فى المدارس بشكل يومى، ويعتبرون الغياب يهدد مستقبلهم التعليمى، حيث مازالت فكرة التعليم فى الأرياف على رأس أولويات الأسرة.
ووفقاً للنظام الجديد، لا يحضر الطالب الامتحان إلا إذا حقق نسب حضور 85% من أيام الدراسة الفعلية، حيث يجوز فصل الطالب من المدرسة إذا تغيب بغير عذر تقبله لجنة إدارة المدرس خلال السنة الدراسية مدة تزيد على 15 يوما متصلة أو 30 يوما منفصلة، ويعتبر التغيب فى أى وقت أثناء اليوم الدراسى تغيبا عن اليوم بأكمله، ويجوز إعادة قيد الطالب المفصول بقرار من لجنة إدارة المدرسة بعد سداد رسم إعادة قيد "عشرة جنيهات"، ولا يجوز إعادة القيد أكثر من مرة واحدة فى ذات السنة الدراسية، وأكثر من مرتين فى المرحل كلها.
أعتقد أن التزام الطلاب بالحضور للمدرسة مسئولية مشتركة، بين الأسرة وإدارة المدرسة، من خلال حرص الأسرة على حضور أبنائها وتلقي الدروس، والمتابعة الدورية لهم، حتى لا يتسربوا من مدارسهم ويذهبون للمقاهي وأماكن الترفيهة، وتقع نفس المسئولية على المدرسة، التي ينبغي عليها تقديم مواد تعليمية جذابة وقوية تجبر الطلاب وتحفزهم على الحضور، بدلاً من الأساليب التقليدية القديمة، وضعف بعض المدرسين الذين يتسببون فى تسرب الطلاب عن الحضور مفضلين البقاء فى المنازل للاستفادة بالوقت والمذاكرة.
نتمنى، عودة مشاهد امتلاء شوارعنا بالطلاب فى الصباح الباكر، وامتلاء مدارسنا بأبنائنا الدارسين، وأن تعود للعملية التعليمية عافيتها من جديد، فهى الأمل فى تصدير الكوادر القوية والنوابغ لمجتمعنا.